سوسيولوجيا الصحة والخدمة الصحية في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


سوسيولوجيا الصحة والخدمة الصحية في علم الاجتماع الطبي:

في الواقع أن المعرفة والإدراك للصحة والرعاية الصحية لن تكتمل إلا بعد إدخالهما في السياق الأكبر لاجتهادات الفرد والتعايش مع مواقف الحياة، علاوةً على أن مجالات تعايش المستوصفات والقطاعات الصحية نظاماً تستوجب وضعها في سياقها الاجتماعي والسياسي الأشمل، فإذا كانت مهنة الطب على سبيل المثال، هي إدراك ومعرفة وقوع أعراض المرض، كيفية علاجها، وتصحيح الظروف المعيشة التي نحد من خطر ما يهدد صحة المجتمع.

فإن هذه الأعمال الطبية الثلاث تصبح غير ذات بال ما لم نراعي الاهتمام بالعامل الاجتماعي والنفسي، مثلما نفكر بالعامل البيولوجي، وكذلك أيضاً أن أغلبية النشاط الطبي يستدعي الفهم والوعي للضغوط الاجتماعية والثقافية، التي تؤثر على معرفة الشخص لمدى احتياجه للمساعدة الطبية، وقرار الشخص بالبحث عنها والموافقة عليها.

وإذا انتقلنا إلى طبقة المجتمع المحلية، رأينا أن تغير الظروف الاجتماعية والبيئية لتتوافق مع الصحة، أو تحويل الأساليب الثقافية الاجتماعية، وأداء المرضى في المحافظة على صحة ممتازة، حيث نظرنا أن كل ذلك يستدعي تقدّم التكنولوجيا السلوكية، وهي عملية لا تحتل بال البحاثين في الطب ولا مزاوليها.

وعلى هذا فإذا لم يكن الإدراك لدى الأطباء المتزايد بالتعليمات الاجتماعية والسلوكية قسماً من تمرين الموظفين بالصحة، فسوف تبقى أسلوب اعتنائهم للمريض وتصميم الخدمات الطبية، وأيضاً الطبية الاجتماعية أقل تمكين وتقديراً في تحسين الصحة والإنهاء على المرض.

كيفية تأثير العوامل الاجتماعية على الخدمات الصحية:

ومن جانب آخر فإننا نرى مدى تأثير العامل الاجتماعي على الخدمات الصحية ومدى الانتفاع منها، ويشير لنا التراث على أن الارتعاب من فقدان المكانة الاجتماعية للعائلة قد أقام المعيقات أمام الانتفاع من الخدمات الصحية، فالعائلة الكبيرة لا تزال موجودة، وفيها نجد المرأة العجوزة تمتاز ببساطة كبيرة تعينها في قراراتها وأحكامها.

ومن هذا المنطلق قدم علماء الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي بتقديم وتطوير الكثير من النماذج التي توضح استجابات أفراد المجتمع المتفاوتة نحو الخدمات الصحية وتفسيرها، والإشارة إلى هنا أن عمليات التقصي والبحث عن الإعانة الطبية تعد جزءاً من عملية اجتماعية لا يعلو إليها أي معرفة طبية مجردة، وعلى سبيل المثال، فإن اتخاذ قرار الطبيب بإدخال المصاب المستوصف، أو نقله إلى طبيب آخر، أو حتى بعثه إلى مركز طبي عام، كل هذا لا يستند على الاتجاه الطبي في الموقف فقد، وإنما يستند أيضاً على اتجاه الطبيب، والتنشئة الطبية والاجتماعية.

المصدر: فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.


شارك المقالة: