دور الخدمة الاجتماعية في مراحل تطور الأسرة

اقرأ في هذا المقال


الأسرة هي أول مؤسّسة اجتماعية في المجتمع، وقد تتعرّض لعوامل التّصدُّع أو الاضطراب أو التفكُّك وهنا يأتي دور الخدمة الاجتماعية الأسرية واهتمامها بالأسرة والطفولة لمُساعدة الأسرة على القيام بوظائفها ودورها.

مرحلة تكوين الأسرة في الخدمة الاجتماعية

  • مكاتب فحص الرَّاغبين فى الزواج فحصاً طبيّاً للتأكُّد من خلوهم من الأمراض وبخاصّة الأمراض التي تنتقل عن طريق الجينات الوراثية مثل مرض التلاسيميا، أو الوراثيات مثل التهاب الكبد الوبائي أو مرض العصر الإيدز وغيرها من الأمراض الوراثية والوبائيات، وتجدر الإشارة إلى أنّ وزارات الصحّة في بعض الدول العربية تشجّع الرّاغبين فى الزواج على إجراء الفحوصات الطبية مجاناً، ولكنها لا تمنع المرضى من إتمام الزواج وتكتفي بتبصيرهم بخطورة ذلك على أطفالهم في المستقبل.
  • مكاتب استشارات الزواج والمساعدات المالية: إنّ التَّحوّل الذي شهدتهُ المجتمعات الأوروبية منذ الثورة الصناعية والذي مَسَّ بناء الأسرة حين تحوَّلت من النمط المُمتدِّ إلى النمط النووي خلق مشاكلَ كثيرة للأسرة الأوروبية فأدّى إلى تفكُّك الروابط الاجتماعية والأسرية واستقلالية الأبناء عن الآباء بعد بلوغهم سنّ الرُّشد، كما جعل الأبناء في حِلٍّ من أيِّ التزام أُسري، فإذا رغب الشاب أو الشابة الزواج وتكوين أسرة فإنّهما يتوجّهان إلى مكاتب الخدمة الاجتماعية المختصّة بشؤون الزواج، فتُقدِّم لهما النصائح والإرشاد لإنجاح هذه الخطوة كما تُقدِّم لهما المساعدات المالية أو المسكن الملائم إن كانا بحاجة إلى ذلك.
  • يندر وجود مثل هذه المكاتب في الدول العربية فبالرغم من عوامل التغيُّر المتمثّلة بالتحضُّر والتعليم والتصنيع إلّا أنّ المقبلينَ على الزواج يعتمدون على إنجاز خطواتهم من الأهل، الذين يساعدونهم في معظم الأحيان في المهر وتأثيث البيت وحفلات الزواج إلى غير ذلك.

تُساهم الخدمة الاجتماعية في هذه المرحلة على إيجاد الظروف الملائمة التي من شأنها أن تجعل الاختيار للزواج اختياراً صحيحاً، وذلك بتحقيق الأمور الآتية:

مرحلة الإنجاب وتربية الأطفال في الخدمة الاجتماعية

تحرص الخدمة الاجتماعية في هذه المرحلة على أن تكون التنشئة الاجتماعية تنشئة سليمة، فالأخصائيون الاجتماعيون ومكاتب الخدمة الاجتماعية المنتشرة في مناطق مُختلفة وبخاصّة في الأحياء السكنية الشعبية في المدينة أو في الريف يقومون بتوعية الأسر في مجال تربية الأطفال ورعايتهم وتنظيم الأسرة، ويندرج ضمن ذلك مراكز الأمومة والطفولة التي تتولّى العناية بالأم الحامل في أثناء الحمل والولادة من النواحي المادية والنفسية والصحية والاجتماعية.

وتُعنى مراكز الطفولة (الحضانة) أطفال الأمهات العاملات، ومتابعة نموّ الطفل صحّياً وتجنُّب الأمراض التي قدّ تؤدّي إلى إعاقات عقلية أو جسمية، وتؤدّي الخدمة الاجتماعية دوراً فاعلاً في مجال الرعاية البديلة عن طريق مؤسّسات ترعى الأطفال الأيتام أو مجهولي النسب أو الأطفال الذين يقبع والديهم في السجن.

وقد دخلت إلى العالم العربي منذ عقدين أو أكثر فكرة جديدة للرعاية المؤسّسة البديلة وأخذت تُطبّق في أكثر من بلد عربي، وهي المؤسّسات المُسمّاة قرى الأطفال “sos”، وأول من تبنّى فكرة الرعاية البديلة هو النمساوي (هرمان جمانير) الذي لاحظ أثر كوارث الحروب وويلاتها في المجتمعات الأوروبية وبخاصّة تمزُّق الأسرة وضياع الأطفال حيث أصبحوا بدون اهل وأُسَر تأويهم، وما لبثت الفكرة أن أخذت طريقها في التَّنفيذ فأُقيمت أول قرية في مدينة (إمست) في النمسا عام ١٩٤٩م. لتنتشر الفكرة بعد ذلك في جميع أنحاء العالم بما في ذلك العالم العربي.

مرحلة الاضطرابات الأسرية في الخدمة الاجتماعية

يقصد بالاضطرابات الأسرية الخلافات والصراعات بين الزوجين، أو تفكُّك الأسرة بسبب الوفاة أو الطلاق، وتتدخل الخدمة الاجتماعية بغرض التوفيق بين الزوجين وإعادة جوِّ التفاهم والانسجام بين أفراد الأسرة، وقد يكون هذا التدخُّل أمر طبيعي في المجتمعات المتقدّمة صناعياً لكنهُ أمرٌ غير سهل في المجتمع العربي لأنَّ السائد في القِيَم العربية أنَّ الخلافات الأسرية هي شأن أُسَري لا علاقة للآخرين به، وتُعدّ خصوصيته على جانب كبير من الحساسية، الأخصائي الاجتماعي هنا شخص غريب لا يجوز له الاطلاع على الأسرار الزوجية، ويقتصر دور الخدمة الاجتماعية في الوطن العربي على تقديم المساعدات المالية للأسر المحتاجة في هذا المجال.


شارك المقالة: