خرافة العنقاء

اقرأ في هذا المقال


تُرجع بعض الروايات أصل تسمية طائر العنقاء الخرافي الأسطوري إلى إحدى مدن اليونان والتي أخذ عنها الفراعنة المصريون تلك الخرافة، وتقول الخرافات الموغلة في القدم، بأن العنقاء عندما يشعر باقتراب ساعة موته يلجأ إلى بناء عشّه من أغصان أشجار معينة وهي أشجار التوابل، بعد ذلك يقوم بإشعال النار في العش ليحترق أخيرًا في لهيبها، وبعد أن تمر ثلاثة أيام على عملية الانتحار تلك يقوم من بين الرماد طائر عنقاء جديد.

ما هو طائر العنقاء؟

العنقاء طائر خرافي له جناحان عملاقان، ويتميز بطول عنقه، ينبعث إلى الحياة بعد أن ينتحر حرقًا من رماده، وقد يطلق على هذا الطائر في الموروث اسم: عنقاء مُغرب، وفي بعض الأوصاف قيل أن الطائر حيوان بنصفين: نسر وأما الآخر فأسد، ومع ذلك يوصف بالطائر ولعل إعطاءه هذا الوصف كان بسبب أجنحته التي تمكنه من الطيران.

إلى ماذا يرمز طائر العنقاء الخرافي؟

والعنقاء أسطورة وخرافةعربية الأصل ذكرت في حكايات مغامرات السندباد المغامر وقصص ألف ليلة وليلة، وللعنقاء في ثقافتنا العديد من الرموز من بينها أنها ترمز إلى المستحيل، وهذا ما يمثل ما قاله العرب قديمًا إن المستحيلات ثلاث: الغول والعنقاء والخل الوفي، وكما ورد بيت الشاعر:

“فعلمت بأنّ المستحيل ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفيّ”؛ ويُرمز به إلى التجدد والخلود، وهو كذلك رمز للإخاء والمحبة ومساعدة الآخرين، وعند البعض رمز للقيامة، وفي بعض الحضارات القديمة أُتخذت العنقاء كرمز للحياة الأبدية او لتخليد ذكرى الموتى. 

ماذا يطلق على طائر العنقاء في أوروبا؟

أما في التراث الأوروبي فيطلق على العنقاء طائر الفينيق أو الفينيكس، وحسب ما تحدثنا به الروايات فالعنقاء طائر ألوانه متعددة ورقبته طويلة؛ لذا سماه العرب في الجاهلية عنقاء، أما كلمة الفينكس فكلمة يونانية الأصل، و تعني نوعًا معينًا من النخيل، ويعيش لأعوام طويلة من 500 إلى 1000 عام.
في نهاية حياته يرقد في عشه في هدوء عاجزًا قاصرًا عن الحركة، ويبقى يصدر أصوتًا منخفضة وحزينة، وبعدها يحترق جسمه بشكل كامل، فينبعث من بين رماده يرقة صغيرة تقوم بالزحف إلى أقرب مكان يخيم فيها الظل فينبعث طائر عنقاء جديد؛ مما يعني أن العنقاء طائر خرافي أسطوري يحمل الكثير من الرموز.

المصدر: الخرافة،روبرت سيجال،ترجمة مؤسسة الهنداوي،1994ميثولوجيا الخرافة،هاني الكايد،2017عصر الخرافة الذي نعيش فيه،جستاف شتبلر،ترجمة محمد أبو درة،2000خرافات عن الأجناس،جوان كوماس،ترجمة محمد رياض،2014


شارك المقالة: