زياد بن أبيه والي البصرة

اقرأ في هذا المقال


التعريف بزياد بن أبيه:

يعتبر نسب زياد بن أبيه والذي يُكنَّى بأبي المغيرة من أكثر الأمور غموضاً؛ فكانت أمه اسمها سمية لم يجد المؤرخون من هو أبوه، وكانوا يذكرونه بزياد بن سمية أو زياد بن عبيد ومرة زياد بن أبي سفيان وأخرى زياد الأمير، ولكنه ذكر كثيراً باسم زياد بن أبيه؛ لأنهم كانوا يشكون لما وقع من أبيه.

صلح زياد بن أبيه مع معاوية بن أبي سفيان:

كان زياد بن أبيه والياً على خراسان في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان شديد الإخلاص له، وكان معاوية بن أبي سفيان يحاول جاهداً بأن يكسب زياد إلى صفه في عهد علي بن أبي طالب ولكنه فشل في ذلك، وبعد مقتل الخليفة علي بن أبي طالب وجد معاوية فرصةً طيبة حتى يعيد النظر في أهدافه لاستمالة زياد بأقل التكاليف، وكان يستخدم معه لغة الترهيب والترغيب عندما تحصنَّ بقلعة عُرفت باسم فخامة معاوية، وقد عرف بقوته وصلابته.
وكان اعتصام زياد بن أبيه بفارس قد علَّمه بأنه هو الوحيد الذي لم ينزل عن حكم معاوية بن أبي سفيان، ويدخل في ما دخل فيه الناس، كما أنه يدل على ثقته العالية بنفسه، بالإضافة لثقته بإمكانيات فارس الاقتصادية والبشرية، ولكن هذه الأمور لا تكفي لمواجهة معاوية إذا لم يقم باستخدام القوة، وهذا ما دفع زياد إلى تبديل موقفه الرافض لموقف إيجابي.
وبعد أن تم الصلح بين معاوية بن أبي سفيان والحسن بن علي بن أبي طالب حاول معاوية أن يتصل بزياد بن أبيه، كما أنه سمح للمغيرة بن شعبة أن يقوم بالتدخل لحل المشكلة، وكان نجاح المغيرة أعظم شيء ممكن أن يقوم بتقديمه إلى معاوية، فكان صعباً على معاوية أن يصل إلى زياد أو يخضعه إلا بعد أن يحصل قتال عنيف بينهما، ولا يعرف من سيكون الفائز منهما في هذا الموقف الخطير.
واستطاع معاوية بن أبي سفيان باحتواء حركة اعتصام زياد بن أبيه في فارس، ولم يكن مستعجلاً في هذا الأمر، وكان مبتعداً عن استخدام القوة وأعطى للزمن فرصة بأن تحل هذه الاختلافات، وقام بالاستعانة في المغيرة بن شعبة وهو داهية من دُهاة العرب حتى يقوم باقناع زياد.

استعانة زياد بن أبيه بصحابة النبي صلَّ الله عليه وسلم:

قام زياد بن أبيه بالاستعانة بالعديد من صحابة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، ومنهم: عمران بن حصيص الخزاعي الذي ولَّاه البصرة، والحكم بن عمرو الغفاري الذي ولَّاه خراسان، وسمرة بن جندب، وأنس بن مالك، وعبد الرحمن بن سمرة، واستعاف عمرو فعفاه، واستقضى عبد الله بن فُضالة الليثي، ومن بعدهم أخيه عاصم بن فضالة، بعده زراة بن أوفى الحرشي وكانت أخته عند زياد بن أبيه.

سياسة زياد بن أبيه في العراق:

كان زياد بن أبيه والياً على البصرة والكوفة، وذلك بعد عبد الله بن عامر والمغيرة بن شعبة، وهو من قام بغالبية الإصلاحات الضرورية في الجناح الشرقي من الدولة الأموية؛ إذ كانت لديه قدرة هائلة على الإدارة، كما سنَّ العديد من القوانين والتنظيمات، وقام بالإصلاحات في البصرة أولاً وما بعدها في الكوفة، حتى تم جمع المدينتان بولاية واحدة من عام 50هـ حتى عام 53هـ.

المصدر: كتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره، علي محمد صلابيكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب أطلس تاريخ الدولة الأموية، سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوثكتاب العصر الأموي، صلاح طهبوب


شارك المقالة: