حلول من أجل المستوطنات العشوائية الحضرية

اقرأ في هذا المقال


العمل على وضع استراتيجية من أجل التخطيط الحضري على الصعيد الإقليمي والصعيد المحلي، حيث أنَّ ظاهرة النمو الحضري في البلدان النامية والمشاكل الحضارية التي صاحبت هذا النمو السريع والمتزايد والتي تتمثل في المستوطنات العشوائية على الصعيد الحضاري والقومي والعمل على وضع حلول لها.

الحلول الاستراتيجية للمستوطنات العشوائية الحضرية:

تُمثل المستوطنات العشوائية الحضرية أهم المشاكل وأخطرها على الصعيد الحضاري والقومي في البلدان في المجتمعات الناميه بصفة عامة، حيث بدأت الدراسات تهتم بالمدن من الناحية القومية والعالمية، كما أكدت التحليلات على أنَّ مواقع المدن العواصم الآن قد اختلفت عما كانت عليه في الزمن الماضي وسيتم تغيير العواصم بشكل مستمر كنتيجة لإعادة بناء الدولة القومية وأنماط التحضر وأشكاله.
وهناك ثلاثة تحديات تواجه العواصم خلال السنوات القادمة منها:
1- تراجع دور الدولة القومية وذلك باعتبارها هي التي تدعم الثروة والسُّلطة في العواصم القومية.
2- تزايد عدد المدن العالمية بديلاً عن العواصم القومية.
3- الانتقال من مستوى المركزية في اتخاذ القرارات إلى مستوى العالمية.
التحليل السياسي الاجتماعي لعب دور مهم في الوضع العالمي الحديث الذي ينطلق من مسلمات أساسية هي:

الوعي بتدخل العالم حول مشاكل ذات اهتمامات ومصالح مشتركة مثل النمو السكانى والمشاكل البيئية والعنف والجريمة والبطالة والفقر والنمو المتزايد في المستوطنات العشوائية، وإنَّ ما يحدث الآن من تطورات وتغيرات في العالم تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على الأوضاع الداخلية في البلدان النامية.
وإنّ مواجهة هذه المشكلات والعمل على حلها لا يقتصر فقط على الأبعاد الداخلية، وإنما ينبغي مراعاة ذلك من ناحية اعتبارات دولية والتطورات العالمية، التي تحدث في ظروف واقع العولمة التي تعيش فيها البلدان بشكل عام والمجتمعات الحضرية بشكل خاص.
مشكلة البطالة تُعَد مشكلة كبيرة لا يمكن حلها بمعزل عن أشكال التجارة العالمية، والغلاء العالمي والهجرة الحضرية الريفية، وغيرها من الأبعاد والمتغيرات المحلية، وسياسات التكييف الهيكلي والخصخصة التي تقوم بها أغلب الدول والحكومات في البلدان النامية، وإنّ مشكلة المستوطنات العشوائية التي تعكس ظروف اوضاع سكنية واجتماعية وثقافية وصحية وبيئية متدهورة لا يمكن فهمها بمعزل عن المشكلات الحضارية الأخرى، مثل البطالة والفقر الحضري والجريمة والعنف في مشكلة الإسكان الحضري والكثير من المشاكل الأخرى المتداخلة والمتشابكة.
فإذا كانت المشكلات الحضارية مثل الفقر والجريمة والعنف والبطالة تشكلت في الفترة الأخيرة أهم التحديات التي تواجه المدن الحضارية في البلدان النامية، وفي الكثير من المدن الكبرى في البلدان المتقدمة تعتبر مشكلة النمو المتزايد في المستوطنات العشوائية وما تعكسه من مشكلات اجتماعية حضرية ومشكلات بيئية أصبحت تشكل تحدي خطير واجهه العالم بشكل كبير.
وفي الحقيقة إنّ المشكلة الاجتماعية الحضرية تختلف من مجتمع إلى آخر كما أنها تتأثر بالعديد من العوامل والمتغيرات مثل: حجم المدينة ومعدل النمو الحضري ومستوى الدخل وأوضاع الفقر والفقراء الحضريين والبيئة الجغرافية والإمكانات المالية للحكومات المحلية.
وطبيعة التوجهات السياسية والأيديولوجية التي تنعكس بشكل مباشر على البرامج والسياسات التخطيط والتنمية الحضرية ومن هذه المعطيات في الواقع العالمي الذي يتغير بشكل مستمر، والتي تشكل النظام العالمي تمثل العولمة أحد الأساليب والآليات التي يسعى من خلالها إعادة إنتاج نفسه وفرض سيطرة على العالم في جميع الأشكال الاقتصادية والسياسية والثقافية والتكنولوجية والإعلامية.
تُعد مشكلة المستوطنات العشوائية مشكلة كبيرة تتطلب المزيد من الفهم والتحليل العميق للمتغيرات والتحديات التي تفرضها العولمة على هذه المشكلة، والتعرف على الإمكانيات الموجودة والمتاحة لدى البلدان النامية التي تستطيع من خلالها هذه البلدان أنّ تواجه العولمة والتفاعل معها، والعمل على بناء تصور عنها يمكن أنّ تحدثه العولمة ومدى تأثير التطورات إذا كانت إيجابية أو سلبية في البنية الحضارية لهذه المجتمعات النامية، كما أنّ هذا البناء التطوري يتوقف على الفهم الموضوعي للإنسان والظروف التي مرت بها المجتمعات وطبيعة لتوجهات التنموية.
المشكلات الحضارية على الأغلب تزداد سوءاً خلال الفترات القادمة حيث أنها تمثل الواقع التخلف والتبعية التي تعيشها البلدان النامية بشكل عام، وطالما أنّ العولمة تسعى إلى تعميق وزيادة الفروق والتناقضات بين القوى الرأسمالية المتقدمة والبلدان النامية.
فمن المتوقع أنّ تستمر حالة التخلف والتبعية بكل ما تفرزه من مشكلات اجتماعية وحضارية وسيستمر الفقر الحضري في تزايد ومن حيث معدلاته، وبالتالي فإن مشكلة المستوطنات العشوائية سوف تستمر وتمثل تحدي هام وخطير يواجه الحكومات في الدول النامية.
اذا لم يتم وضع سياسات وبرامج الخطط المناسبة لها التي تمكن هذه الحكومات من مواجهة هذه المشكلة والتي تعتبر تحدي داخلي في الدول النامية، ومن الحلول المطروحة أمام تلك الحكومات في البلدان النامية إزالة المستوطنات العشوائية والعمل على تطويرها وتحسينها.
ولكن الأمرين يواجهان مجموعة من التحديات والصعوبات ولكن يجب إعادة النظر في مسألة التوزيع غير المتوازن في المصادر والموارد وخطط التنمية بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية.

المصدر: علم الاجتماع الحضري،سعيد ناصف،2006علم الاجتماع الحضري،صابر عبدالباقي،2010مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2018


شارك المقالة: