ضبط المثير كأحد إجراءات تشكيل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


ضبط المثير كأحد إجراءات تشكيل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

التعزيز يحدث عن طريق محفزات بيئية محددة، وهو لا يؤدي إلى زيادة السلوك فقط، وإنما يعمل على إخضاعه لضبط المحفزات التي يحدث عن طريقها، فبعد تعزيز السلوك لعدة مرات مع وجود محفزات بيئية محددة؛ تزداد احتمالية حدوثه، وتنقص في غيابها.

وتسمى عملية تعزيز السلوك بطريقة مستمرة في بعض المواقف، وأي بوجود محفزات محددة، وعدم تعزيزه في المواقف الأخرى، وأي في عدم وجود تلك المحفزات بطريقة التعزيز الفارقي.

وتسمى المحفزات التي أصبحت لها علاقة بالسلوك الإجرائي، بسبب ارتباطها بالتعزيز في الماضي بالمثيرات التمييزية، وهذه المحفزات تكون قبل السلوك الإجرائي، وتسمى تمييزية؛ لأنها تعمل على تمييز  بين الظروف البيئية التي سيعزز فيها السلوك.

وبالتالي يصبح من الممكن زيادة أو تقليل احتمال حصول الاستجابة، وأي عن طريق عرض أو التخلص من المثير التمييزي، وعندما يتم التحكم بالسلوك من قبل المعززات التي تسبقه، ويتم القول أن السلوك قد تعرض لضبط المثير، فالمقصود بضبط المثير هو ضبط السلوك من خلال ضبط المحفزات التي تسبقه.

مثال السائق والإشارة الضوئية على المثيرات التي تسبق السلوك الإجرائي:

إن المثيرات التي تسبق السلوك الإجرائي تجذبه لها، فحدوث المثير السابق للسلوك الإجرائي، لا يعني أن السلوك سيحدث بالتأكيد، فالسائق قد لا يقف بسيارته عند الإشارة الضوئية الحمراء.

السائق من خلال الإشارة الضوئية في هذه الحالة يكتسب القدرة على ضبط السلوك، وتوقفه على الإشارة الحمراء من خلال ارتباطه بنتائج السلوك المخالفة.

فلو كان السائق الذي لا يوقف سيارته عند الإشارة الحمراء لا يخالف، لأصبح عدد السائقين الذين يقفون عند الإشارة الحمراء قليلاً، بل وقد لا يتوقف احد عندها، وهكذا فالمثير التمييزي يهيء الفرصة لحدوث السلوك ليس غير.

فحدوثه لا يعني أن السلوك سوف يحدث بالضرورة، ولكنه يزيد من احتمال حدوث السلوك، وذلك نتيجة لاحتمالات التعزيز التي كانت سائدة في الماضي، والحديث عن العلاقة بين المثيرات السابقة، والسلوك الإجرائي يتطلب فهم ظاهرة التمييز.

استجابة الفرد للمواقف:

ويكون الفرد قد ميّز بين مثيرين إذا سلك على نحو مختلف بوجود كل منهما، فمن خلال تفاعلاتنا الماضية مع البيئة نتعلم، وأن السلوك الذي يكون مناسباً في موقف ما، وقد لا يكون مناسباً أبداً في موقف آخر، فالتصفيق والصراخ مقبولان في حفلة صاخبة وكلاهما لا يكون مقبولاً أبداً في غرفة الصف أو المكتبة مثلاً.

بمعنى آخر فالتمييز هو استجابة الفرد على نحو معين في مواقف معينة، واستجابته على نحو آخر في المواقف الأخرى، والتمييز يحصل بسبب التعزيز التفاضلي، وهو عنصر هام من عناصر التعلم، فبدونه تصبح الحياة فوضى، وبغير ذلك فإن الإنسان سيؤدي السلوك في المواقف المختلفة، سواء كانت مناسبة أو غير مناسبة.

عوامل زيادة فعالية ضبط المثير في تشكيل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

1- تحديد أهداف الأحداث التي ستحدث في السلوك، وبطريقة كاملة وواضحة، والهدف من تلك هو تحديد الظروف، ومعرفه ما هو مناسب من أجل تعزيزه، والظروف التي لا يكون فيها السلوك مناسبة للامتناع عن تعزيزه.

2- تعزيز السلوك بوجود المحفزات الملائمة بشكل فعال.

3- تركيز انتباه الفرد على المحفزات السابقة، مما يجعلها أكثر وضوح وتمييز مما يسهل ويسرع في عملية ضبط المثير.

وهكذا فبالإضافة إلى إمكانية تعديل السلوك بشكل مباشر من خلال التحكم في توابعه، يمكننا تعديله من خلال التحكم بضبط المثيرات التمييزية التي توفر الفرصة لحدوثه، وبعد التعرض بإيجاز لضبط المثير.

المصدر: 1- جمال الخطيب. تعديل السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.2- فاروق الروسان. تعديل وبناء السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.3- فاروق الروسان. دراسات وبحوث في التربية الخاصة. عمان: دار الفكر.4- عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض: دار الزهراء.


شارك المقالة: