حركة الاستقلال الهندية

اقرأ في هذا المقال


حركة الاستقلال الهندية: هي مجموعة من الحركات السياسية التي قامت في الهند والتي كانت تسعى إلى إنهاء حكم شركة الهند الشرقية البريطانية في الهند ومن ثم إخراج الإمبراطورية البريطانية من أراضي جنوب شرق آسيا، وقد قادت حركة الاستقلال الكثير من الثورات القومية والتي كان معظمها حركات سلمية، في القرن التاسع عشر ميلادي تم إدخال طرق التعليم الحديث إلى الهند وقد كان لذلك تأثير على الشعب الهندي والذي بدأ بالمطالبة بالحصول على الحرية والاستقلال.

حركة الاستقلال الهندية

في عام 1498 ميلادي وصل الأوروبيون إلى السواحل الهندية وفي ذلك الوقت كان وصول المستكشف البرتغالي “فاسكو دا غاما” إلى ميناء كاليكوت الهندي والذي كان يبحث عن تجارة التوابل والتي كانت تأتي الأرباح الكثيرة، قامت إنجلترا وهولندا بتأسيس عدد من المراكز التجارية في شبه القارة الهندية، وتم في عام 1613 ميلادي تأسيس أول مركز تجاري إنجليزي في منطقة سورت، ومع نهاية القرن السابع عشر ميلادي وبداية القرن الثامن عشر ميلادي قامت بريطانيا بهزيمة القوات الهولندية والبرتغالية.

بقيت الصراعات مستمرة بين فرنسا وبريطانيا، وكانت بريطانيا تسعى في إبقاء وجودها في شبه القارة الهندية، وفي منتصف القرن الثامن عشر ميلادي بدأت سلطنة مغول الهند بالضعف، الأمر الذي ساعد بريطانيا على التمركز في الهند والعمل وضع سياسات خاصة بها في الهند، وفي عام 1757 ميلادي وبعد انتهاء معركة بلاسي، تمكن الجيش الهندي التابع لشركة الهند الشرقية على قوات البنغال وقامت الشركة بفرض نفسها من أجل التدخل بالشؤون الهندية وتمكنت خلال وقت قصير من الحصول على حقوق حكومية في البنغال.

بعد انتهاء معركة بوكسار وبعد أنّ تم هزيمة السلطان تيبو، أصبحت جميع أراضي الهند الجنوبية تحت حكم شركة الهند الشرقية البريطانية وحكم السلطان السياسي الغير مباشر، وتمكنت الشركة فيما بعد من السيطرة على عدد من الأراضي كانت واقعة تحت حكم إمبراطورية مارثا، وفي عام 1849 ميلادي قامت بضم أراضي البنجاب إليها، وفي عام 1845 ميلادي قامت الحرب الإنجليزية السيخية الأولى، وفي عام 1848 ميلادي قامت الحرب الإنجليزية السيخية الثانية.

في عام 1835 ميلادي تم اعتماد اللغة الإنجليزية لغة للتدريس في المدارس الهندية، الأمر الذي أدى إلى زيادة غضب الشعب الهندي من الحكم البريطانيين وخاصة بعد قيام بريطانيا بفرض الثقافات الغربية في الأراضي الهندية، وخلال القرن الثامن عشر ميلادي انتشرت الحركات التنويرية الغربية في الهند؛ ممّا أدى ذلك إلى ظهور السياسة الماكولية في الهند، ومن أبرز المعارضين للحكم البريطاني في الهند كان المعارض الهندي “بولي ثيوفان” والذي بدأ في قيادة ثورات ضد حكم بريطانيا في الهند.

في القرن التاسع عشر ميلادي زادت الثورات ضد الحكم البريطاني، وخاضت شركة الهند الشرقية البريطانية صراعاً قوياً ضد مملكة ميسور ويعد ذلك الصراع من أقوى الصراعات التي خاضتها بريطانيا، وتعد الحرب الإنجليزية الميسورية من أكبر الحروب التي خاضتها شركة الهند الشرقية البريطانية في المنطقة، في عام 1799 ميلادي حدث عدة انقسامات في مملكة ميسور وقد ساعد ذلك شركة الهند الشرقية البريطانية في السيطرة على مناطق واسعة في الهند.

في عام 1766 ميلادي تم نقل ملكية سلالة شمال سركارز إلى الحكومة البريطانية، وحاول النظام الملكي المحافظة على الحكم وخاضوا حرب ضد بريطانيا، إلا أنّهم لم يتمكنوا من الصمود؛ وذلك لعدم وجود الأسلحة الكافية لديهم التي تمكنهم من الصمود أمام القوات البريطانية، في عام 1801 ميلادي خاضت بريطانيا معركة كوفري وفي عام 1802 ميلادي معركة أودانيلاي وتم هزيمتها فيها، كما تعرضت لعدد من حرب العصابات، وفي عام 1806 ميلادي تم قيادة أول تمرد ضد شركة الهند الشرقية البريطانية.

في عام 1857 ميلادي بدأ التمرد الهندي بشكل كبير في وسط وشمال الهند ضد حكم شركة الهند الشرقية وتمكنت الحكومة البريطانية من قمع التمرد وسيطرت على الشركة، وأصبحت شروط الخدمة العسكرية في الشركة تتعارض مع الخطط السرية للحكومة، مارس الضباط البريطانيين العنصرية ضد السيبونون، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالضعف، وخاصة أنّ رواتبهم قليلية مقارنة برواتب الضباط البريطانيين، بالإضافة إلى المعاملة القاسية التي كانت بريطانيا تعاملها لهم.

أدت اللامبالاة التي كانت تمارسها بريطانيا اتجاه الحكام الهنود إلى حصول انقسامات وصراعات بينهم، بدأت بريطانيا في تصنيع البنادق والتي حسب ما ذكر كان يتم استخدام دهن البقر ودهن الخنزير وكتان يجب على الجنود أنّ يحملونها بأسنانهم وقد اعتبر المسلمين والهندوس بأنّ ذلك الأمر مسيء لهم دينيناً، في شهر آيار من عام 1857 ميلادي قام جيش السيبوي تمرداً وانقلبوا على القادة العسكريين ومن ثم وصلوا إلى دلهي وقاموا بإشعال النار في منزل الشركة وطلبوا من إمبراطور المغول أنّ يصبح حاكمهم.

بدأت الثورات بالانتشار في المناطق الشمالية والغربية وقد أدى التمرد إلى انتفاضة شعبية وتم القبض على عدد من البريطانيين ومن ثم بدأت معركة قيجواليور وبدأت حرب العصابات، في عام 187 ميلادي بدأت حركة التمرد الهندي والتي تعد نقطة تحول في التاريخ الهندي الحديث وكان له دور كبير في الدور البريطاني في الهند، حيث تم في عام 1858 ميلادي حرمان شركة الهند البريطانية من المشاركة في حكم الهند، لتقوم الملكة فيكتوريا بإصدار وعود المساواة بين البريطانيين والهنود.

تم إصدار عدة قرارات من قِبل بريطانيا ومنها عدم قيام القوات البريطانية بالسيطرة على الأراضي الهندية، كما تم تخفيض الضرائب على الشعب الهندي، وكانت تلك خطوة لوقف الصراعات والتمردات التي كان يقوم بها الشعب الهندي ضد الحم البريطاني، في عام 1876 ميلادي أصدر رئيس الوزراء البريطاني تشريعاً بمنح الملكة فكتوريا لقباً لحكم الهند، اعترض الحزب الليبرالي على ذلك القرار واعتبروه خارج عن التقاليد الملكية البريطانية.

أصبحت الهند بعد حركات التمرد التي قامت بها أكثر وعياً سياسياً وثقافياً وأصبحت تشارك رائها ومطالبها على مستوى العالم، في عام 1876 ميلادي تم تأسيس الجمعية الوطنية الهندية، وفي عام 1885 ميلادي تم تأسيس الكونغرس الهندي والذين كانوا أعضاؤه من النخب في الهند فكان معظمهم من المدرسين والصحفيين والمحامين، ولم يكن للكونغرس الهندي أهداف معينة في البداية سوى المطالبة بتنظيم الأعمال السياسية، كما طالب بعملية توحيد الهند بدلاً من عملية تقسيمها إلى عدة ولايات ضعيفة.

كما قاموا بالمطالبة بعملية الإصلاح الاقتصادي والسياسي، لتبدأ الهند في تلك الفترة في العمل على الإصلاحات والتي كان لها دور في جعل الهند تصبح من الدول المتقدمة في جنوب شرق آسيا خلال تلك الفترة، كما كان للنساء دور كبير في عملية الإصلاحات، وقد أدت تلك الأمور إلى معرف تاريخ الهند الأصلي وساعد على ظهور القومية في الهند.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-1997تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -1994موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-1979مختصر تاريخ الصين: نانسي محمد-المؤلف: مايكل ديلون-2018


شارك المقالة: