خرافة حورية البحر

اقرأ في هذا المقال


معنى حُوريَّة في المصطلح العربي: هو إسم علم مؤنث، ومعناه المرأة ذات الحسن، وهي المتصفة بشدة بياض العين، وأما باللاتينية فهي: “Mermaid” المكونة من كلمتين، هما: ” mere وتعني البحر، maid وتعني الفتاة الشابة، قيل عن حورية البحر أنها فاتنة تحب الموسيقى وتغني في بعض الأحيان، ويشيع عنها في المعتقد والموروث الشعبي أنها كائن بلا روح وهي تتمتع بقدرات سحرية هائلة، وكما أنها قادرة على التنبؤ، وتعيش لفترة طويلة من العمر، غير أنّها ليست خالدة.

حورية البحر خرافة أم حقيقة؟

في الموروث الشعبي الفلكلوري حورية البحر أو عروس البحر هي كائن مائي نصف جسمها العلوي بشري من جنس أنثوي، أما النصف السفلي فهو على هيئة نصف السمكة” الذيل”، تشيع خرافة عروس البحر في ثقافات العالم المختلفة، ومنها الشرق الأدنى، أوروبا، آسيا، وأفريقيا، وقد ظهرت أول حكايات عروس البحر في آشور، حيث قامت الآلهة بتحويل نفسها إلى حورية بحر هربًا من العار بعد قتلها عشيقها البشري عن طريق الخطأ، المخلوق المذكر المكافئ لحورية البحر هو غرنق البحر أو عريس البحر، وهو مخلوق رأسه ونصف جسده العلوي على شكل ذكر بشري وله ذيل سمكة.
يرتبط ظهور حوريات البحر أحيانًا بأحداث ترتبط بالمخاطر مثل الفيضانات والعواصف وحطام السفن وحوادث الغرق، وفي التقاليد الشعبية الأخرى يمكن أن تكون عرائس البحر خيرات أو محبات، مما يمنحهن البركة أو يقعن في حب البشر.

إن فكرة الكائنات المهجنة التي تجمع في هيئتها بين الإنسان والحيوان، فقد كانت بدايةً في حضارة المصريين القديمة، ومنها انتشرت إلى حضارات شعوب البحر وبابل والهند وغيرها، وأما اليونانون والفينيقون وشعوب البحر فقد اخترع خيالهم فكرة إله البحر ذي النصف بشر ونصف سمكة؛ ليكون مضاهيًا لأبي الهول ذي رأس إنسان وجسم أسد.

لعل فكرة التنفس تحت الماء، والتي شغلت بال الإنسان منذ القدم وهواجس الشوق من البحارة للنساء خلال فترة إبحارهم الطويلة، وراء اختراع خيالهم لخرافة حورية البحر، فظهرت مع هذه التخيلات والأفكار قصص نُسجت من عمق خيالهم، مثل:ف كرة غرق جزيرة أتلانتس وتحول أهلها إلى أنصاف أسماك، ولا ننسى كتاب ألف ليلة وليلة، الذي ضم بين طياته مجموعة من القصص عن أشخاص بحريين، مثل: “جلنار بنت البحر”، وإن اختلفت تلك المخلوقات عن الحوريات البحرية في أنها كالبشر العاديين، غير أنهم حسب القصة، قادرون على التنفس والعيش تحت الماء، بالإضافة إلى التزاوج مع البشر العاديين.
أما رؤية حورية البحر فلكثرة الحديث عنها في القصص والروايات، والأساطير والخرافات القديمة، اعتقد الناس في بعض الأحيان برؤيتها، ولعل أشهر الروايات رواية كريستوفر كولومبوس، والتي ظنّ فيها أنه رأى حورية البحر، غير أن البعض يعتقدون أن ما رآه كولومبس، ماهو إلا خروف البحر، وهو لا يشبه الحورية تمامًا.
قد يعتقد البعض أنه من الصعب الخلط بين حيوان خروف البحر الذي يتصف بالترهل وبطء الحركة، مع فتاة حسناء ذات ذيل، إلا أن الأمر وارد الحدوث، ويدعم العلم نظرية خلط الناس بين حورية البحر، وحيوان خروف البحر، فهو حيوان له ذيل مسطح، يشبه ذيل الحورية الخرافي، واثنتان من الزعانف التي تشبه اليدان القصيرتان، وهذا لا يعني بأنّه يشبه حورية البحر تمامًا.
غير أن رؤية الحيوانات في الماء تعد بحد ذاتها إشكالية، بشكل خاص فإذا كانت مسافة الرؤية طويلة فإن أجزاء من الجسم ستظهر؛ وذلك بسبب حركة الأمواج والماء، وعند إضافة عامل انخفاض الضوء عند غروب الشمس، فإن تحديد هوية مخلوق ما يعدّ صعبًا جدًّا، ولربما أغلب التقارير المشهورة عن حوريات البحر، كانت بسبب رؤية غير واضحة لرأس أو ذيل مخلوق يغوص تحت الأمواج.

المصدر: معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة، جورج اليسون، 1999سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي، عبدالرحمن الصاوي، 1982الخرافات هل تؤمن بها؟ سمير شيخانى، 2011الإنسان والخرافة،أحمد علي موسى،2003


شارك المقالة: