خصائص المعلم الناجح للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


المعلم الناجح للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

يمثل الطلبة أحد المصادر الرئيسة المهمة والضرورية للحصول على المعلومات والبيانات حول أداء المعلم وفاعليه وكفاءته في التدريس، وقد اعتمدت دراسات كثيرة ومتعددة على هذه المنهجية في تحديد وتعيين السمات المرغوبة للمعلم الناجح في المدارس العادية، وفي برامج تعليم الموهوب والمتفوق على مختلف أشكالها، ومن الأمثلة على ذلك دراسة قام بها (جونسون).

وفي دراسته وجه (جونسون) أن الأسئلة  للطلبة تقسم إلى مجموعتين، وهما ما الذي يجعل المعلم جيداً؟ وما الذي يقوم به لمساعدة الطلبة في التعلم؟ وما الفعل الذي يقوم به المعلم ويعتبره الطلبة معوقاً للتعلم؟ ومن الطريف أن (جونسون) وجد أن الطلبة بمختلف أعمارهم ومستويات تحصيلهم وأدائهم وحالتهم الاقتصادية يتفقون إلى درجة كبيرة على سمات المعلم التي تسهل تعلمهم.

هناك قائمة بالعديد من الخصائص التي تخص المعلم، منها أنه يعطي اهتمام لحاجات الطالب وأن يلقي سمعه مع الطالب، ويفهم مشاكل الطفل ويتواصل معه، ويشارك الطفل بنجاحه ويجعل الطفل يشعر بأهميته، ويعامله بصراحة واحترام دون تمييز، ولطيف بطبعه ولديه روح الدعابة وموثوق به.

ونورد فيما يأتي قائمة بسمات وصفات المعلم التي تجعل تعلم الطلبة صعباً: يصرخ في وجوههم ويربكم، و طلب من الطلبة أداء مهمات غير منطقية وغير معقولة، ويستخدم الكبح والعقاب البدني مثل الوقوف في الزاوية، البقاء في الصف أثناء الاستراحات ويحط من مستوياتهم، ويمارس التظاهر والنفاق.

ونشير في هذا السياق إلى  العديد من الدراسات المبكرة المشهورة التي أجريت في هذا المجال ومنها دراسة (بيشوب 1968 ,Bishop) التي كان هدفها الإجابة عن التساؤلات الآتية: ما السمات الشخصية والاجتماعية والسلوكات التي تميز معلمي المدرسة الثانوية الذين تم اختيارهم كمعلمين ناجحين من قبل طلبة موهوبين ومتفوقين من ذوي التحصيل رفيع المستوى؟

وأيضاً ما هي أنماط السلوك الصفي للمعلمين الذين حكم عليهم بالفاعلية من قبل طلبة موهوبين ومتفوقين؟ شارك في الدراسة (186) طالباً وطالبة من الموهوبين والمتفوقين في مستوى المرحلة الثانوية، ثم طلب من كل منهم تحديد معلم واحد يعتبر الأكثر نجاحاً وفاعلية كان له أكبر الأثر في حياته التعليمية، وعلى ضوء استجابات أفراد العينة قام الباحث بتصنيف المعلمين وعددهم (206)إلى مجموعتين.

ثم استخدم عدة طرائق لجمع معلومات حول سلوكاتهم الصفية وقدراتهم العقلية واتجاهاتهم المهنية وطموحاتهم، وبعد تحليل البيانات توصل الباحث إلى نتائج عديدة من بينها بلغ متوسط نسب ذكاء (30) معلم ومعلمة ممن اختارهم الطلبة كمعلمين ناجحين وأخضعوا للدراسة الفردية (128) على مقياس وكسلر لذكاء الراشدين (Wechsle Adult Intelligence Scale) ومن المعروف أن نسبة ذكاء کهذه تعطي الدليل على التفوق العقلي؛ لأنها تضع المجموعة ضمن أعلى (3%) من مجتمع الراشدين.

وأيضاً أظهر المعلمون الناجحون تحميلاً من مستويات مرتفعة جداً في الدراسة الجامعية وعلى مقياس (إدواردز) للتفضيل الشخصي (Edwards Personal Preference Schedule) ويمتاز المعلمون الناجحون بأشكال حياتية متعددة ومتنوعة عن المعلمين غير الناجحين، حيث أنهم ذكروا اهتمامات مختلفة كالمشاركة في النشاطات الفنية والثقافية وبالإضافة إلى المطالعة والكتب وسير الحياة.

وأيضاً وجدت فروق ذات دلالة بين المجموعتين من حيث الاتجاهات المهنية والسلوكات الصفية الآتية ويظهرون اتجاهات إيجابية وحساسية وتعاطفاً مع الطلبة، أكثر توجها نحو الطلبة في تعليمهم وأكثر حماسة ودراية بالموضوعات التي يتعلمونها ويقومون بدعم المشاريع التربوية التي تخص الطلاب الموهوبين والمتفوقين ويتخذون اتجاهاً عملية أكثر تنظيم وترتيب في غرفة الصف.

ما هي خصائص المعلم الناجح للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1- الخصائص الشخصية:

ومن الخصائص الشخصية للمعلم أنه يتفهم ويحترم ويتقبل، لديه بديهة وإدراك لما يدور حوله، ويقدم الدعم المناسب لهم، ولديه حس المسؤولية في سلوكه ونتائجه، ولديه ذكاء فوق المتوسط، يكون مبادرة وتجريبية وليس نمطية جامدة، والديه اهتمامات ثقافية وأدبية وفكرية، وزيادة المعرفة والتحصيل المتميز، ويشرك الآخرين في الاكتشاف ولا يعطي إجابات فقط.

وأيضاً لديه شخصية قوية وحساس لمشكلات الآخرين، ومتحمس حاضر البديهة، ومدرك لما يدور حوله، وملتزم بالتفوق منفتح على الأفكار الجديدة ويتصف بالمرونة، ويرشد ولا يجبر أو يضغط، ويكون ديمقراطياً وليس مستبداً، والتعميم والمبادرة والتنظيم، ويركز على العملية والناتج معاً، ولديه رغبة في التعلم، ويظهر أسلوباً ذكياً في فهم الأشياء، والربط يستخدم أساليب حل المشكلة، ولا يتعدى في استنتاجات على أساس غير مبنية على أسس سليمة.

وأيضاً يرشد ولا يجبر أو يضغط ويكون ديمقراطياً وليس مستبداً يركز على العملية والنواتج معاً ويكون مبادرة وتجريبية وليس نمطية جامدة، ويستخدم الطالب أساليب حل المشكلة، ويشرك الآخرين في الاكتشاف ولا يعطي إجابات فقط.

2- الخصائص التعليمية:

ومن الخصائص التعليمية لمعلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين أنه يطور برنامج مرن يستجيب للاحتياجات الفردية، ويخلق بيئة آمناً تقوم على التسامح والمرح، ويقدم تغذية راجعة للطلبة، ويستخدم استراتيجيات مختلفة، ويحترم القيم الشخصية، والمنظور الذاتي للفرد ويعزز ما هو إيجابي منها، ويقدر الإبداعية والتخيل، ويحفز العمليات العقلية العليا، ويحترم الفروق الفردية والكرامة الشخصية.

وهناك دراسة أخرى أجراها الباحث (شامبرز 1973 ,Chambers) للتعرف على خصائص المعلمين الناجحين في رعاية إبداعات الطلبة، وطلب الباحث من عدد من علماء النفس والكيميائيين المبدعين أن يصفوا المعلمين الذين كان لهم الأثر الأكبر في تنمية أو إعاقة تطورهم الإبداعي، ولخص الخصائص الميسرة للتطور الإبداعي حسب واقع البديهة ومدرك لما يدور حول، و ملتزم بالتفوق، ويشعر بالمسؤولية عن سلوكه ونتائجه.

وأيضاً يقضون وقتاً كافياً مع الطلبة خارج الصفوف، ويؤكدون أن التميز أمر متوقع ويمكن بلوغه، متحمسون ويقبلون طلبتهم على قدم المساواة ودون تمييز، ولا يتأخرون عن مكافأة العمل أو السلوك المبدع حال وقوعه، ومحاضراتهم حيوية وممتعة وممتازون في العمل مع الطلبة بصورة فردية.

وأيضاً المعلمين الذين يعيقون التطور الإبداعي فقد وجد (شامبرز) أن أبرز خصائصهم لا يشجعون أفكار الطلبة وإبداعيتهم، ولا يشعرون بالأمان، ويفرطون في النقد، ويكثرون من التهكم، وغير متحمسين، ويؤكدون على التعلم الأصم أو التعلم القائم على الحفظ دون الاهتمام بالمعنى، ومتصلون وجامدون.

وأيضاً لا يتابعون ما يستجد في ميدانهم، وغير مقتدرين مهنياً على الأغلب، ولديهم اهتمامات محدودة أو معينة ومحددة، ولا يتواجدون عند الحاجة إليهم خارج الصف، كما يلاحظ تتضمن أو تتكون القائمة عدداً من السمات المشتركة يين المعلمين الناجحين مع الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وبغض النظر عن المستوى الداسي لهم كما أن هناك سمات وصفات أخرى مشتركة ومتعددة ومختلفة بين المعلمين الناجحين مع الطلبة العاديين والطلبة الموهوبين أو المتفوقين.

المصدر: 1_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.2_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق والإبداع.عمان: دار الفكر للطباعة والنشر.3_ مها زحلوق.التربية الخاصة للمتفوقين.دمشق: مطبعة الاتحاد.4_ باربرا كلارك. تنمية الموهبة.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: