ثورة ميسرة المطغري ضد الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


من هو ميسرة المطغري

ميسرة المطغري كان قائد المتمردين البربر و مؤسس الثورة البربرية الكبرى التي وقعت في (739-743) ضد الدولة الأموية، تم خلعه من قبل المتمردين، وتم تعيين زعيم أمازيغي، ويُذكر أنه مات أو ربما تم إعدامه من قبلهم عام (740)، واستطاعت الثورة الأمازيغية النجاح بعد (3) سنوات من وفاته وهزمت الجيوش الأموية، كثرت التفاصيل حول أصول ميسرة المطغري ربما كان ابن خلدون أقرب إلى الحقيقة في اقتراحه أن أصوله ربما لم تكن متواضعة جدًا، وأن ميسرة ربما كان قائدًا أو شيخًا في قبيلة البربر.

دور ميسرة المطغري في الثورة ضد الدولة الأموية

ذكر الطبري أن ميسرة قد ذهب مع وفد أمازيغي إلى دمشق من أجل عرض شكاوى الأمازيغ أمام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، كان الأمازيغ يشعروا بالاستياء بسبب من مكانة الدرجة الثانية الممنوحة لهم من قبل الطبقة العسكرية الأموية الحاكمة.

عانى المسلمون الأمازيغ بشكل كبير من فرض الضرائب غير العادية وجزاء العبيد، ولم يكن ذلك يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وكانت نتيجة ذلك أن الكثير من الأمازيغ أصبحوا يرغبون بالتمرد ضد الدولة الأموية خاصة المنتمون إلى طائفة السفريت، وكانوا قد اتجهوا إلى المغرب العربي، لإقامة نظام سياسي جديد يقوم على معاملة جميع المسلمين بغض النظر عن العرق أو مكانة القبلية.

في فترة  الثلاثينيات من القرن السابع اتبع الحاكم الأموي الجديد عبيد الله بن الحبحب من إفريقية جباية الضرائب ولكن بشكل أكثر صرامة، قام الولاة بتطبيق نظامه وخاصة عمر بن المرادي، والي طنجة، والذي قام بوضع خطط وأساليب جديدة من أجل جني المزيد من الإيرادات من الأمازيغ.

في عام (739) اجتمعت القبائل الأمازيغية الخاضعة لسلطة عمر في المناطق الغربية في المغرب (غمرس وبرغواتة ومكناسة) وقررت التمرد، تحالفت القبائل وعينوا زعيم قبيلة المطغرة ميسرة لترأسهم كانت الأمور مرتبة، استغل ميسرة والقادة الأمازيغ مغادرة الجزء الأكبر من الجيش الإفريقي شمال إفريقيا في رحلة استكشافية إلى صقلية قبل البدء بالثورة.

في أوائل عام (740) ذهب الجيش الإفريقي باتجاه صقلية وبدأت ثورة البربر الكبرى، استعد ميسرة وأقام تحالفه مع الجيوش الأمازيغية، وقادهم إلى طنجة، استطاعت الثورة السيطرة على المدينة وقاموا بإعدام عمر المرادي.

عين ميسرة لقيادة الأمازيغ في طنجة عبد الله الحديج الإفريقي، ثم انتقل إلى غرب المغرب، حتى وصل إلى وادي سوس وخلال فترة قصيرة كان طول غرب المغرب، من مضيق جبل طارق إلى الأطلس الصغير تحت سيطرة ثورة ميسرة المطغري.

المصدر: الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار الدكتور محمد علي الصلابي.


شارك المقالة: