كان الفايكنج يقومون بعدة غزوات في دول الاسكندنافية وقد اشتهروا حينها بعمليات القتل والسلب التي كانوا يقومون فيها، حيث أنهم كانوا يشكلون خطر كبير على قارة أوروبا بشكل كبير، وقد أقام الفايكنج عدة مستعمرات في أوروبا من أشهر تلك المستعمرات كانت في مدينة دبلن الإيرلندية وفي جزيرة مان وفي أوروبا الغربية والمحيط الأطلسي وجُزر فارو وفي أمريكا الشمالية وفي آيسلندا.
غزو الفايكنج لإنجلترا:
في عام 793 ميلادي بدأت غارات الفايكنج على إنجلترا حيث كانت أول غاراتهم على الجزيرة المقدسة في إنجلترا، وقد قاموا بقتل الكهنة فيها وحرق الدير وقاموا بسلب المقتنيات الثمينة فيها، وتعتبر تلك الغزوة بداية عصر غزو الفايكنج، وقد كان للفايكنج العديد من أعمال العنف والتي كانوا يقومون فيها بشكل متقطع على شواطئ إنجلترا الغربية والشمالية، وقد كانت غارات الفايكنج عبارة عن غارات صغيرة في المدن الساحلية لإنجلترا، وعلى الرغم من صغر تلك الغارات إلا أنه كان يتم التخطيط لها بشكل كبير ودقيق.
وفي عام 840 ميلادي قام الفايكنج بغزو إنجلترا في فصل الشتاء وقاموا بقضاء فصل الشتاء فيها، في العام الثاني وصل الجيش الدنماركي العظيم والذي كان يتكون من الجنود الاسكندنافية “السويد، النرويج، الدنمارك” إلى إنجلترا وقاموا بتأسيس مجتمع الفايكنج الخاص فيهم حيث كان معظمهم يعمل في الزراعة والأعمال الحرفية وقد قاموا بالاستقرار فيها، ولم تتمكن الممالك الإنجليزية من التصدي لهم كونها كانت في حالة من الفوضى.
وقام بعد ذلك الفايكنج بغزو مملكة “نورثمبريا” الإنجليزية واعتبروها مملكة خاصة بهم، ثم بدأ الجيش الوثني العظيم بالوصول إلى إنجلترا وقاموا بغزو الكثير من الأراضي في إنجلترا، ثم قام الفايكنج بالذهاب إلى شمال إنجلترا، واعتمدوا مملكة “يورك” الإسكندنافية مركزاً لمملكة الفايكنج، إلا أن الملك “ألفريد العظيم” قام بالتصدي لهم وتمكن بإخراجهم من بلاده واسترجاع مملكة “يورك”.
وفي عام 947 ميلادي ظهرت بغد ذلك هجمات الفايكنج النمرويجية على إنجلترا، واستمر وجود الفايكنج فترة طويلة في الدنمارك، إلا أن صراعات الحكم التي كانت في الدنمارك أدت إلى إضعاف وجودهم فيها، وقد شارك الفايكنج بعدة حروب مع الجيش الإنجليزي والذين كانوا يعتبرون حينها أنهم بمثابة جيوشاًَ للملك.
غزو الفايكنج لأيرلندا:
قام الفايكنج بشن هجمات على أيرلندا واختلط الاسكندنافيين والفايكنج مع الإيرلنديين، وقد انعكست الثقافة الإسكندنافية على الثقافة ووالصناعات اليدوية في إيرلندا وبريطانيا، كما قام الفايكنج بالمتاجرة في الأسواق الإيرلندية، حيث تم العثور في إيرلندا على بعض الاقمشة القديمة والتي يعود أصلها إلى إنجلترا وبلاد فارس وآسيا الوسطى، وقام الفايكنج بعد ذلك بغزو الأديرة الموجودة على الساحل في غرب ايرلندا ومن ثم بدأوا في الامتداد غلى المدن الداخلية، وقد كانت شمال وشرق جزيرة أيرلندا من اقل المناطق التي تعرضت لغزو الفايكنج.
كما أنهم كانوا يقومون بعدة غارات متنقلة وكانوا يستخدمون أساطيلهم البحرية، وقاموا حينها ببناء قواعد بحرية لهم على السواحل الإيرلندية، قد كانت تعتبر مدينة “دبلن” الإيرلندية من أهم مستعمرات الفايكنج، وبعد ذلك الاستعمار اعتاد الإيرلنديين على وجود الفايكنج بينهم، حيث أنهم أصبحوا فيما بعد حلفاء وقد تزوجوا من بعضهم البعض.
وفي عام 832 ميلادي قام الفايكنج بغزو السواحل في شمال وشرق أيرلندا، وقد بدأت غزوات الفايكنج تزداد بعد ذلك بشكل كبير حيث أن رغبة القادة الإسكندافيين بدأت تزداد في الحصول على الثورة في غرب سواحل أيرلندا، وبعد ذلك تعدت غارات الفايكنج سواحل جزيرة إيرلندا وبدأ الفايكنج في التوغل داخل جزيرة أيرلندا وقاموا بغزو مدنها والسيطرة عليها.
وقد أصبح للفايكنج بعد ذلك عدة قواعد مركزية في جميع مناطق إيرلندا، وقام الفايكنج بإدخال أسطول بحري صغير إلى نهر “ليفي” والذي يتدفق في مدينة دبلن شرق إيرلندا وقاموا ببناء قاعدة بحرية لهم فيها، وحدث صراع بعد ذلك بين الإيرلنديين والفايكنج والذي استمر ذلك الصراع لمدة اربعون عاماً، وقد قام الفايكنج بعد ذلك ببناء عدة قواعد بحرية لهم في العديد من المدن الإيرلندية و أصبحوا يتنقلون عبر البحار في جميع مناطق إيرلندا.
وفي عام 1014 ميلادي شارك الفايكنج في معركة “كلونتارف” والتي تعد تلك المعركة من آخر المعارك التي شارك فيها الفايكنج، والتي كانت تلك الحرب بين الفايكنج مع الجيش الإيرلندي ضد الفايكنج المعادين لهم، وقد كانت تلك المعركة تجمع بين أقوى الجيوش وأكثرهم شراسة، حيث أنهم كانت توصف بالحرب غير الطبيعية.
