فتح رودس في العهد الأموي

اقرأ في هذا المقال


أحداث ما قبل فتح رودس

تقلصت أراضي الإمبراطورية البيزنطية إلى ما وراء آسيا الصغرى عندما تمت هزيمتهم في معركة ذات الصواري، ومع ذلك لم يتخلى الروم عن أراضي بلاد الشام التي تميزت بأهمية كبيرة من حيث موقعها الاستراتيجي واقتصادها القوي، وذلك من أجل المحافظة على وجودهم في المنطقة.

كان الخليفة معاوية بن أبي سفيان يتمتع بحنكة سياسية وذكاء إذ كان متيقظًا من أطماع البيزنطيين وحذرًا من عدم وجود قوات عسكرية لهم في المنطقة، فقرر التحصن بالعديد من القواعد العسكرية على الحدود والمناطق الجبلية التي تقع بالقرب من البيزنطينين، وأراد فتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية.

عندما أنشئت الدولة الأموية وأصبح الخليفة معاوية بن أبي سفيان، قرر الخليفة الأموي التجهيز لحملة عسكرية برية كبيرة من أجل فتح القسطنطينية، وعين قائدًا للحملة فضالة بن عبيد الأنصاري والذي استطاع التوغل بالأراضي البيزنطيّة وقد وصل إلى خلقدونية والتي تقع بالقرب من القسطنطينية، استمرت الحملة طول الشتاء وظل الخليفة الأموي يزود الحملة بالإمدادات والمؤن.

ألحق الخليفة معاوية بن أبي سفيان حملة عسكرية أُخرى بقيادة سفيان بن عوف الغامدي، وبسبب أهمية هذه الحملة أرسل الخليفة ابنه يزيد بقوة عسكرية، والتقى الجيشان الأموي والبيزنطي في الكثير من المعارك تحت أسوار العاصمة البيزنطية، إلاّ أنّ الأمويين لم يتمكنوا من الانتصار في هذه المعارك، وفشلوا في فتح القسطنطينية، وبالتالي اضطروا للرجوع إلى دمشق، وكان من شهداء هذه الحملة الصحابي أبو أيوب الأنصاري الذي كان برفقة يزيد بن معاوية، وتم دفنه عند أسوار القسطنطينية.

فتح رودس

لم يمنع فشل الأمويين في فتح القسطنطينية الخليفة الأموي عن التخطيط لحملة جديدة، وقرر السيطرة على الجزر القريبة من القسطنطينية، فيجعل منها قواعد عسكرية تساعده في نجاح الحملة، وتزود البحرية الأموية بالمؤون والإمدادات اللازمة.

أرسل الخليفة معاوية بن أبي سفيان في عام (53) للهجرة أسطول بحري وكان قائده جنادة بن أبي أمية الزهراني، من أجل فتح جزيرة رودس التي تقع في جنوب ليقية، وبالفعل وصلت القوات الأموية إلى هناك ووقعت العديد من الاشباكات بين الطرفين، واستطاع الأمويون الانتصار عليهم، وبعث خبرًا للخليفة يبشره بالانتصار الذي حققوه.

سارع الخليفة الأموي بإرسال الأُسر المسلمة وتوطينها هناك وقاموا ببناء حصن في الجزيرة وأرسل قوات من الدولة الأموية للدفاع عنها وحمايتها، واسخى عليهم بالعطايا والأموال، وأرسل العلماء لتعليم المسلمين الجدد تعاليم الإسلام، استطاع الخليفة أن يصبغ الجزيرة بالصبغة الإسلامية، وتمكن من إعلاء راية الإسلام في هذه الجزيرة البيزنطية، وذُكر أن الأمويون عندما فتحوا الجزيرة اخذوا بقايا تمثال الجزيرة العملاق الشهير إلى العاصمة الأموية.

المصدر: فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: