فيلسوف المربين جون ديوي وأفكاره عن التربية القديمة

اقرأ في هذا المقال



استطاع جون ديوي أن يُظهر إفلاس التربية القديمة وعدم صلاحيتها لاعتمادها على الحشو والتلقين، ولقد كانت تُمثل الرأي القائل إنَّ الطفل وُجِدَ للمدرسة وتحوَّل هذا المفهوم إلى أنَّ المدرسة وجِدَت للطفل، وهذا دفع المُرَبين إلى ربط المدرسة بالحياة وجعلها على اتصال دائم بها وتُرشد التلاميذ على فهم القوى المُعَقَدة التي توجد في البيئة فلا تحصر المدرسة نفسها بين جدرانها وتتجاهل الحياة حولها بل هي مجتمع مُصَغّر يُعِدّ الأبناء على الحياة الاجتماعية ويدربهم على التعاون الاجتماعي والإخلاص للجماعة وللوطن.

الأمور الهامة في التربية من وجهة نظر المربين

1- تعاون البيت والمدرسة على التربية والتوجيه.
2-التوفيق بين أعمال التلميذ الاجتماعيَّة وبين الأعمال المدرسيَّة.
3- وجوب إحكام الرَّابطة بين المدرسة والأعمال الإنتاجية في البيئة.

رؤية جون ديوي حول المدرسة والتنشئة الاجتماعية

يرى جون ديوي أنَّ: ” لا يتسنَّى للمدرسة أن تُعِدّ الطلبة للحياة الاجتماعية إلَّا متى كان فيها ما يُمَثِّل الحياة الاجتماعية، والطريقة الوحيدة التي تُعِدّ الطالب للحياة الاجتماعية هي الانشغال بأعمال اجتماعيَّة وإذا قلنا إنَّ الطالب يستطيع أن يُكَوّن عادات اجتماعية بغير الاشتغال بأعمال اجتماعية، مثلاً كمن يُعلِّم الطفل العوم والسِّباحة بإتيانه حركات فوق اليابسة بعيدة عن البحيرة أو البحر”.
وتُعدّ الحياة والخبرات المدرسيَّة من أهمِّ العوامل التي تؤثِّر في المجال الاجتماعي للشباب ذلك لأنَّ البيئة المدرسيَّة تتصف بأنَّها أكثر تنوُّعاً في مجالاتها وخبراتها وعناصرها وأكثر اتساعاً في غرس خبراتها وعلاقاتها الاجتماعية وأثر الاستجابة لتطوُّرات المجتمع الخارجي وأقل خضوعاً للتقاليد البالية والتي تأتي تحتها الأسرة، والمدرسة أقرب إلى الجِدّ في معاملة تلاميذها والبُعد عن تدليلهم وبهذه الميزات تستطيع المدرسة أن تفعل الكثير في الضَّبط الاجتماعي السليم للطلبة وتقويم ما لديهم من عادات واتجاهات سليمة مع تدعيم السليم منها.

جون ديوي: الفيلسوف الذي شكل تفكير التربية الحديثة

تأثرت تربية القرن العشرين بشكل كبير بأفكار جون ديوي، الفيلسوف والمربي الأمريكي الذي قاد حركة التربية التقدمية. وُلد ديوي في عام 1859 ورحل عن عالمنا في عام 1952، وخلال هذه الفترة، قام بتطوير أفكار ثورية حول التعليم والتربية تركت بصمة لا تمحى على مشهد التعليم.

رؤية جون ديوي للتربية

التجربة والتعلم: يركز ديوي على أهمية الخبرة العملية والتجربة في عملية التعلم. يعتقد أن التعلم الفعّال يحدث عندما يكون الطلاب قادرين على تجربة المواقف والأنشطة العملية التي تعزز تفكيرهم وتفاعلهم الفعّال.

التركيز على الفرد: يشدد ديوي على أهمية تكامل التعليم مع حياة الفرد. يعتبر أن التعلم يجب أن يكون مرتبطًا بالتحديات والأهداف الحقيقية في حياة الطالب، وذلك لتحفيز الفهم والمشاركة الفعّالة.

تكامل المواهب والمهارات: يعتبر ديوي أن المدرسة يجب أن تكون مكانًا يسعى فيه الطلاب لتطوير مواهبهم ومهاراتهم. يروّج لتكامل التعلم بين المواد والمهارات، مما يؤدي إلى فهم أعمق وتطبيق أوسع.

رفض جون ديوي للتعليم التقليدي

التعلم النشط: يعارض ديوي نموذج التعليم الذي يقوم على الاستماع الاستقبالي والحفظ الآلي. يروّج بدلاً من ذلك لنموذج التعلم النشط الذي يتيح للطلاب المشاركة الفعّالة والبحث الذاتي.

التحفيز والاهتمام: يعتقد ديوي أنه يجب توجيه التعليم بحيث يثير اهتمام الطلاب ويشعل حماسهم للتعلم. يشدد على أهمية تصميم المناهج والأنشطة التي تعكس متطلبات واهتمامات الطلاب.

وراثة أفكار جون ديوي عن التربية

تركت أفكار جون ديوي تأثيرًا دائمًا على التربية، وما زالت تعتبر مصدر إلهام للمربين والباحثين حتى اليوم. يرى الكثيرون في رؤيته الشاملة والمرنة للتعليم نهجًا يجمع بين التحديات المعاصرة والحاجة إلى إعداد أجيال مستعدة لمواكبة متطلبات المستقبل.


شارك المقالة: