خرافات ومعتقدات شعبية أوروبية

اقرأ في هذا المقال


اعتاد بعض الناس في أوروبا النظر إلى بعض المعتقدات، إلى أنها ضرب من الخرافات، التي لا وجود لها، والتي كانت نتاج جهل الإنسان طوال العصور السالفة، إلا أن نظرةً أخرى عن قرب لهذه المعتقدات والخرافات؛ ستكشف لنا عوالم من المعاني التي تكتنزها؛ إذ وضع الإنسان فيها مخاوفه وهواجسه، ومن خلالها عبر عن آماله وتطلعاته.

خرافات شعبية أوروبية:

خرافات تتعلق بالحيوانات:

  • مما ذكرته المؤلفات فيما يختصّ بعقائد الأوربيين الشعبية المتعلقة بالحيوانات، تقول الخرافة الأمريكيّة أن الاحتفاظ بقرن ثور في المنزل فعال جدًّا ضد الشيطان، أما قرن الغزال فسيبعد الإصابة بالعين الشريرة في بريطانيا واسبانيا، وأنّ “حدوة الحصان” إذا علقت على مدخل البيت فإنها تشير إلى الحظ الحسن، ومن المتفق عليه أنه لابد أن تشير إلى الأعلى، لأنه عندما تكون إلى الأسفل فإن الحظ سوف يهرب.
    ويعتقد صيّادوا السمك الاسكتلنديون أن “حدوة الحصان” المثبتة على الصارية ستحمي السفينة من العواصف، أما سكان الريف الشمالي فيقولون بأنه عندما تجد حدوة حصان، ابصق عليها وارمها فوق ذراعك اليسرى وأطلب أمنية، وسوف تتحقق هذه الأمنية.
  • وتحتل “البومة” مساحة كبيرة من معتقدات الأوروبيين وخرافاتهم، فعديد من سكان الأرياف يقولون بأن رؤية البومة تحلّق، أو سماعها تنعب نهاراً يجلب سوء الحظ، وأن هناك اعتقاداً بأن أيّ شخص يُطيل النظر في عش البومة سيغدو تعيساً وكئيباً لما تبقى من حياته، وعند رؤية الطائر يجثم لفترة طويلة على منزل أو يخفق بجناحيه على زجاج النافذة ينذر هذا بوفاة أو مرض داخل المنزل، وفي فرنسا عندما تسمع المرأة الحامل صوت بومة، فإن هذا فأل بأن الجنين الذي في بطنها سيكون بنتًا.
  • ويعتقد بعض من عمال المناجم بأنّ مشاهدة “الأرنب” وهم في الطريق إلى المنجم يُنذر بكارثة، في حين أنه في أجزاء من انجلترا، عندما يُرى الأرنب الأبيض بالقرب من المنزل، يُقال بأن ذلك يُنذر بحدوث وفاة في أحد هذه المنازل، ويعتقد الفلاحون بأن قدم الأرنب سيجعل أشجار الفاكهة تزهر بشكل كبير عند استخدام إحداها لنقل حبوب اللقاح لغرض التلقيح.

خرافة تتعلق بالملح:

  • يحاول البعض دفع النحس والأرواح الشريرة عن منازلهم الجديدة، فيقومون بنثر “الملح”، أو إدخال كميّة قليلة من هذه المادة، كما إنه لا يزال هناك بعض الناس في إنجلترا من الذين يحتفظون بكميّة قليلة منه معهم؛ ليضمنوا نجاح جميع معاملاتهم، ويحملون قبضة في أيديهم عند خروجهم ليلاً ليحميهم في الظلام.

خرافات تتعلق بالزواج:

  • فيما يخص الخرافات التي تتعلق بالزواج والحب فلا يمكن حصرها، فالأجيال مضت كانوا يحدثون الصغيرات في بريطانيا وألمانيا بأنهن حين يأكلن آخر ما يتبقى في الطبق، فذلك يعني أنهن سيصبحن عانسات، إلا أن الفتيات الصغيرات في أمريكا أفضل حالًا بكثير، إذ إنهن يعرفن بأن التي تتناول آخر لقمة من الكيك في وقت الشاي ستكون أول من تتزوج، وهناك حظ حسن خاص بانتظار الفتاة التي تأكل آخر قطعة من الخبز والزبد في وقت الشاي؛ لأن الخرافة تقول بأنها ستكون على موعد مع زوج وسيم وجميل، أو مبلغ كبير من المال.
  • لكي تضمن الفتيات عدم الضيق في الأيام المقبلة، وأن كلّ شيء سيمضي دون منغصات، فإنّ أغلب الفتيات يحجمن عن لبس الحذاء أو القفاز خلال إجراء مراسيم الزفاف، ولضمان حسن حظ الفتاة في زواجها، تنصّ التقاليد على أن العروس يجب أن ترتدي الثياب البيضاء أو الوردية أو الأزرق السماوي، أما اللون الأحمر فإنه إشارة إلى النحس، وكذلك اللون الأخضر فهو لون غير سعيد لأنه يمثل الغيرة، ومن الخرافات أنه لا ينبغي وجود رسومات على الثوب، لا سيما الطيور التي تعدّ فألًا سيئًا، وأية عروس تُعطى ثوبًا قد ارتدته أمها يقال: أن هذا جالب للحظ.
  • أن تقابل شرطي أو طبيب أو محام أو كاهن فهو فأل حسن، وأما إذا مر “ضفدع الطين” أمام العروس؛ فإن الزوجين كلاهما سينعمان بالرفاهية والسعادة، ويجب أن تدخل العروس من الباب المعين المغادرة منه، أما عند المغادرة بعد انتهاء المراسيم فيكون فأل شؤم للعروس أن تقابل موكب جنازة، في حين يكون فألًا حسنًا إن قطعت طريقها قطة سوداء، وثمة خرافة أخرى تقول إذا ذهبت العروس للنوم أولًا في ليلة زفافها، فإنها ستموت قبل زوجها.
  • من أطرف معتقدات وخرافات الزواج والتي شاعت لأجيال عدة، بأن ربط “حذاء” بسيارة العروس المغادرة، سيضمن حسن الحظ والسعادة للزوجين، وقبل ظهور السيارات كانوا يرمون “الحذاء” وراء الزوجين لتحقيق نفس الغرض، ولإبريق الشاي حصة من الخرافات، إذ تحذر الجدات الشابات من عدم تحريك “إبريق شاي” يغلي، بحيث تواجه فوهته الحائط، وإلا لن يجدن زواجًا.

الأرقام والخرافات:

  • لعبت الأرقام دورًا مهمًا في الخرافة الشعبية الأوربية، فالمرء الذي يولد في اليوم الأول من الشهر سيكون محظوظًا،أما الرقم (7) فهو رقم مقدس، ويُعد يوماً سيكون فيه النجاح حليف أي مشروع، بينما الرقم (11) هو رقم منحوس بلا نقاش، وكذلك الرقم (13) يُعد رقماً منحوساً بامتياز، وهناك طرق كثيرة لتحاشيه، فهم في المدرسة يوصلون جداول ضرب الأرقام إلى (12 × 12) ولا تتعدى ذلك، وربّما يكون في عدم الاستمرارية إلى الرقم (13) في جدول الضرب عودة لا واعية إلى الأزمنة المبكرة والخرافات.

خرافات تتعلق بالنباتات:

  • المعتقدات والخرافات التي ترتبط بالنباتات كثيرة ومتعددة، فشجيرة “الآس” تُعتبر نبتة الحظ، وبشكل خاص حين تنمو على جانب من جانبي الباب الأمامي؛ لأن المنزل وقاطنيه سيكونون دائمًا سعداء وآمنين، وتعليق “البصل” في الغرفة يبعد المرض، وينظر إلى شجرة “البلوط” على أنها شجرة مقدسة،
    وإنّ سوء الحظ سيلحق بأولئك الذين يُسقطون إحداها، أما شجرة “الصفصاف” فترمز في الخرافة للحزن، وترتبط كثيرًا بأولئك الذين هجرتهم حبيباتهم، ويُنسب إلى “الثوم” قوى عظيمة في طرد الأرواح الشريرة من المنزل، وهناك عدد من معتقدات الحب مرتبطة بثمرة “التفاح”، وتقول خرافة أوروبية أخرى بأن الفتاة عندما يكون لديها عدد من العشّاق وهي غير قادرة على الاختيار، فإنّ بذرة التفاحة ستقوم بالمهمة ؛ حيث أنها تأخذ البذور وترمي واحدة بعد الأخرى في النار، ومع كلّ بذرة تقرأ اسمًا من الأسماء، فإذا انفجرت بصوت مدو، فإن صاحب الاسم ينفجر بها حبًّا.

المصدر: عصر الخرافة الذي نعيش فيه،جستاف شتبلر،ترجمة محمد أبو درة،2000المجتمع العربي من سيادة العلم إلى وحل الخرافة،يحيى محمود،2013الخرافة،روبرت سيجال،ترجمة مؤسسة الهنداوي،1994ميثولوجيا الخرافة،هاني الكايد،2017


شارك المقالة: