تنظيم المجتمع الأسري في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تُستَخدم الخدمة الاجتماعية كطريقةٍ لخدمةِ الفردِ للعمل مع الأفراد، وكطريقة لخدمة الجماعة في العمل مع الجماعات، وكطريقة لخدمة المجتمع وتنميتهِ والعمل مع المجتمعات، إذ أنَّ المجتمع هو: وحدة العمل في طريقة تنظيم المجتمع وتنميتهِ.

أسس العمل في طريقة خدمة المجتمع في الخدمة الاجتماعية

يتمُّ تحديد المجتمع بطريقة خدمة تنظيم المجتمع عن طريق الأسس الآتية:

  • الأساس الجغرافي.
  • الأساس الوظيفي.
  • أساس الحاجة أو المشكلة.

وذلك للإسهام في إحداث تغيير اجتماعي مقصود ينقل المجتمع من وضع لا يتقبّله إلى وضع آخر، يرغب فيه كونه أفضل من سابقه، ويعود بالفائدة والازدهار والتقدُّم على المجتمع وسكَّانه.

ولذلك فإنَّ طريقة تنظيم المجتمع تُمارَس من قِبَل أخصائيين اجتماعيين عن طريق أجهزة متنوّعة لتحقيق هذا الهدف، وفقاً لمبادىء الخدمة الاجتماعية عامَّة، ومبادىء طريقة تنظيم المجتمع خاصّة. وتِبعاً الخطوات التي يُحدِّدُها الإطار المِهْني لهذه الطريقة.

فلسفة تنظيم المجتمع في الخدمة الاجتماعية

تُمارَس طريقة تنظيم المجتمع عن طريق الجمعيَّات والمؤسّسات والهيَّئات التي تعمل في ميدان الخدمة الاجتماعية، وتُقَدِّم خدمات غير مباشرة للجمهور، ويعمل بها أخصائيون اجتماعيون وتضمّ أفراداً من المُهتمّينَ بالتنمية الاجتماعية، ويمكن أن يظهر ذلك واضحاً في الميدان الأُسري فهناكَ الجمعيات والهيئات والمُؤسّسات التي تُعنى بشؤون الأسرة ورعايتها وتقدِّم خدمات مباشرة لها.

هناك مجموعة من العناصر التي يجب أن تتوافر في الأجهزة التي تُمارِس طريقة تنظيم المجتمع أهمها:

  • إيمان العاملين بأهداف الجهاز وبطريقة تنظيم المجتمع لمساعدة السكَّان.
  • الكفاءة باستخدام العنصر البشري لحفظ كرامة الإنسان والاعتراف بقدراتهِ ومهاراتهِ.
  • استخدام الأساليب الديمقراطية لإدارة الجهاز.

أجهزة تنظيم المجتمع في الخدمة الاجتماعية

لقد تنوّعت أجهزة تنظيم المجتمع في طبيعتها، وهي على النحو الآتي:

١- أجهزة أساسية أُنشِئت خِصِّيصاً لتنظيم المجتمع، وهي ثلاثة انواع:

  • أجهزة إقليمية: ( جغرافيَّة) أغراضها تنسيقيَّة ومثالها: الاتّحاد العام للجمعيات الخيرية، واتّحاد الجمعيات الخيرية على مستوى المحافظة، وفروعه إن وجدت على مستوى الألوية والأقضية.
  • أجهزة نوعية (وظيفية) أغراضها تتبُّعيّة مثالها: الاتّحاد العام لرعاية الأُسرة والطفولة والاتّحاد العام النِّسائي.
  • أجهزة التنمية المحلية وأغراضها خدمية وتطويرية، ومثالها: المراكز الاجتماعية ومجالس التنمية المحلية.

٢- أجهزة ثانوية: تحقّق التنمية والتنظيم إلى جانب أهدافها الأصلية ومن هذه الأجهزة: المجالس البلدية والقروية والمدارس والمراكز الصحيّة والأندية ومراكز الشباب والمراكز الثقافية.

٣- أجهزة مُعاوِنة: وتقوم بخدمات أخرى تُمكِّن أجهزة تنظيم المجتمع في تحقيق أهدافها، ومثالها: مراكز البحوث العلمية والمعلومات والدراسات الأكاديمية والتدريب.

أهداف تنظيم المجتمع

تُعدّ الغايات العامَّة التي يَنُصُّ عليها النظام الأساسي للمنظمة أو الهيئة، هي الأهداف التي تسعى إليها حسب طريقة تنظيم المجتمع. ولكن لكلِّ هيئة أو مُنظَّمة أهدافاً إجرائية تُعبِّر عمَّا تحاول تحقيقه بصورة واقعية مبنيَّة على ظروفها وأوضاعها المُستَمدّة من واقع المجتمع وظروفه وطموحاته، وهي وإن كانت تركّز على ناحية يَنصبّ اهتمام المُنظمة عليها إلّا أنها تتمحور على أهداف تنظيم المجتمع العامة، والتي يمكن توضيحها بالنقاط الآتية:

  • دراسة موارد المجتمع واحتياجاته وإحداث المواءمة بينهما لإشباع الاحتياجات، وفقاً لخطة موضوعية تستند فيها المسؤوليّات التنفيذية إلى الأجهزة المعنيَّة أو الجمعيات والروابط الأعضاء في هذه الهيئة أو المؤسّسة.
  • إثارة الوعي وتحفيز المواطنين للمشاركة في تحقيق الأهداف عن طريق تغيير القِيَم وتعديل الاتجاهات لصالح المجتمع وتنمية روح الانتماء إليه.
  • جمع البيانات والإحصائيات التي تخصُّ المجتمع وتتعلّق بطبيعة الاهتمام وأبعاد العمل، وتوثيق الإجراءات والقرارات المُتعلقة بذلك.
  • تنظيم الجهود بين الجمعيات والمُؤسّسات.
  • رفع مستوى الخدمات ومستوى الأداء في الجمعيات والمؤسّسات.

متطلبات العمل في أجهزة تنظيم المجتمع

يتطلّب العمل في أجهزة تنظيم المجتمع توافر فرص مساعدة؛ لكي يؤدي الجهاز مَهامَّهُ بنجاحٍ، وهذه الفرص هي:

١- فتح باب العضويَّة للجهاز والمهتمّينَ، وإعطاء الفرصة للتَّجديد في العضوية باستقطاب أعضاء جدد بدافع الحماس للعمل.

٢- إفساح المجال للأعضاء للتثقيف والتدريب ليتمثَّلوا قِيَم الجهاز وتقاليده لينعكسَ ذلك على أدائهم وقناعاتهم.

٣- قيام التفاعل واستمرار الاتّصال بين الأعضاء لتطوير الأفكار البنّاءة عن وظيفة الجهاز ودورهِ في المجتمع.

٤- إيّجاد هيكلٍ تنظيميٍّ لتوزيع العمل وتقسيمه لتحقيق أهداف الجهاز.

٥- تكليف الأعضاء بالأدوار المناسبة لقيام كلٍّ منهم بالمسؤوليات والأنشطة لتحقيق الأهداف بروح الفريق وديمقراطية الإدارة.

٦- التكامل في الأداء بين الجهاز وأجزائهِ وتحقيق أهداف الجهاز.

٧- اتّخاذ القرارات عبر القنوات القانونية بصورة ديمقراطية وبما يُتيح فرصة المشاركة لجميع الأعضاء.

أسس تنظيم المجتمع الأسري في خدمة الرعاية الاجتماعية

تُعتبر الأسرة الوحدة الأساسية في المجتمع، وتشكل الركيزة الأساسية التي يتألف منها نسيج المجتمع. في سياق خدمة الرعاية الاجتماعية، يكتسب تنظيم المجتمع الأسري أهمية خاصة، حيث يلعب دورًا حاسمًا في بناء أسس قوية للتطور والاستقرار. يستكشف هذا المقال أهمية تنظيم المجتمع الأسري في خدمة الرعاية الاجتماعية.

1. تأثير البيئة الأسرية على الفرد:

تُظهر الأبحاث أن البيئة الأسرية تلعب دورًا كبيرًا في تكوين شخصية الأفراد وتأثير سلوكهم وتطورهم. يُعتبر تنظيم المجتمع الأسري أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في توفير بيئة داعمة للأفراد، وبالتالي تعزيز الصحة النفسية والاستقرار العاطفي.

2. دور الأسرة في تنشئة الأطفال:

تعتبر الأسرة ورشة الحياة الأولى للأطفال، حيث يتلقون القيم والسلوكيات الأخلاقية التي تشكل جوهر شخصيتهم. يقوم تنظيم المجتمع الأسري بتوجيه الأسرة نحو أساليب فعّالة في تربية الأطفال، مما يسهم في نموهم الصحيح والمتوازن.

3. الدعم الاجتماعي والتضامن:

تسهم الأسرة في إنشاء شبكات دعم اجتماعي قوية. يُعتبر هذا الدعم الاجتماعي أحد العوامل الرئيسية في تحسين جودة حياة الأفراد، حيث يوفر التنظيم الجيد للأسرة الدعم العاطفي والاقتصادي والتضامن في مواجهة التحديات.

4. مكافحة الاضطرابات الاجتماعية:

يمكن لتنظيم المجتمع الأسري أن يلعب دورًا فعّالًا في مكافحة الاضطرابات الاجتماعية. من خلال توفير بيئة داعمة وتربية فعّالة، يمكن للأسرة المساهمة في تقليل مشكلات الجريمة والإدمان والتفاعلات الاجتماعية السلبية.

5. تحقيق التوازن بين الأفراد والمجتمع:

تلعب الأسرة دورًا هامًا في تحقيق التوازن بين احتياجات الفرد واحتياجات المجتمع. يمكن لتنظيم المجتمع الأسري أن يكون المحفز الرئيسي لتحقيق هذا التوازن، حيث يُشجع على تحقيق الطموحات الفردية بما يتناسب مع احترام قيم المجتمع.

تنطوي خدمة الرعاية الاجتماعية على مسؤوليات كبيرة تتعلق بتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمع بشكل عام. وفي هذا السياق، يعتبر تنظيم المجتمع الأسري عاملًا أساسيًا في بناء أسس قوية للتطور والاستقرار، وهو جزء لا يتجزأ من الركائز التي تساهم في بناء مجتمع مستدام ومزدهر.


شارك المقالة: