تقييم البرنامج الخاص بالموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


تقييم البرنامج الخاص بالموهوبين والمتفوقين:

تهدف عملية التقييم إلى تطوير وتنمية البرنامج عن طريق إدخال التعديلات اللازمة والضرورية على عناصره المختلفة، وتعتمد عملية التقييم على توافر نوعين من المعلومات والبيانات، معلومات حول الطلبة وخاصة البيانات المتعلقة بتقدمهم الأكاديمي ونموهم الانفعالي، ومعلومات حول مدخلات البرنامج من عاملين ومناهج ومخصصات وأساليب كشف وغيرها من العمليات ومدخلات البرنامج.

ويمكن الحصول على هذه المعلومات من سجلات البرنامج الرسمية ومن خلال إجراء المقابلات والاستبيانات والاستفتاءات، حيث يتم مشاركة المعلمون والطلبة وأولياء الأمور بالإضافة لمدير البرنامج وباقي الإداريين العاملين فيه، وقد يكون من المناسب تكليف جهة خارجية بإجراء التقييم على أسس موضوعية وشاملة.

وعلى العموم لا يكتمل تقييم المشروع أو البرنامج الخاص للموهوبين والمتفوقين دون مراجعة النواتج المتحققة، وبعد تطبيق البرنامج الخاص للموهوبين والمتفوقين لفترة معينة وكافية في ضوء الأهداف الموضوعة، ومهما كان النموذج المستخدم في التقييم فإن المقارنة بين ما تحقق فعلاً وبين الأهداف المكتوبة في خطة البرنامج مهمة لا مفر منها.

الأهداف هي في الواقع مركز الثقل الذي ترتبط حوله المكونات الأساسية لبرنامج تعليم الطلبة الموهوبين والمتفوقين، يبدأ بالأهداف من النتائج التي ينتجها المسح الموضوعي لاحتياجات المجتمع والطلبة والمراجعة الواعية للأدب التربوي حول الموضوع، وعندما يتم تحديد فلسفة البرنامج الخاص بالموهوبين والمتفوقين وأهدافه يتم أخذ الطلاب المخططون والقائمون على البرنامج كمرجع أساسي لهم لتوجيههم في تطوير المكونات الأخرى للبرنامج ومراقبتها وتنفيذها.

المكونات الأساسية لبرنامج تعليم الموهوبين والمتفوقين:

ونظراً للدور المهم الذي تلعبه الأهداف في صياغة مناهج تعليم الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتنفيذها أو تطبيقها، فقد أورد الباحثون أو العلماء عدداً من الشروط والمواصفات التي يجب توافرها أو وجودها حتی تكون فعالة ومناسبة في تسهيل عمل القائمين على البرنامج والعاملين فيه.

ويمكن إجمال هذه المواصفات في ما يأتي: أن تكون الأهداف مكتوبة في وثيقة المنهاج، ولا يكفي الحديث عنها بصياغات عامة أو مبهمة، إن البرنامج الذي يفتقر إلى أهداف مكتوبة أشبه ما يكون بسفينة تفتقر إلى دقة التوجيه وتبحر في محيط على غير العادة.

وأيضاً لن تؤدي الأهداف المكتوبة وظيفتها على الوجه الخصوص ما لم تكن الهيئة العاملة في البرنامج على دراية تامة بها وقناعة بأهميتها، أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق من ناحية عملية، ولكن تكون الأهداف مماثلة كذلك لا بد أن يراعي واضعوها بعض المحددات والصعوبات القائمة أو التي يمكن أن تبرز في المستقبل.

ومن الصعوبات والمحددات القائمة الإمكانات المادية والبشرية المتاحة، والمدة الزمنية عدد السنوات مثلاً أو الوقت المخصص أسبوعياً لتطبيق البرنامج، ومحكات نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه وكيفية قياس مدى تحقق هذه الأهداف.

ويوجد مثلاً على بعض الأهداف العامة الواردة في وصف المناهج الإثرائية للطلبة الموهوبين والمتفوقين وتحاكيها في ضوء المحددات والخطط، ويكون الطفل الموهوب والمتفوق الذي يكون بإمكانه التكيف ومواجهة التحديات وتهيئة قيادات واعية في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والفنية والعملية والأدبية وإعداد قادة المستقبل، والمساهمة في بناء عالم أكثر أمناً واستقراراً للإنسان أو الطفل الموهوب والمتفوق، وتنمية الحس بالمسؤولية والمواطنة الصالحة.

من الواضح أن أهدافاً كهذه يمكن أن تثير أسئلة كثيرة ومتعددة حول مصداقية المخططين للبرنامج والعاملين فيه وجديتهم فيما بتعلق بإمكانية تحقيق مثل هذه الأهداف وكيفية فياسها، وماذا لو لم ينجح البرنامج في تحقيقها خلال المدة الزمنية التي يغطيها البرنامج.

أن تصاغ الأهداف على شكل نتاجات تعلم سلوكية أو معرفية أو انفعالية وجدانية مرغوبة، وذلك تجنباً للخلط والدمج بين الوسائل أو الطرائق وبين النهايات أو النتاجات، ومن الأمثلة على الأهداف والغايات التي تعكس نتاجات تعلم ما يأتي في تنمية وتطوير مهارات الاتصال الكتابية والشفوية، تنمية وتطوير مهارات البحث وأساليبه، وتنمية القدرة على المحاكاة، والتفكير الناقد وتنمية مهارات التفكير الإبداعي والابتكار.

أما الأهداف التي لا تعدو أن تكون طرائق أو وسائل فمن أمثلتها وتوفير مناخ ديمقراطي للتعلم والتعرف على (3%) من طلبة المدرسة الموهوبين والمتفوقين الملحقين ببرنامج تعليم الموهوبين والمتفوقين وتدريب المعلمين الذين يقومون برعاية الموهوبين والمتفوفين لمدة أسبوعين من أجل التفريق بين الطرائق والنتاجات، قد يكون من المناسب ملاحظة ما إذا كان الطلبة الموهوبين والمتفوقين هم الجهة المرجعية أو المقصودة في صياغة الهدف.

المصدر: 1_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.2_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق والإبداع.عمان: دار الفكر للطباعة والنشر.3_ مها زحلوق.التربية الخاصة للمتفوقين.دمشق: مطبعة الاتحاد.4_ باربرا كلارك. تنمية الموهبة.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: