خطوات المنهج السيميولوجي

اقرأ في هذا المقال


يشير علماء الاجتماع إلى إنه يوجد مجموعة من الخطوات في المنهج السيميولوجي، ومن هذه الخطوات ما سيذكر في هذا المقال.

خطوات المنهج السيميولوجي

التحليل النوعي

في عملية المنهج السيميولوجي يتم استخدام غالبًا تقنية التحليل النوعي، وهي طريقة لإجراء مقابلات فردية وجلسات جماعية تزيد من استخراج المعلومات المفيدة، وتعتمد التقنية التحليلية النوعية بدورها على نظرية التآزر، التي تنص على أن الأفكار الأساسية من اللغة المنطوقة المأخوذة من عدد من الأماكن، وواحدة منها فقط هي محتوى اللغة المنطوقة.

وتشكل هذه النظرية السيميائية أساس الكثير من الأعمال المعاصرة في مجالات مثل الإدارة، وأبحاث السوق وعلم النفس والطب النفسي وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي وعلم اللغة حيث تعتبر الأنماط التفسيرية المحددة للتواصل البشري من الاعتبارات المهمة وذات الصلة.

وفي الواقع ما يقوله الشخص ليس بالضرورة ما يعنيه ذلك الشخص أو ما يؤمن به حقًا، وتسمح هذه الخطوات من خطوات السيميولوجيا باكتشاف ما يلي:

1- ماذا يعتقد الشخص حقا؟

2- ماذا يعني الشخص حقًا بما يقول؟

3- ما هو رأي الشخص الحقيقي؟

النهج التحليلي

النهج التحليلي الذي يتم استخدامه لفهم ما في ذهن المتحدث هو خطوة من خطوات المنهج السيميولوجي، لفحص الترتيب الذي تحدث به الأفكار أي علم النحو، والمعنى الكامن وراء الأفكار التي تحدث أي الدلالات، والسياق الذي تحدث فيه الأفكار البراغماتية.

والنتيجة ليست فقط وصف ما يقال، ولكن أيضًا المعنى والقدرات التحفيزية كالأهمية الشخصية مقابل الاستئناف الفكري، والتهج التحليلي كخطوة ليس عملية وصفية بديهية، ولكنه نهج منظم لتحطيم تصورات المتحدث عن المفهوم إلى عمليات التفكير.

وهناك ثلاث خطوات في هذا النهج كجزء من العملية التحليلية:

1- التعريف: تحديد المكونات الرئيسية للعناصر التي تشكل أفكار الشخص.

2- التفسير: المقارنة والتباين بين مكونات أو عناصر أي أفكار لأنها تختلف عبر المجموعات.

3- التضمين: بناء النتيجة الشرطية، فإذا كانت هذه هي أوجه الشبه والاختلاف، فما هي العواقب؟

الاستقصاء النشط

تتغلب خطوة الاستقصاء النشط في المنهج السيميولوجي على أربع مشكلات رئيسية في استخلاص المعلومات المفيدة من اللغة المنطوقة، هي:

1- التعميم

التعميم هو كلمة أو عبارة غامضة وشاملة للجميع، وبدون سياق وليس لها معنى في حد ذاتها حتى يتم استنتاجها من قبل المستمع السلبي أو التحقيق فيها، ويقوم الوسيط بالتحقيق في التعميم من خلال الكشف عن سياق التعميم، وبالتالي تحديد المعنى الفعلي، ويتم ذلك بتكرار الكلمة أو العبارة أي التعميم أو قول ماذا تقصد؟ مثال “الكعكة جيدة”، قماذا تقول الكعكة جيدة للمستمع؟ كلمة جيد ليس لها سياق محدد بصرف النظر عن ارتباطها بكلمة كعكة، ويبحث الوسيط عن المعنى، ويمكن للمستمع السلبي أن يستنتج أن الجيد يعني لذيذ أو محلي الصنع من خلال التحقيق، ويعلم أن الخير له معنى مختلف.

ومن خلال التحقيق للحصول على مزيد من المعلومات، يحدد الوسيط ما يعنيه المتصل بكلمة جيد، ومع ذلك فإن التحقيق في التعميم له حدود من حيث أن معنى الفكرة محدد في سياق البيان الذي تم الإدلاء به، ومن غير المعروف كيف ترتبط الفكرة بمواقف أو سلوك المتصل، ويكشف التحقيق في التعميم عن معنى تلك الفكرة المحددة، ولكن لمزيد من المعلومات يجب على الوسيط استخدام تحقيقات مختلفة.

2- الحذف

الحذف هو شيء تم استبعاده من المحادثة ويمكن أن يكون مفتاحًا لفهم مواقف المتصل، ويقوم الوسيط بالتحقيق في الحذف باستخدام سؤال مفتوح لتحديد ما تم تركه خارج استجابة المتصل، ويتم ذلك بقول وماذا أيضًا؟ ويمكن للمستمع أن يفترض أن اللون الأزرق قد تم اختياره لأنه اللون الذي اختاره المجتمع للأولاد لم يكن هذا الاستنتاج صحيحًا.

ومن خلال التحقيق في الحذف سيطور الوسيط صورة أكمل لمعنى المتصل ويعرف الموضع النسبي للعنصر المذكور في عملية صنع القرار لدى المتصل، وإذا حدث حذف ولم يجلب التحقيق أي استجابة أخرى، ويعرف الوسيط أن لديه الصورة الكاملة وأن أفكار المتصل محدودة بالفعل.

3- التشوه

التشويه هو انكماش أو تضخم لدمج فكرة ما في عملية صنع القرار لدى المتصل، ويحدث هذا عندما لا يعرف الوسيط حدود تلك الفكرة ولا العلاقة بين الفكرة ومواقف أو سلوكيات المتصل، ويقوم الوسيط بالتحقيق في أي تشويه من خلال تحديد حدود تلك الفكرة، وفي المثال التالي يقوم المتصل بالتصويت في قضية محكمة بخصوص مبلغ الاسترداد، فكيف يقرر مقدار التعويض؟

ومن خلال فحص التشويه يحدد الوسيط مدى أهمية شيء ما للمتصل، وبالنظر إلى الحدود التي توجد بينها فكرة، يكتسب الوسيط فهمًا لمواقف وسلوك المتصل.

4- التناقض

التناقض هو على الأقل عبارتان تشيران إلى أفكار معاكسة أو متضاربة يحملها المتصل، ويتطلب التحقيق في التناقض الاستماع الدقيق واللباقة والاستماع بعناية للقبض على التناقض لأن عبارة واحدة قد تحدث قبل فترة طويلة من حدوث بيان معاكس، واللباقة لأن الناس لا يحبون أن يقال لهم إنهم تناقضوا مع أنفسهم.

ويتيح التحقيق في التناقض للمشرف معرفة كيف تتلاءم الأفكار المتعارضة أو المتناقضة بشكل صارخ مع بعضها البعض أو لا تتلاءم معًا في عقل القائم بالتواصل.

فوائد خطوات المنهج السيميولوجي

1- نحقق فهما أعمق وأكثر دقة لما يعنيه الشخص بما يقوله

يطرح البحث العادي أسئلة ويحصل على إجابات ويحسبها ويبلغ عن الاختلافات بين السكان، والعديد من الإجابات التي تحصل عليها الأبحاث العادية هي إجابات سطحية أو إجابات عامة، ويمكن أيضًا الحصول على إجابات أفضل باستخدام خطوة التحليل النوعية، لكن لا يتم التعامل معها على أنها مجرد ردود سطحية.

ويتم التحري بعمق للحصول على المعنى الأساسي تحت الإجابة، ويمكن لأي شخص أن يكون له رأي، ولكن لا يعرف ما يعنيه هذا الرأي حتى يتم ربطه بآراء أخرى يحملها هذا الشخص، وهذا هو الرابط الذي يعطي الفكرة معنى، فالكل يبحث في الموضوعات بحيث يمكن تحديد الروابط بين الأفكار، وبالتالي نحقق فهمًا أعمق وأكثر دقة لما يعنيه الشخص بما يقوله.

2- معرفة ما يتم الاستماع إليه

أظهرت الأبحاث أن مقطعًا مدته 15 دقيقة من مجموعة التركيز أو مقابلة متعمقة سينتج من 800 إلى 1200 كلمة قابلة للاستخدام، وإن معرفة ما يجب الاستماع إليه أمر بالغ الأهمية للنظام، حيث أن حوالي 20٪ فقط من كلمات المستجيبين ذات صلة بفهمهم لما يقصده الناس بالكلمات التي يستخدمونها، وضمن إعداد المجموعة يؤدي توضيح المعنى لجميع المستجيبين إلى تمكين الوسيط الذي يستخدم هذه التقنية لإجراء جلسة متفوقة، وتعمل هذه الخطوة بشكل جيد على قدم المساواة مع جميع أنواع المستجيبين، المستهلكين والأعمال التجارية أو الصناعية.

والنهج التحليلي هو الطريقة الوحيدة للتأكد من الفهم لما يعنيه المستهلك ولماذا، وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه الخطوة النشطة:

1- لماذا تقول هذا؟

2- لماذا هذا الشئ مهم بالنسبة للكل؟

3- ماذا تقصد بذلك؟

4- ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟

5- هل تشرح ذلك أكثر؟

6- كيف يرتبط ذلك بما قلته من قبل؟

7- هل يمكن أن تعطيني مثالاً على ذلك؟

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: