دور الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب

اقرأ في هذا المقال


دور المراكز والمؤسسات في رعاية الشباب

إنّ رعاية الشباب عملية تربوية واجتماعية وثقافية مُتكاملة، تُمارَس في المؤسسات والمراكز التي تُعنى بشؤون الشباب كمراكز الشباب، والأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية والمراكز الكشفية ومراكز الإرشاد والمعسكرات والمنظّمات الشبابية الأخرى، والتي توفر لهم فرص النموّ النفسي والجسمي والعقلي والاجتماعي والمهني واستثمار طاقاتهم واستغلال أوقات فراغهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم.

المقومات الأساسية التي تعتمد عليها الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب

1- الرائد: وهو الأخصائي الاجتماعي الذي يجب أن تتوافر فيه خصائص وصفات شخصية وعلمية ومهنية تؤهّله للعمل في هذا المجال.

2- المؤسَّسة: وهي المكان الذي يُمارس فيه الشباب أنشطتهم بتوجيه الرائد وإشرافهِ.

3- البرنامج: وهو النشاط أو مجموعة الأنشطة التي تعمل على تحقيق احتياجات الشباب، وتحدّد طبيعة العلاقات والخبرات للأفراد والجماعات، وتُنفذ بمعرفة الرائد وأعضاء الجماعة الشبابية.

4- الجماعات الشبابية: وتتشكَّل من مجموعة الأفراد الشباب الذين ينتسبون للمؤسَّسة من أجل ممارسة أوجه النشاط المختلفة التي تُوفِّرها لهم.

طرق الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب

حتى تحقّق الخدمة الاجتماعية أهدافها في مجال رعاية الشباب فإنَّ على الأخصائي الاجتماعي استخدام طرق الخدمة الاجتماعية الثلاثة المُتعارَف عليها:


  • خدمة الفرد.
  • خدمة الجماعة.
  • خدمة المجتمع.

يحتاج الأخصائي الاجتماعي العامل في ميدان رعاية الشباب إلى استخدام الطرق الثلاثة بصورة مُتكاملة، وتهتمُّ طريقة خدمة الفرد بدراسة جوانب الشخصية لدى الفرد ومساعدته على علاج المشكلات التي يتعرّض لها، والتي قد تعوّق أداء الأخصائي لدوره الاجتماعي.

وتعمل أيضاً على تنمية شخصية الفرد لمواجهة أيّ مشكلات قد تعترضه لاحقاً، أمّا خدمة الجماعة فتسعى لتنمية شخصية الشّباب عن طريق الخبرات الجماعية التي توفّر لهم الإشباع الكافي لحاجاتهم الاجتماعية والنفسية، وتُنمّي مواهبهم وميولهم، وتتيح لهم الفرصة للتّعبير عن مهاراتهم وتنميتها وتساعدهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.

وتحقّق لهم الحاجة إلى الانتماء والشعور بالأهمية، وتهتمّ طريقة خدمة المجتمع باستثمار الموارد المُتاحة في مؤسَّسات رعاية الشباب والمجتمع المحلي؛ لمواجهة المشكلات التي تنجم عن عدم إشباع الاحتياجات الخاصة بالشباب، وإحداث التَّعديلات اللَّازمة في الموارد أو البرامج والأنشطة لمقابلة الاحتياجات المتغيّرة للشباب، وخلق العلاقات القوية والتعاونية بين الشباب والمؤسَّسات العاملة في الميدان والمجتمع، كما تهتمُّ هذه الطريقة بتطوير الشعور والانتماء للمجتمع عن طريق برامج العمل التطوعي والخدمة العامة.

برامج رعاية الشباب

يمكن تقسيم برامج رعاية الشباب إلى:

  • البرامج الترويحية والترفيهية مثل: الرحلات والمعسكرات والمعارض والمتاحف والمسارح.
  • البرامج الثقافية مثل: المحاضرات والندوات والمؤتمرات وحلقات البحث والنقاش.
  • برامج الإرشاد والتوجيه الاجتماعي.
  • برامج الإرشاد والتوجيه والتدريب المهني.
  • البرامج الرياضية على اختلاف أنواعها.
  • البرامج العلاجية التي تعتني بهموم الشباب ومشكلاتهم وطرق معالجتها.
  • البرامج الصحية والطبية سواء على المستوى الوقائي أو العلاجي أو التأهيلي.
  • برامج إعداد القادة وتدريبهم وتعليمهم.
  • البرامج الاجتماعية لتزويد الشباب بالمهارات الاجتماعية اللَّازمة للحياة والتعامل مع الناس وإكسابهم العادات الاجتماعية السليمة.

أدوات الخدمة الاجتماعية في رعاية الشباب

تعتبر الخدمة الاجتماعية من الأدوات الفعّالة في بناء وتعزيز الرفاهية الاجتماعية والنمو الشخصي للأفراد. وفي سياق رعاية الشباب، تلعب الخدمة الاجتماعية دوراً حيوياً في دعمهم وتوجيههم خلال مرحلة حياتهم التي تمثل فترة حاسمة في تكوين شخصيتهم وتحديد مساراتهم المستقبلية.

تحليل الوضع الحالي للشباب

يواجه الشباب اليوم تحديات متعددة تتراوح بين الضغوط الاجتماعية، والتحولات التكنولوجية، ومشاكل الهوية الشخصية. هذه التحديات قد تؤثر سلباً على صحتهم النفسية والاجتماعية، وقد يجدون أنفسهم في حاجة إلى الدعم والتوجيه للتغلب على هذه التحديات.

1. التقييم والتشخيص:

يقوم مختصو الخدمة الاجتماعية بتقييم الاحتياجات الفردية للشباب وتحديد المجالات التي قد تحتاج إلى تدخل اجتماعي. هذا يساعد في وضع خطط فعّالة للدعم الشخصي والاجتماعي.

2. تقديم الدعم النفسي:

يقوم مختصو الخدمة الاجتماعية بتقديم الدعم النفسي للشباب لمساعدتهم في التغلب على التحديات النفسية وبناء قدراتهم على التحمل والتكيف.

3. تعزيز المهارات الحياتية:

يسعى مختصو الخدمة الاجتماعية إلى تطوير مهارات الشباب الحياتية مثل التواصل الفعّال، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، مما يجعلهم مؤهلين للمشاركة الفعّالة في المجتمع.

4. التوجيه التعليمي والمهني:

يقدم الخبراء في الخدمة الاجتماعية التوجيه والدعم للشباب في اختيار مساراتهم التعليمية والمهنية المستقبلية بناءً على مهاراتهم واهتماماتهم.

5. التدخل في حالات الأزمات:

يمكن للخدمة الاجتماعية تقديم الدعم في حالات الأزمات الأسرية أو الاجتماعية التي قد تؤثر على الشباب، سواء بتوجيههم إلى الخدمات المتخصصة أو بتوفير الدعم العاجل.

تحمل الخدمة الاجتماعية مسؤولية كبيرة في تشكيل مستقبل الشباب وتعزيز تنميتهم الشخصية والاجتماعية. من خلال تقديم الدعم الشامل والتوجيه المستمر، يمكن للخدمة الاجتماعية أن تسهم بشكل فعّال في بناء جيل قادر على تحقيق طموحاته والمساهمة في بناء مجتمع أكثر استدامة وتقدما.


شارك المقالة: