خصائص الموهوبين والمتفوقين المعرفية:

• قوة الذاكرة: يتصف الأطفال الموهوبين والمتفوقين توزع معارفهم وعمق  قدراتهم وقدرتهم على اكتساب عدد كبير من المعلومات حول مواضيع عديدة و متنوعة وتخزينها، ويرتبط ذلك بحقيقة أن الموهوب والمتفوق بطبيعه محب للاكتشاف وكثير الأسئلة ولديه اهتمامات عديدة، وهذا يؤدي إلى أن يفتح أمامه طرق عديدة على حقول المعرفة المختلفة وبهذا الصدد.وأيضاً يجب الإشارة إلى أن الذاكرة القوية تعد من أعظم الاسلاح العقلية التي يمتلكه الفرد، ولا سيما بالنسبة للأطفال ذوي التحصيل المرتفع وهم يجهزون أنفسهم للامتحانات، وذلك لأن اجتياز الامتحان أو النجاح في الامتحانات المدرسية التقليدية يعتمد أساساً على قدرة الفرد على استرجاع المواد المطلوبة ضمن الوقت المحدد. حيث يذكر أنه يوجد العلاقة بين الذاكرة ودرجة الذكاء فقد ذكرتها (فريمان) في دراستها التتبعية  لعدد أو مجموعة من الأطفال الموهوبين والمتفوقين، وتحدثت عن أن معاملات الارتباط بين درجة الذكاء والذاكرة والنجاح في الامتحانات كانت متقاربة وذات دلالة إحصائية عالية، وكلما زادت درجة ذكاء الفرد ارتفع احتمال حصوله على ذاكرة متميزة بناء على التقارير الذاتية وتقارير الوالدين وكانت نتائج امتحاناته أفضل.أما أولئك الذين يقعون ضمن أعلى (1%) من حيث مستوى الذكاء فإن نسبة كبيرة منهم يتمتعون بقدرة على التذكر في منتهى السهولة واليسر، سواء أكان ذلك في مجال العلوم أو في مجال الآداب، وأما أشكال الذاكرة لدى الموهوبين والمتفوقين فإنها لا تعد متطابقة.فالإناث يستخدمن الذاكرة البصرية أو التصورية بنسبة أكبر من الذكور، وبينما تمتلك بعضهن ذاكرة سمعية أفضل تزويد المادة بصوت عال وهناك من يتذكر عن طريق اللمس ولكن أعلى تحصيل أكاديمي كما ذكرت (فريمان) سجله أولئك الذين أفادوا بأن قوة ذاكرتهم تتجلى عندما يتعلق الأمر بالتحقق.

• الولع بالمطالعة: يتصف الطفل الموهوب والمتفوق بأنه لديه هوس في الكتب مولع بالقراءة وقراءاته متنوعة ومتبحرة، ويفضل قراءة كتب من مستوى كتب البالغين، وربما قد يظهر اهتمام بكتب الترجمة وسير حياة العظماء والكراسات والخرائط والموسوعات.كما أن الاستعداد للقراءة يظهر في سن مبكرة، وقد يظهر الأطفال الموهوبين والمتفوقين رغبتهم في القراءة في عمر ثلاثة سنوات، وقد يعتمد على نفسه مع قليل من المساعدة في تعلم القراءة من خلال قراءة الإعلانات المرئية.لقد أظهرت دراسة تمت من قبل الباحثة (باسكا) أن (80%) من الأطفال الذين تم اختيارهم عام (1982) في برنامج البحث عن الموهوبين في المجتمع كانوا قد باشرو بالقراءة في عمر خمس سنوات وسواء أكان طريقة تعلمهم للقراءة تلقائياً أم عن طريق مساعدة أفراد أسرهم فإن المثير للاهتمام في هذا الأمر هو سرعة تعلمهم للغة وسهولتها.

• تنوع الاهتمام: يوصف الطفل الموهوب والمتفوق بتنوع اهتمامه وهواياته كثرته، حيث تقود الدافعية والفضول والاستيعاب إلى تطور درجات متقدمة من الاهتمامات، أما طبيعة المواضيع التي يتحدث عنها الطفل الموهوب والمتفوق بدرجات تعقيدها فتبدو غير محددة. ومن أبرز الاهتمامات للأطفال الموهعوبين والمتفوقين جمع الأشياء وتنسيقها مثل الطوابع والنقود القديمة وغيرها من الأشياء التي تخص الماضي، كما يوجد لديهم العديد من الاهتمامات بكثير من القضايا التي عادة ما تهم الراشدين كقضايا الدين والجنس والسياسة وغيرها.

• تطور لغوي مبكر: الأطفال الموهوبين والمتفوقين لديهم أشكال متطوره من تطور اللغوي والقدرة اللفظية، حيث تكون حصيلة الطلبة الموهوبين والمتفوقين من المفردات اللغوية متقدمة على أقرانه.وأيضاً يستخدم  الأطفال الموهوبين والمتفوقين اللغة في جمل مفيدة وتراكيب متشابكة تؤدي معنى تام وسلوك لفظي يتسم بالطلاقة، وقد يظهر الأطفال خيال حي في محادثاتهم الشفهية فيما يقرؤون من قصص أو ما ينتجونه من فنون أدائية أو بصرية في مرحلة لاحقة.لقد أشار (بياجيه وإنهلدر) إلى أن الأطفال يتلفظون بما يمكن أن يدركوه كمفهوم ومعنى، وعدا أن التسارع في النمو اللغوي والكلام لا يعكس فقط كثرة عدد المفردات والقاعدة المعرفية لدى الطالب فحسب، وإنما يعكس تقدماً في قدراته على التفكير وإدراك المفاهيم، وعليه فإن النمو اللغوي المتقدم عند الأطفال الموهوبين والمتفوقين يتكون من قدرة على الاستيعاب التي تصل إلى مستوى استيعاب للمصطلحات المجردة ومعقدة. إن النمو اللغوي لدى الأطفال الموهوبين والمتفوقين يرتبط مع خصائص منها حب القراءة و الاستطلاع وقوة الذاكرة وتعدد الاهتمامات والهوايات ويتداخل معها العالم (تورنس) حيث يمكن أن يكون طالب لا يستطيع التعبر عن أفكاره بطلاقة بينما هو موهوب أو متفوق.