ظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشوارع

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علماء الاجتماع أن ظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشوارع من الظواهر الاجتماعية السلبية والقائمة على العنف ضد النوع الاجتماعي، ولهذه الظاهرة الاجتماعية العديد من صور الإساءة خاصه على المرأة وفي أي وقت.

ظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشوارع

يستكشف علماء الاجتماع من خلال هذه الدراسة ظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشوارع وآثاره الاجتماعية والنفسية على النساء اللائي يعشن في المجتمع، وتمثل المضايقات والمعاكسات في الشوارع شكلاً من أشكال العنف الذي ينتهك كرامة الإنسان من خلال جعل الضحايا من الإناث يشعرن بالضعف وعدم الأمان في الأماكن العامة.

وتم تجميع النتائج على أساس التحليلات التجريبية لآراء 200 طالبة من ثماني جامعات مختلفة في العالم، وتكشف الدراسة أن التجنيد والتحرش في الشوارع وإساءة المعاملة هي أجزاء لا جدال فيها من حياة النساء، وعلى الرغم من أن النساء يشكلن أكثر من نصف السكان في العالم إلا أنهن ما زلن يعشن في بيئة أبوية تزدهر على المضايقات والمعاكسات والتحرش والتمييز والقمع ضدهن في المجالين العام والخاص.

تعد ظاهرة المضايقات والمعاكسات في الشوارع أحد أكثر أشكال الإزعاج الاجتماعي انتشارًا التي تُرتكب ضد النساء في المجتمعات المتخلفة في جميع أنحاء العالم ويمكن تمييز هذه الظاهرة الاجتماعية بأشكال ودرجات متنوعة، واعتمادًا على السياقات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات، قد تتعرض النساء للمضايقات أو المعاكسات في الشارع في أي وقت من حياتهن، لكن غالبية النساء في معظم البلدان يتعرضن له خلال فترة البلوغ، وعلى الرغم من أن النساء من جميع المواقع الجغرافية معرضات للخطر.

كما لاحظ علماء الاجتماع فإن هذا الانتهاك أكثر انتشارًا في منطقة أكثر من منطقة بشكل عام، وتمثل هذه الظاهرة الاجتماعية أعمال مضايقة وتحرش بالمرأة من قبل الرجال في الأماكن العامة، وقد عرف عالم الاجتماع السير فرنانديز عام 2016 ظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشارع بأنه تعليقات لفظية بذيئة وإيماءات جنسية غير لفظية والتحديق والصفير والإمساك والقرص والغمز والمطاردة والتعليق على جسد المرأة والنظر في الضحايا لجعلها تشعر بعدم الارتياح، ويتم انتقاد هذا القانون في جميع أنحاء العالم باعتباره عنفًا قائمًا على النوع الاجتماعي.

ما هي ظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشوارع

وقد وصف تقرير لظاهرة المضايقات أو المعاكسات في الشوارع عام 2018 بأن هذه الظاهرة بشكل عام بأنه  سلوك جسدي أو لفظي أو غير لفظي ذي طبيعة جنسية غير مرغوب فيه، والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة على إنه أي فعل ينتج عنه أو يحتمل أن يقود إلى أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء كانت تحدث في الحياة العامة أو الخاصة.

وقد يأتي مرتكبو هذه الظاهرة في الشوارع من جميع مناحي الحياة، ويمكن أن يكونوا أغنياء أو فقراء متعلمين أو غير متعلمين، فتيان أو رجال ناضجين أقارب أو غرباء سائقو عربات أو سيارات الأجرة وسائقي الحافلات والباعة الجائلين، وضباط شرطة المرور والزملاء، وعلى الرغم من أن غالبية الضحايا يتجنبون إثارة هذه المشكلة، إلا إنه يصعب عليهم العثور على أنثى لم تختبر هذا الفعل شخصيًا في مرحلة ما من حياتها.

وفي سياق هذه الظاهرة يتم استعمال التعبير اللطيف لإثارة غضب المرأة أيضًا للإشارة إلى مجموعة من هذه الأفعال ضد النساء، وعلى الرغم من أن المصطلح من أصل غربي، إلا أن هذه الظاهرة يتم ملاحظتها وتجربتها بشكل شائع في جميع البلدان في العالم.

وتطرح الدراسة الحالية الحجة القائلة بأن هذه الممارسة لا ينبغي أن تفسر على أنها متعة شارع غير ضارة، بل هي عمل خطير يستهدف النساء، ويُنظر إلى ظاهرة المضايقات والمعاكسات في الشوارع على أنها قضية شائعة تواجه النساء في جميع مناحي الحياة، وتشهد كل يوم عدة حوادث تتعرض فيها النساء للمضايقات الجسدية والاجتماعية والنفسية.

وقد أظهرت الدراسات أن الفعل ينطوي على آثار اجتماعية ونفسية على الضحايا من النساء، وعلى هذه الخلفية فإن هذا الدراسة هي محاولة لتسليط الضوء على مدى انتشار وخطورة القضية في العالم، وتشير هذه الدراسة إلى ضرورة التأكيد على ضخامة هذه الظاهرة والقضية الاجتماعية للفت انتباه عامة الناس ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية وصانعي السياسات تجاه آثارها الاجتماعية والنفسية على الضحايا من النساء، مع التركيز بشكل خاص على الضحايا من الإناث في جميع أنحاء العالم.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: