خواص التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يُفهم التنبؤ العلمي بشكل عام على إنه التوقعات بناءً على بيانات جديرة بالثقة ومحددة وبدوره هو علم التنبؤ بالمستقبل، وفي سياق التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية يهدف علماء الاجتماع إلى تحديد شروط تطور الظاهرة الاجتماعية التي تم تحليلها، ويجب أن تأخذ التوقعات المعدة لهذا الغرض في الاعتبار كالعلاقات والأنواع وشدة التأثيرات الخارجية والتغيرات الداخلية المتوقعة في تطور الظاهرة قيد التحقيق.

خواص التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية

في الخمسة عشر عامًا الماضية شهدت دراسة الظواهر الاجتماعية بدايات ثورة حسابية لا تزال تتكشف، كانت هذه الثورة مدفوعة جزئيًا بالثورة التكنولوجية للشبكة الداخلية، والتي قامت برقمنة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بشكل فعال.

مما أدى إلى إنشاء مستودعات ضخمة من البيانات الرقمية كمنتج ثانوي، وقد كان مدفوعًا جزئيًا بتدفق الأساليب والممارسات من خواص التنبؤ العلمي التي كانت ضرورية للتعامل مع فئات جديدة من البيانات، مثل بيانات البحث والوسائط بدلاً من بيانات العلوم الاجتماعية التقليدية التي تميل إلى أن تكون أكثر ضوضاءً وغير منظمة وغير مصممة.

ويصف التنبؤ العلمي الطبيعة المترابطة للتفسير والتنبؤ وحل المشكلات في النظم الاجتماعية، ويوفر تحليل للظواهر الاجتماعية وإطارًا موحدًا يشمل كافة الظواهر الاجتماعية في المجتمع، وتم النظر بإيجاز في الإطار التحليلي بالإشارة إلى خواص التنبؤ العلمي بمحتوى ومواضيع الظواهر الاجتماعية المعادية للمجتمع، ويمكن أن يكون التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية أمرًا صعبًا من نواح كثيرة، والسبب هو أن طبيعة هذه الظواهر ترتبط ارتباطًا وثيقًا ومتعدد الأطراف بالظواهر الفيزيائية والبيولوجية وغيرها من الظواهر الاجتماعية.

وبالتالي فإن إصدار أحكام حول المسار المستقبلي للظواهر الاجتماعية والتي على عكس الظواهر الفيزيائية القائمة على العلم القوي تعتمد على عدد كبير من العوامل المهمة والمعقدة وبدرجات متفاوتة من الاستقرار، والهدف منها هو تحليل القضايا المختارة التي تؤثر على التنبؤ بالظواهر الاجتماعية، ومن ثم مناقشة قضايا مثل الطابع النوعي لقوانين العلوم الاجتماعية وتأثير الطبيعة المتلازمة للظواهر الاجتماعية، وتطور طبيعة الواقع الاجتماعي.

وكانت الخواص الواضحة والمهمة للتنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية هي:

  • ظهور العمليات المزدوجة للأساليب المستخدمة في حساب التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية المختلفة، مما أثار اهتمامًا كبيرًا بين علماء الاجتماع على حد سواء.
  • ظهور انسجام بين القيم المعرفية لمختلف الظواهر الاجتماعية، فمن ناحية أعطى التنبؤ العلمي تقليديًا الأولوية لصياغة تفسيرات مرضية وتفسيرية للسلوك البشري الفردي والجماعي، وغالبًا ما يستشهد بالآليات السببية المستمدة من النظرية الموضوعية، ومن ناحية أخرى كان أكثر اهتمامًا بتطوير نماذج تنبؤية دقيقة سواء كانت تتوافق مع الآليات السببية أم لا أو حتى قابلة للتفسير.
  • في المقابل دفع التنبؤ العلمي هذه القيم المعرفية لمختلفة الظواهر الاجتماعية إلى تفضيل طرق مختلفة عن بعضها البعض، واستدعاء معايير مختلفة من الأدلة، على سبيل المثال تفضيل الأساليب الكمية المصممة لتحديد العلاقات السببية أو للحصول على تقديرات غير متحيزة ومثيرة للاهتمام من الناحية النظرية.
  • نتيجة لذلك من الممارسات المعيارية لخواص التنبؤ العلمي أن يلائم نماذجه الظواهر الاجتماعية بالكامل على أساس إنه يسعى إلى شرح العمليات الاجتماعية وليس التنبؤ بالنتائج فقط.
  • كما يسمح التنبؤ العلمي بزيادة موضوعية النموذج طالما استمر في تحسين الأداء التنبئي، لذلك من خواص التنبؤ العلمي للظواهر الاجتماعية تركيز نماذجها على النظرية الموضوعية المقيدة بها.
  • كما أنتج التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية آداب علمية كبيرة ومنتجة، وذلك لقدرته على توليد نتائج تنجح في التكرار والتعميم وتنجح في التنبؤ بنتائج الاهتمام وفي تقديم حلول لمشاكل العالم الحقيقي، من ناحية أخرى تم أيضًا ذكر خواص النماذج التنبؤية لنجاحها في التعميم فضلاً عن كونها قابلة للتفسير وغير متحيزة، وفي هذه الأثناء تم الطعن في الادعاءات المبالغ فيها بأن القدرة على استخراج مجموعات بيانات كبيرة بما فيه الكفاية ستؤدي إلى نهاية النظرية، مما ساعد على الاستمرار على نطاق واسع.
  • على وجه التحديد يقدم التنبؤ العلمي للظواهر الاجتماعية مساهمة ذات صلة بسهولة الخلط بين أهداف التنبؤ والتفسير في الممارسة، مما يؤدي إلى الارتباك حول ما يمكن أن تحققه أي طريقة معينة.
  • تقدم إطارًا مفاهيميًا لتصنيف الأساليب التجريبية من حيث تركيزها النسبي على التنبؤ والتفسير.
  • توضيح التمييز بين النمذجة التنبؤية والتفسيرية.
  • تكشف عن فئة نادرة حاليًا من الأساليب التي تدمج الاثنين، إذ تقدم سلسلة من الاقتراحات التي يمكن أن تساهم في فهم الظواهر الاجتماعية بل وتساهم بالفعل، مما يشجع على بناء نماذج أكثر قوة من حيث التعميم في ظل التدخلات والتغييرات، لذلك من المرجح أن يتطلب من الباحثين تبني التواضع المعرفي والعمل عند تقاطع الحوسبة.

خواص نماذج التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية

لتقريب مفهوم علماء الاجتماع عن التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية بأكبر قدر ممكن من الدقة، فإنهم يستخدمون مجموعة واسعة من خواص نماذج التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية، بدءً من خواص المحتوى الأساسي وخواص المستخدم وبالإضافة للخواص المتقدمة التي تشمل الموضوعات والنجاحات السابقة.

خواص المحتوى الأساسي للظواهر الاجتماعية

من خواص المحتوى الأساسي للظواهر الاجتماعية يتم حساب العديد من الخواص البسيطة بناءً على محتوى كل ظاهرة، بما في ذلك:

  • المجال، أي مجال الظاهرة الاجتماعية الوارد التنبؤ عنها.
  • وقت الظاهرة الاجتماعية، أي الوقت أو تاريخ حدوث الظاهرة الاجتماعية.
  • الفئة، أي فئة الظاهرة الاجتماعية ومجالها وفي أي موضوع.

خواص الأسلوب المستخدم

يستخدم أيضًا علماء الاجتماع إحصائيات بسيطة حول كل أسلوب مستخدم في عملية التنبؤ العلمي بالظواهر الاجتماعية لالتقاط شعبيته ونجاحه في التنبؤ، ومن خواص هذه الأساليب الأساسية المستخدمة بالتنبؤ العلمي:

  • عدد الذين يقومون بستخدامها.
  • الحالات التي يتم استخدامها فيها.
  • إجمالي عدد الإيجابيات والسلبيات الحالية لكل أسلوب مستخدم في التنبؤ.
  • وقت استخدام هذه الأساليب التنبئية.

خواص موضوع الظاهرة الاجتماعية

على الرغم من أن خواص التنبؤ العلمي كانت تستخدم في أعمال وموضوعات آخرى للتنبؤ بها، إلا أنها تنجح نسبيًا في التقاط تفاصيل أكثر دقة في موضوع الظواهر الاجتماعية وتفرق بين أساليب التنبؤ بها والمحتوى المراد دراسته، وكذلك التفاعل بينهما، وعلى هذا النحو يضيف التنبؤ العلمي المزيد من مجموعة الخواص الخاصة بموضوع الظاهرة الاجتماعية باستخدام نموذج موضوع قياسي، ومن الناحية المثالية يمكن القيام بذلك من خلال ملاءمة نموذج الموضوع لجميع المحتوى للتقاط تفاصيل أكثر دقة في موضوع الظواهر الاجتماعية.

وهذا يسمح بحساب الخواص التالية:

  • خواص موضوع الظواهر الاجتماعية، أي المواضيع الذي تدور حولها بشكل عام.
  • خواص موضوع ظاهرة اجتماعية معينة، أي المواضيع التي تدور حول هذه الظاهرة بشكل خاص.
  • تفاعل موضوع ظاهرة اجتماعية معينة مع القيود المفروضة على معدل جمع كل البيانات القائمة وغير مجدية.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000 علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998 الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: