فريدريك الثاني ملك صقلية

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الإمبراطور الروماني المقدس ملك صقلية من سلالة هوهنشتاوفن الملوك الألمان واتسمت فترة حكمه بالنزاع المتواصل مع البابوية للاستيلاء على إيطاليا، حيث قام بقيادة الحملة الصليبية السادسة وتم تنصيبه ملكاً على القدس في سنة 1229.

لمحة عن فريدريك الثاني ملك صقلية

ولد فريدريك الثاني في جيسي سنة 1194 وهو ابن الإمبراطور هنري السادس وكان معروف بابن بوليا وأنجبته أمه كونستانس في سن ال 40 وروى أحدهم عن الإمبراطورة باعتبارها أميرة صقلية وعمة ويليام الثاني ملك صقلية، حيث توقع أن زواجها سيدمر صقلية مما يؤدي إلى خلعها وحبسها كإمبراطورة راهبة في دير للراهبات منذ طفولتها لتظل عازبة حتى تأخر خطوبتها لهنري في سن الثلاثين.

يقول البعض أن كونستانس أنجبت فريدريك في ساحة عامة لتجنب أي شك حول أصله باعتباره ابن جزار وتم تعميد فريدريك في أسيزي، حيث عند ولادة فريدريك أطلقت عليه والدته اسم قسطنطين وكان هذا الاسم الذي كان الشكل المذكر لاسم والدته بمثابة تعريف وثيق له بكل من تراثه النورماندي وإرثه الإمبراطوري من خلال قسطنطين الكبير أول إمبراطور مسيحي.

لقد ظل قسطنطين اسمه حتى تتويجه ملكاً على الرومان وتم إعطاؤه فقط أسماء أجداده ليصبح فريدريك روجر عند معموديته عندما كان في الثانية من عمره، حيث كانت ولادة فريدريك مصحوبة بالثرثرات والشائعات بسبب تقدم أمه في العمر وقت ولادته.

وفقاً لألبرت شتات وسالمبين لم يكن فريدريك ابن هنري وكونستانس ولكن تم تقديمه إلى هنري باعتباره ابنه بعد حمل كاذب، حيث تم وصف أباه الحقيقي بأنه جزار جيسي أو طبيب أو طاحونة أو صقار وارتبطت ولادة فريدرين بنبوءة ميرلين، حيث وفقاً لأندريا الذي كتب على مسافة ما، وغالباً ما كان يسجل مجرد ثرثرة معاصرة شك هنري في التقارير المتعلقة بحمل زوجته ولم يقتنع إلا بعد استشارة يواكيم فيوري وعرافة إريثرانية.

هنالك أسطورة لاحقة تزعم أن كونستانس أنجبت في ساحة جيسي العامة لإسكات المتشككين وأن ليست أي من هذه القصص صحيحة، على الرغم من أنه من الواضح أن كونستانس لجأت إلى ممارسات غير عادية لإثبات حملها وشرعيتها صرحت روجر هاودن بأنها أقسمت للأناجيل أمام الممثل البابوي أن فريدريك هي وابن هنري، ومن المحتمل أن يكون هذا التأكيد العلني بسبب سنها قد أدى إلى بعض الشائعات الكاذبة.

فريدريك الثاني ملك صقلية وتوليه الحكم

انتخب الصغير فريدريك ملكاً على الرومان في فرانكفورت ووريثاً لتاج أباه الإمبراطوري وتنازع شقيق هنري فيليب سوابي وأوتو الرابع على حقوقه في ألمانيا، حيث عند وفاة أباه كان فريدريك في إيطاليا متجهاً إلى ألمانيا عندما وصلت الأخبار السيئة إلى وصيه كونراد سبوليتو وعاد فريدريك على عجل إلى أمه كونستانس وتوج ملكاً في سنة 1198 عن عمر يناهز 3 سنوات فقط.

لقد كانت كونستانس ملكة صقلية بصفتها الشخصية ووضعت نفسها وصية على العرش وعند موتها خلفها البابا إنوسنت الثالث كوصي على فريدريك، حيث كان معلم فريدريك أثناء هذه المدة هو سينسيو الذي سيصبح البابا هونوريوس الثالث. حيث أصبح فريدريك على التوالي تحت قيادة والتر باليريا حتى سنة 1208 وعندما بلغ سن الرشد كانت مهمته الأولى هي إعادة تأكيد سلطته على صقلية وجنوب إيطاليا، حيث استولى البارونات والمغامرين المحليين على معظم السلطة.

حكم فريدريك مملكة صقلية جيداً وأسس جامعة نابولي سنة 1224 وجعل جامعة ساليرنو أفضل كلية طب في أوروبا وطوال حياته كان في صراع مع الباباوات والمدن الصاعدة في ألمانيا وإيطاليا، حيث أعجب فريدريك الثاني بالثقافة العربية الإسلامية وشجع دراستها وترجمتها.

خلال فترة حكمه أصبحت صقلية مركزاً مهماً لنقل الحضارة الإسلامية إلى أوروبا وأثار هذا الاهتمام حفيظة رجال الدين المسيحيين الذين اتهموه بالهرطقة والانحراف عن الدين، حيث أصبح فريدريك الثاني ملكاً على صقلية عندما كان لا يزال في الرابعة من عمره وأصبح رئيساً للإمبراطورية المقدسة قبل عيد ميلاده ال 21.

أراد توحيد ألمانيا وإيطاليا على الرغم من وجود العديد من الاختلافات في المزاج ووجهات النظر والطموح وكذلك اللغة والثقافة لكنه واجه مقاومة شديدة من الدول الإيطالية، حيث في سنة 1228 قام بتنسيق وقيادة الحملة الصليبية السادسة واستولى على القدس وأعلن نفسه ملكاً في العام التالي.

كان فريدريك رجلاً مثقفاً كان يرعى الفنون ويشجع العلوم وكانت هذه موضوعات يفهمها القليل من الناس، حيث أكسبته حكمته وعلمه سمعة طيبة واعتبر من أذكى الرجال في أوروبا ولقب بمعجزة العالم.

المصدر: مشاهير السياسة، علي محمدموسوعة القادة السياسيين، عبدالفتاح ابو عيشة قيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي، انتصار سبكيالحكام العرب في مذكرات الزعماء و القادة السياسيين، مجدي كامل


شارك المقالة: