صفات معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


علم معاوية بن أبي سفيان وفقهه:

كان معاوية بن أبي سفيان قد استفاد من قربه من الرسول صلَّ الله عليه وسلم، وكان قربه قد فاده علماً وتربية ورواية للحديث، فقد روى عن الرسول صلَّ الله عليه وسلم كثيراً من الأحاديث، وقد روى عنه البخاري ومسلم وكان شرطهما أن لا يرويا إلا عن ثقة، وشهد له ابن عباس بالفقه.
وكان معاوية فقيهاً مهتماً به وقد كان يخبر الناس عن أهمية التفقه بالدين وأخبرهم الأحاديث التي تدل عليه، فعن الزهري قال: أخبرني حميد، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال: سمعت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا أبو القاسم، ويعطى الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً حتى تقوم الساعة، أو حتى يأتي أمر الله.

حِلم معاوية بن أبي سفيان وعفوه:

اشتهر معاوية بن أبي سفيان بصفة الحلم، وكان كاظماً للغيظ، حليماً، ويعفو عن الناس، ويوجد كثير من الأقوال التي تروي عن حلمه، وكان خلقه مثل همزة الوصل بين معاوية وين من يعامل معاوية بجفاء وسوء، وكان لهذه الصفة أثراً عظيماً في نجاحه بتثبيت أركان الدولة الأموية، وكان له القدرة العظيمة بأن يمتص غضب كل شخص يخالفه بالرأي، ويجعلهم يغيرون رأيهم بسبب جمال أخلاقه.
وكان قد أثنى عليه حكماء عصره وذكروا صفاته وخصوصاً صفة الحلم، وقد ذكره الحافظ ابن كثير عنه: قال عبد الملك بن مروان يوماً ذاكراً معاوية: ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه، وأيضاً بقول ابن الزبير بوصفه الدقيق لمعاملة معاوية لقادة المسلمين وسادتهم، فهو جريء، شجاع، ولكن يظهر عكس ذلك؛ لعدم إثارة المخالفين، فإظهار الشجاعة يزيد التحدي.

دهاء معاوية بن أبي سفيان:

من الصفات المهمة التي كان يتميز معاوية بن أبي سفيان بها هي دهائه، والكثير ما يروى عن دهائه وقدرته على الإدارة وحسن تدبيره، وما يروى عنه أن المسلمين قد تعرضوا للغزو، ووقع العض منهم في الأسر، فوقفوا بين يدي ملك الروم، فتكلم أحد الأسرى، فدنا إليه أحد بطارقة الروم فضربه، وبعدها صاح أحد من رجال قريش كان بينهم: وآإسلاماه، أين أنت عنا يا معاوية، إذ أهملتنا، وأضعت ثغورنا، وحكَّمت العدو في دمائنا وأعراضنا؟
ووصل كلام الرجل لمعاوية فحزن حزناً شديداً، وامتنع عن الطعام والشراب، واختلا بنفسه، ولم يظهر ذلك لأي أحد، ثم قام بعمل حيلة بإقامة الفداء بين المسلمين والروم، إلى أن قام بفدية الرجل والأسرى الذين معه، فعندما ذهب الرجل لدار الإسلام، ناداه معاوية فبَّره وأحسن إليه ثم قال له: لم نهملك، ولم نضيعك، ولا أبحنا دمك وعرضك.

عقلية معاوية بن أبي سفيان الفذه وقدرته على الإستيعاب:

كان معاوية بن أبي سفيان يمتاز بالقدرة العالية على لاستيعاب الأحداث والعقلية المنفتحة على جميع الأمور، وكان قادراً على الاستفادة من كل ما يحصل له، ويعرف الطريقة التي يستعملها لتخطي أي مشكلة، ومدة ولايته على الشام وخلافته تكفي لجعله بالقدرة الكافية على التدبير، فكانت ولايته عشرون عاماً وخلافته مثلها، وهذه الفترة أعطته الخبرة السياسية والاستفادة من كل الأوضاع، وبذلك استطاع أن يعمِّر دولته وتثبيتها.

تواضع معاوية بن أبي سفيان وروعه:

كان معاوية بن أبي سفيان قد امتاز بالتواضع، وكان لا يستحي بأن يعترف بأنه ليس الأفضل، إنما يوجد من هو أفضل منه، وروى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب بالناس وعليه قميص مرقوع، وأيضاً قول يونس بن ميسر عنه: رأيت معاوية في سوق دمشق، وهو مردف وراءه وصيفاً، وعليه قميص الجيب، يسير في أسواق دمشق.

المصدر: كتاب تاريخ الدولة الأموية، محمد سهيل طقوشكتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره، علي محمد صلابيكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابي كتاب معاوية بن أبي سفيان، عباس محمود العقاد


شارك المقالة: