خرافة حكة اليد

اقرأ في هذا المقال


قال أحد العلماء أن تلك الأوهام والخرافات التي يزعم عامة الناس بأنها تبشر بإتيان الرزق وجلبه، لا أصل لها، فعلى سبيل المثال يعتقد أولئك الأشخاص بأن حكة اليد اليمنى ما هي إلا بشرى لقدوم الرزق، وأما الحكة في اليد اليسرى فهي دليل على صرف المال، وكما قال آخرون أن ما يتداوله البعض حول حكة اليد وما يشبهه جميعه من الباطل والخرافة، ومن الأشياء التي لم ينزل الله بها دليلًا كما أنها من آثار الجاهلية ومن الأمور التي تؤول بالإنسان إلى الشرك.

حكة اليد تجلب المال فهل تصدقون هذه الخرافة

لم يستطع أحد تحديد أصول العديد من المعتقدات الشعبية، والتي قد نجدها في مجتمعات مختلفة الثقافة، والتي لا تجمعها راوبط أو صلات يمكن الأخذ بها، ويعم الاعتقاد بين كثير من الأشخاص أن حكة يدهم اليمنى أو حتى اليسرى تعني أن صاحبها سيأتيه مبلغ مالي قريبًا.
كما أن حكة اليد اليمنى عند البعض إشارة إلى قرب تلقي صاحبها هدية، وفي الغالب تكون هذه الهدية أموالًا، فهل هذا التأويل لحكة اليد خيال أم حقيقة، مع أن هذه الحالة خرافة إلا أنها شاعت لدرجة الاقتناع التام بما سيأتي بعدها، وقد تناقلت الأجيال هذه الخرافة وهي باقية في مجتمعاتنا اليوم، ويأخذ بعض الأشخاص هذه الخرافة من جانب الطُرفة والتهكّم في وقت أثقلته وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي، لا سيما أنها تعتبر مخالفة شرعية.
ظل كبار السن ممن عاشوا لسنوات عديدة يتناقلون هذه الخرافة من باب المزاح والطرافة، غير أن الكثير من العامة وقعوا في المحظور، مع غياب الوعي الفكري والشرعي في ذلك الوقت، فمنهم من يصدق تلك الخرافات ويبقى منتظرًا القدر ليتحقق؛ إذن الخرافة قاومت امتداد العلم والمعرفة، وظلت تنتشر لتصير قناعة لا يمكن التأثير بها، فخرافة حكة اليد اليمنى وإشارتها إلى دنو المال صارت وسيلة يستغلونها ويتحايلون بها على الظروف المعيشية الصعبة؛ وبهذا تحولت إلى بشرى يفرح بها المحتاج ينتظر وعد اليد المليئة بالمال.

من الطريف أن رجلًا أصابته حكة في كفه اليمنى، واستبشر بذلك معتقدًا بأن المال سيتدفق عليه، وظن أن مجيء المال مسألة وقت فقط، وذلك حسب الاعتقادات التي تجرعها من موروثه الشعبي، ورسخت في ذهنه بكثرة تكرارها، وتمضي الأيام حتى وصلت الحكة درجة ما عاد يستطيع احتمالها، وكاد باطن كفه ينسلخ، وبعد أن حل اليأس في قلبه والمال المرجو لم يأت، ذهب إلى طبيب مختص الذي أكد بعد الكشف أنه مصاب بنوع من الحساسية.

المصدر: الخرافة: مقدمة قصيرة جدًا،روبرت إيه سيجال،ترجمة مؤسسة الهنداوي،1999الحنين إلى الخرافة،عادل مصطفى،2017عصر الخرافة الذي نعيش فيه،جستاف شتلبر،ترجمةمحمد أبو درة،1998المجتمع العربي من سيادة العلم إلى وحل الخرافة،يحيى محمود،2000


شارك المقالة: