خطوات إنشاء البرامج الخاصة للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


يمكن للقادة التربويون وصانعو القرار على مستوى المديرية التعليمية ووزارة التربية أن يلعبوا دوراً حاسماً في تبني سياسات تعليمية إيجابية في مجال رعاية الطالب الموهوب والمتفوق.

وفي جميع الحالات يجب اتخاذ سلسلة من الخطوات والإجراءات المتسلسلة والمترابطة التي توفر الحد الأدنى من النجاح لأي برنامج يقام على أسس سليمة.

خطوات إنشاء البرامج الخاصة للموهوبين والمتفوقين:

1- تشكيل لجنة توجيهية:

تشكيل لجنة توجيهية هي الخطوة العملية الأولى في التخطيط لإنشاء برامج خاصة بالطالب الموهوب والمتفوق، ويفضل أن تشمل هذه اللجنة ممثلين عن الجهات ذات العلاقة المباشرة بالعملية التعليمية في المدارس، وبشكل غير مباشر مثل الجامعات والمؤسسات الأهلية الريادية في مجال التنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى القطاعات الإنتاجية أو الاقتصادية التي قد تكون برنامج تمويل مشترك في مرحلة لاحقة.

ويقترح أن تتكون اللجنة التوجيهية من مسؤول إداري من منطقة المدرسة، ومركز الوزارة، ومشرف تربوي، ومعلم، وأحد أولياء الأمور المستنر من مجالس أولياء الأمور، ومرشد تربوي، وأستاذ جامعي في الإرشاد النفسي والتربوي، وأستاذ جامعي متخصص في القياس والتقويم ، وممثل عن الجمعيات المعنية بالتنمية الاجتماعية، وممثل لأحد قطاعات الصناعة أو التجارة أو البنوك.

وأيضاً تتولى اللجنة التوجيهية مسؤولية التخطيط والإشراف على تنفيذ جميع المراحل، ومنها المطالبة بالإجابة عن كثير من التساؤلات التي قد تثيرها المراتب العليا في المنطقة، ومركز الوزارة خلال المراحل المختلفة لعملية إنشاء البرنامج.

ومن أبرز الأسئلة التي تطرأ عادة ما هو تعريف الطلاب الموهوبين والمتفوقين وكيف يتم نقل الطلبة إلى موقع البرنامج وحتى تتمكن اللجنة من الإجابة عن هذه التساؤلات لا بد من إجراء ما يعرف بدراسة الحاجات، ومن الطبيعي أن يبدأ المكلفون بالتخطيط للبرنامج بمراجهة مكثغة ومتعمقة للمعالجات النظرية والدراسات التجريبية التي تزخر بها مراجع علم نفس الموهوب والمتفوق.

وبعد ذلك يتم الانتقال إلى مرحلة إجراء دراسة مسحية لتحديد الحاجات القائمة مع الطلبة المستهدفين في مؤسسات التعليم العام، وفي ضوء النتائج والمعلومات التي توفرها الدراسة المسحية للحاجات يضع المخططون الأهداف العامة للبرنامج، وتمثل الأهداف بالنسبة للبرنامج الجيد قاعدة انطلاق صلبة ويتأثر بها  الكثير من الخطوات اللاحقة.

2- تقييم الحاجات:

تستهدف دراسة تقييم الحاجات التعرف على العديد من المواضيع ومنها الخدمات التربوية المقدمة إن وجدت للطلبة الموهوبين والمتفوقين في المدارس المعنية، ومشكلات الطلبة الموهوبين والمتفوقين إن وجدت وحاجاتهم، ومدى معرفة الهيئات الإدارية والتعليمية بخصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين وأساليب الكشف عنهم والتعامل معهم.

وفضلاً عن مواقف الإداريين والمعلمين نحو اتجاه الطالب الموهوب والمتفوق، ومدى إحساسهم بضرورة إنشاء برامج خاصة بهم، ونوع البرامج التي يمكن تقديمها، ويمكن جمع المعلومات حول هذه الموضوعات من خلال إجراء زيارات ميدانية للمدارس وعقد اجتماعات مع مديري المدارس ومعلميها ومع الطلبة وأولياء امورهم، ولكن من المستحسن وان يتم تطوير استبان مدروس للحصول على أكبر قدر من المعلومات اللازمة للتخطيط السليم للبرنامج.

حيث يوجد إطار تطوير مشروع لرعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين أكاديمية ضمن المدرسة العادية، وتتألف الاستبانة من عشرين فقرة أو سؤالاً يتناول خمسة مجالات وهي ما يتوافر في المدرسة من تسهيلات، وبما يقدم فيها من خدمات للطلبة الموهوبين والمتفوقين أكاديمية، ومشكلات الطلبة الموهوبين والمتفوقين في المدارس حاجة الهيئات الإدارية والتعليمية المساعدة مهنية في مجال الكشف من الطلبة الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم، ونسبة تواجد طلبة موهوبين ومتفوقين في المدارس طبيعة البرنامج الذي يمكن أن يقدم لهؤلاء الطلبة.

3- تعيين مدير أو منسق للمشروع:

يمثل تعيين مدير مشروع أو منسق خطوة عملية متطورة في سلسلة المهام المطلوبة لإنشاء برنامج لرعاية الطالب الموهوب والمتفوق، حيث تقوم  اللجنة التوجيهية المكلفة التي تقوم باختيار المدير بعد مقابلة عدد من المرشحين أو المتقدمين للوظيفة.

ونظراً لأهمية الدور المنوط بمدير المشروع ينبغي أن تتوافر لديه مؤهلات أكاديمية وتربوية وخبرات عملية معقولة تمكنه من القيام بواجباته بنجاح، ومن الضروري أن يكون المدير على دراية تامة بالجوانب المرتبطة بتربية الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم من الناحيتين النظرية والعملية، وهذا يعني أن يكون المدير قد درس مقررات جامعية في علم نفس الموهبة والإبداع وتربية الموهوبين والمتفوقين بالإضافة إلى خبرة عملية في برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين.

كما أن مدير المشروع يجب ان يتمتع بقدرات قيادية ومهارات اتصال من مستويات رفيعة، أما المهمات التي يمكن تفويضها للمدير فتشمل العديد منها التنسيق بين أعضاء اللجنة التوجيهية ودعوة اللجنة للاجتماع ومتابعة تنفيذ توصياتها وقراراتها، والإشراف على تحليل بيانات الدراسة المسحية لتقييم الحاجات وتلخيصها ومناقشتها مع أعضاء اللجنة التوجيهية تطوير خطة الكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

وأيضاً الإشراف على تنفيذها تحديد أهداف البرنامج وخطته الدراسية، وخطة تدريب المعلمين إجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لتنفيذ خطة الكشف، والتدريب وتطوير المنهاج كتابة التقارير المهنية والأخبار الصحفية الدورية حول تطور المشروع وتقدمه.

4- تطور وثيقة المشروع:

يقوم مدير المشروع بإعداد وثيقة المشروع في ضوء المحددات والتوجهات المكونة من نتائج دراسة تقويم الحاجات، وإرشادات اللجنة التوجيهية وقوانينها، والمصادر المادية والتقنيات المتوفرة والضرورية، والمحددات اللوجستية التي تتعلق بالمكان والمواصلات والأثاث.

ينبغي أن تتضمن وثيقة المشروع التي يتم إعدادها وتطويرها المواضيع الآتية ملخص لدراسة تقييم الحاجات، وتعریف فثة الطلبة المشارفة، وأهداف البرنامج وغاياته، والمناهج التي ستطبق، وخطة التوعية العامة بأهداف البرنامج وغایاته تنظيم البرنامج (المكان والزمان وجداول النشاطات والدروس) وكادر العاملين وخطة تدریبهم، وخطة التقييم، والموازنة التقديرية السنوية.

5- تطوير خطة الكشف وتنفيذها:

يتوقف بناء نظام الكشف عن الطلبة واختيارهم على أساس الأهداف الموضوعة للبرنامج وحتى يمكن الدفاع عن استخدام أسلوب أو اختبار دون غيره من الأساليب أو الاختبارت، لا بد من توضيح طبيعة العلاقة بين هذا الأسلوب أو الاختبار وبين أهداف البرنامج من جهة وبينه وبين المناهج الدراسية المقررة في البرنامج من جهة أخرى.

وعلى سبيل المثال سيجد مديرو البرنامج صعوبة بالغة في المدافعة عن استخدام أحد اختبارات الإبدع في اختيار الطلاب، وإذا كان هدف البرنامج مقصوراً في تزويد الطلبة بفرص للتسريع الأكاديمي ضمن مقررات النظام التعليمي العام.

حيث يتم تطوير خطة الكشف عن الطالب الموهوب والمتفوق بصورتها النهائية، وبعد أن يتم تحديد آلية البرنامج وأهدافه بالتشارك بين مدير المشروع واللجنة التوجيهية، وبعد استشارة مختصين في القياس والتقويم من داخل کادر التربية والتعليم أو من مراكز البحث والقياس في الجامعات القريبة.

وفي ضوء الاتجاهات الحديثة حول موضوع الكشف تم انقترح أخد العناصر الآتية بالاعتبار وسائل مناسبة مثل استخدام بيانات موضوعية وذاتبة يتم تجميعها عن الطلبة المرشحين، واستخدام (3) محكات على الأقل في عملية الكشف والاختيار، وتحديد الاسس المتعلقة بمعالجة بيانات الكشف والاختيار.

حيث أن هذا يتطلب ذلك الإجابة عن عدد من الأسئلة من بينها هل تعطي جميع المحكات الأوزان نفسها؟ وهل سيتم تحديد الحد الأدنى من الأداء على جميع المحكات الموضوعية أم يكتفي بتحديد نقطة فاصلة على بعضها أو أحدها؟ وهل سيتم الاختيار عن طريق الجنة أو فرد؟

حيث أن بعد اختيار الطلبة يتم تنظيم مدير المشروع والمعلمون لقاءات مع الطلبة والأهل لشرح أهداف البرنامج والالتزامات المترتبة على الطلبة بعد الالتحاق به؛ وذلك من أجل ضمان مرافقتهم الخطية على المشاركة وتحمل المسؤولية إذا كانوا جادين فعلاً وراغبين في الالتحاق بالبرنامج.

6- تحديد المناهج الدراسية:

ترتبط عملية تحديد المناهج الدراسية بتطوير وارتباط موصول بأهداف البرنامج الخاص بالطلبة الموهوبين والمتفوقين، وقد سبقت الإشارة إلى أن الهدف الأساسي لإنشاء البرامج الخاصة لهؤلاء الطلبة ينطلق من مبدأ عدم كفاءة مناهج التعليم العام في تلبية احتياجاتهم وحدي قدراتهم.

وهنا ينبغي التفريق بين برنامج تربوي واضح المعالم ومشروع برنامج يتكون من خبرات متناثرة يتم اختيارها كيفما اتفق، أما البرنامج واضح المعالم فإن أهم مواصفاته أن يحقق درجة عالية من الانسجام بين الأهداف وأساليب اختيار الطلبة والمناهج الدراسية وأساليب التقويم، وعليه لا يمكن الفصل بين أهداف البرنامج وبين المناهج والخدمات التربوية لغوي تقديمها إذا كنا بصدد إقامة برنامج متكامل وليس مجرد مشروع لبرنامج.

المصدر: 1_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.2_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق والإبداع.عمان: دار الفكر للطباعة والنشر.3_ مها زحلوق.التربية الخاصة للمتفوقين.دمشق: مطبعة الاتحاد.4_ باربرا كلارك. تنمية الموهبة.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: