خرافات الموت

اقرأ في هذا المقال


الموت محاط بأسرار كثيرة وأمور خفية غامضة؛ ولهذا شاعت حوله كثيرًا من الأوهام والأساطير والخرافات والتي تجد من يؤمن بها في كافة بقاع الأرض، وتاليًا سنستعرض لكم أغرب الخرافات التي ارتبطت بالموت، وهي منتشرة في كافة بلدان العالم بهيئة لا يمكن أن تصدقها.

خرافات الموت حول العالم:

من الخرافات الشائعة: خرافة أن الموت يجيء لثلاثة أفراد بشكل متتابع، وتشيع هذه الخرافة في بلدان كثيرة بشكل لا يُصدق، وخصوصًا أنه ثمة قصة تعزز هذه الخرافة؛ إذ مات مؤخراً ثلاثة موسيقيين عالميين بشكل متتال بفرق زمن محدود، وهؤلاء الموسيقيين هم: ليمي كيلميستر الذي مات في 28 ديسمبر سنة 2015، تلاه دايفيد بوي الذي مات في 10 يناير سنة 2016، ومؤخرًا جلين فراي الذي مات في 18 من ذات الشهر.

خرافة اللون المحرم التي تنتشر وتشيع بكثرة في الصين، فعلى الرغم من أن الصينيين يحبون اللون الأحمر بشدة وهو يتصدر بلونه الجميل العلم الرسمي لبلادهم، غير أنهم يبتعدون بشكل تام عن تكفين أجسام الموتى لديهم بها؛ ذلك أنهم يؤمنون أنه إذا ما غُطي الشخص الميت باللون الأحمر فإن روحه ستصير شبحًا يطوف العالم من غير أن يستقر.
كما أنهم في الصين لا يقومون بارتداء اللون الأحمر أيضًا أثناء مراسم الدفن أو التعزية وذلك للسبب نفسه، غير أنهم يقومون بجعل خيط أحمر يمربين الحضور، بعد أن ينهوا المراسم بشكل نهائي؛ وذلك للإعلان أن الحداد قد انتهى.
ولعلكم سمعتم بخرافة تغطية المرآة، والتي شاعت في بريطانيا أثناء العصر الفيكتوري؛ إذ كان الأشخاص يعتقدون أن روح الفرد تقوم بالانعكاس في مرآته الشخصية؛ ولذلك كانوا يغطون مرآة المتوفى التي تخصه، بقطعة من القماش؛ وذلك كي لا تبقى روحه معلقة في المرآة، واستمرت هذه الخرافة فيما بعد تعبيرًا عن الحداد.
أما خرافة الطائر الذي يُعد نذيرًا الشؤم، وهو الغراب أو البوم في بعض الثقافات، وتشيع هذه الخرافة بكثرة في بلدان عديدة، ويرتبط ظهور طائر معين”البوم أو الغراب” بدنو موت فرد ما من الأسرة، لكون هذا الطير نذير نحس وسوء الحظ، فالبعض يعتقد أنه إذا ظهر البوم أو الغراب في السماء فهذا معناه قرب نهاية شخصٍ ما.
لعل البعض سمع عن خرافة الفراشة السوداء، والتي يؤمن بها المكسيكيون، ومفادها أن الفراشة ذات اللون الأسود ما هي إلا نذير للموت، وترجع هذه الخرافة إلى حضارة الأزتك؛ إذ تقول الخرافة إنه إذا ظهرت الفراشة السوداء فذلك معناه أن روح شخص ميت تقوم بزيارة شخص حي كان قريبًا منه، وربما عنت في بعض الحالات أن ذلك الشخص سيكون التالي وسيجيء إليه الموت عن قريب.
أما خرافة دفن الرأس جهة شروق الشمس فالخرافة هذه تشيع بكثرة بين أولئك الذين لا يدينون بالديانات السماوية؛ ذلك أنهم يعتقدون أن دفن الرأس جهة مشرق الشمس، سيجعل أرواح موتاهم ترجع إليهم بطريقة ما مع كل إشراقة الشمس.
ومن أغرب الخرافات خرافة يحبس فيها الناس أنفاسهم أثناء مرورهم بالمقابر، وتشيع تلك الخرافة في بعض البلدان الريفية بأمريكا، إذ يعمد الأشخاص إلى حبس أنفاسهم بشكل تام أثناء مرورهم بالمقابر، وإن لم يفعلوا فقد تتملكهم أرواح شريرة تقوم بتعذيبهم.
هذه الخرافة تتعلق بالأرقام والموت وهي خرافة الشخص الثالث عشر، والتي لا يُعرف على وجه الخصوص أسباب انتشار وشيوع هذه الخرافة، ومضمون الخرافة هذه أن الذين يؤمنون بها يعتقدون بأنه إذا تجمع ثلاثة عشر فردًا على وليمة يتناولون الطعام؛ فإن أحد هؤلاء لابد أن يموت خلال سنة واحدة فقط من تاريخ تلك الوليمة.
خرافة أخرى ترتبط بالأرقام، وهي خرافة أن تشعل عود الكبريت الثالث، وهذه الخرافة تشيع في أمريكا، حيث ترجع في أصولها لنهايات القرن التاسع عشر، حيث يُظن أن الفرد الثالث الذي يقوم بإشعال عود الكبريت كي يدخن سيجارته، سيؤول مصيره إلى الموت الحتمي في وقت قريب، وقد شاعت هذه الخرافة بشكل كبير بين الجنود الأمريكيين أثناء فترات الحروب في مطلع القرن العشرين.
كما أن هناك خرافة ترى أنه ينبغي على المرأة الحامل الابتعاد عن الجنائز، فهناك العديد من الثقافات تؤمن بهذا الاعتقاد الشعبي ولوقتنا الحاضر، وتأتي إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت رسائل كثيرة من الأمهات الحوامل يتساءلن عما إذا كان في هذه الخرافة حقيقة،أوما إذا كان لها أي أصول تاريخية.
هذه التأويلات المحتملة تتراوح بين الفزع من أن روح المتوفى ستسيطر على الطفل الذي لم يأت إلى الحياة، وكذلك تسكن الحامل مخاوف من أن الطبيعة العاطفية الحزينة للجنائز يمكن أن تكون سببًا في الإجهاض.
هناك خرافة أخرى ترتبط بهذا الموضوع وهو أنه إذا ما قررت الحامل أن تحضر أحد الجنائز، فالواجب عليها أن تتجنب النظر إلى الشخص الميت؛ وذلك خوفًا من أن الروح سوف تقوم بتحريض الطفل الذي لم يأت إلى الحياة بعد على دخول أرض الموتى.

المصدر: الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982


شارك المقالة: