شيخوخة المجتمعات في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تعرف شيخوخة المجتمع في بعض المجتمعات من ناحية إحصائيات السكان بأنها الزيادة نحو الشيخوخة، حيث تزداد في بعض المجتمعات نسبة الشيوخ سنة بعد أخرى، كما تدل على ذلك الإحصائيات الرسمية الدولية، وهو تعد فيه حق أكثر المجتمعات البشرية شيخوخة، وأن بعض المجتمعات لا تحسب هذه الزيادة على أنها مجرد زيادة في عدد الشيوخ، بل تحسب على أساس مقارنة نسبة الشيوخ بفئات الأعمار الأخرى.

شيخوخة المجتمعات في علم الاجتماع

ترجع زيادة نسبة الشيوخ في أي مجتمع إلى مدى زيادة العناية الصحية ومدى توافر المواد الغذائية، ومدى العناية بوسائل الوقاية من حوادث المهنة والحوادث اليومية، وهكذا نستطيع أن نقرر أن متوسط العمر يزداد تبعاً لزيادة التطور الحضاري ولكنه لا يزداد بنفس النسبة في الذكور والإناث فلقد دلت في المجتمعات المختلفة وخاصة في المجتمعات المعمرة التي تزداد فيها نسبة الشيوخ سنة بعد أخرى.

ولهذه الزيادة النسبية آثارها على تكوين المجتمع ونشاطه، فلقد كان للشيوخ دورهم القيادي والاقتصادي في المجتمعات البدائية والريفية ثم تطورت تلك المجتمعات إلى الإنتاج الصناعي ففقد الشيوخ ذلك الدور الذي كانوا يقومون به في المجتمعات القروية والزراعية، وكان لمستوى الإنتاج في نوعه وكمه أثر العميق في هذا التغير الذي نقل السلطة من يد الشيوخ إلى يد الشباب ثم زادت نسبة الشيوخ نتيجة لارتفاع المستوى الصحي في المجتمعات الحديثة فعادت أهمية الشيوخ للظهور مرة المواهب والمهارات ما لا يستطيعه الشباب، وأن المجتمع المعاصر في حاجة إلى نشاطهم وتوجيههم.

وأصبح لهذا القطاع الجديد من السكان حقوقه وواجباته، حقوقه الاقتصادية مثل التأمين الاجتماعي، ورفع سن الإحالة إلى المعاش بالنسبة للأصحاء القادرين منهم، والعناية بإعادة تعليمهم مهارات وخبرات جديدة تتناسب مع حالتهم العقلية والصحية، وأصبحت عليهم واجبات جديدة أهمها ممارسة النواحي السياسية في مجتمع يتطور بسرعة شديدة.

ولهذا أصبحت عملية تعليم الكبار حقاً أساسياً لكل الأفراد شباناً كانوا أم شيوخاً، ولم تعد نافلة من نوافل التطور الاجتماعي القائم، إن الفرد يتعلم من مهده إلى أجله، فكل يوم يمر به يكسبه خبرات جديدة تحتاج إلى تنظيم وتخطيط، ومن حق الكبار أن يتعلموا مهارات جديدة تساعدهم على مسايرة التطور القائم في المجتمعات الصناعية الحديثة، إذ في هذه المجتمعات تضعف الروابط العائلية، وتتفكك أواصر الأسرة، ويشعر المسن بالعزلة والوحدة، وتزداد أوقات الفراغ، وخير علاج لهذه الوحدة هو تعلم خبرات ومهارات جديدة للترفيه والمتعة والفائدة.

المصدر: دور النظريات الاجتماعية في أبحاث الشيخوخة، ابراهيم العبيدي، 1989.تطور مفهوم القوة الاجتماعية في الفكر الاجتماعي، ابراهيم العبيدي، 1996.التوجيه التربوي لكبار السن، ترجمة محمد عبد المنعم نور، 1980.مرض الخرف انتشاره والخصائص المرتبطة به، سامي الدامغ، 2001.


شارك المقالة: