كيفية التقييم السلوكي المباشر لذوي اضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


كيفية التقييم السلوكي المباشر لذوي اضطراب التوحد:

تبين البحوث التربوية أن التحصيل العلمي داخل الصفوف في المدارس، له أثر وبصورة مباشرة على الاضطرابات السلوكية للأفراد التي من أخطرها تلك الممارسات العدائية التي تنتج من فئة قليلة نسبياً، والتي من المحتمل أن تصل نسبتها في أغلب الأحيان إلى (10%) من مجموع الأفراد، إن تواجد مثل هذه الفئة من الأفراد يسبب نشر هذه السلوكيات السلبية؛ ونتيجة لذلك وقوع أفعال ومخالفات من المحتمل أن تصل إلى درجة الجريمة، وبذلك تكون إدارة المدرسة غير قادرة على اتخاذ أي إجراء فعال ومفيد.

وبالتالي ينتهي دور الإدارة داخل المدرسة عند نقل الفرد أو أبعاده عن الصف، وذلك بعد تطبيق كافة آليات التقويم السلوكي، التي لا تساعد في علاج المشكلة، بل تقوم بنقلها إلى بيئة أخرى، وفي حالة عدم قدرة المدرسة عن نقل الفرد؛ فإن استمرار الطفل يسبب إضعاف البيئة التعليمية وإضعاف التحصيل العلمي للفئة الأكبر والأكثر جدية من الأفراد.

ومما لا شك فيه، فإن هذه الفئة القليلة تعد من الأفراد التي تستنزف جهود الإدارة داخل المدرسة، ووقت أفراد المدرسة عن متابعة هؤلاء الأفراد، ومحاولات الاحتواء على الدوام، لمعالجة سلوكياتهم السلبية والمؤثر في العملية التعليمية، ومن ذلك نتمكن من إبراز الحاجة إلى حل نحافظ من خلاله على ثروتنا البشرية، الذي يمثل الأفراد ذوي السلوكيات السلبية مهما قلّ عددهم، والحل نستطيع جمع هؤلاء الأفراد داخل مدرسة متخصصة؛ بهدف تقويمهم من الجانب السلوكي، من دون الانقطاع عن المتطلبات الأكاديمية لهذه الفترة الدراسية.

القوانين السلوكية لذوي اضطراب التوحد:

1- إن السلوك لا يحصل بالصدقة ولا يحصل بدون أسباب:

ولكن للسلوك أسباب محددة وإذا أخذنا الوقت المناسب لتحليل الوضع سيتم كشف تلك الأسباب، ونتيجة لذلك نتمكن من ضبطها وضبط السلوك.

2- يتأثر السلوك في اللحظة التي يحصل فيها:

حيث يتأثر السلوك بثلاثة أنواع من العوامل الأساسية، الخبرات الماضية والقابليات الوراثية والظروف البيئية المتزامنة، وعلى جميع الأحوال، لا تستطيع الأسرة ولا القائمين على حماية طفل الأوتيزم أو غيرهم تعديل السلوك بتعديل الوراثة أو بتعديل الخبرات الماضية، ونتيجة لذلك فإن القانون الأساسي في تعديل السلوك هو ضبط الظروف البيئية الحالية.

 3- إن الظروف البيئية الحالية ممكن أن تكون سابقة للسلوك:

أي أنها تحدث قبله أو أن تكون تابعة له أي أنها تحدث بعده، والأحداث التي لها أثراً كبير على السلوك، هي الأحداث التي تأتي بعد السلوك، ولهذا فإن القانون الثاني الضروري من قوانين تعديل السلوك هو تعديل نتيجة السلوك لتعديل السلوك نفسه، فالمبدأ الرئيسي في علم السلوك الإنساني هو أن السلوك محكوم بتوابعه.

فإن كانت توابع السلوك سلبية تقل فرصة الاحتمال لتكرار الفرد للسلوك، وفي حال كانت نتائج السلوك مرضية، وذلك إذا أخذ الطفل ما يريد بعد قيامه بسلوك معين، أو إذا تخلص من ما لا يريد بسبب السلوك، وفي حال كانت نتائج السلوك سلبية، وذلك إذا تعرض الطفل عند قيامه بالسلوك إلى الشيء الذي لا يحبه وبالتالي يؤدي قيامه بالسلوك إلى حرمانه من شيء يحبه بصورة أخرى.

إن من أكثر قوانين تعديل السلوك اهمية هو تعزيز الطفل، ويعني التقديم للطفل أشياء يحبها أو تخلصه من أشياء لا يحبها عندما يكون سلوكه ملائماً، وعدم تعزيزه أو تجاهله عندما يكون سلوكه غير ملائم يعد السلوك الإنساني ظاهرة معقدة، فالسلوك ممكن أن يكون ظاهراً، وممكن أن يكون خفياً، ولأنه ليس بإمكاننا تغيير السلوك غير الظاهر.

التشخيص لذوي اضطراب التوحد:

التشخيص هي العملية الرئيسية لمعرفة التوحد وبعدها يمكن إجراء التدخل العلاجي المبكر، وأدوات التشخيص لا تزال وغير قادرة على عملية التشخيص الكامل، وبشكل خاص في الوقت المبكر، هنا يتوجب  التأكيد على أن التشخيص لا يحصل لمجرد شكوى الأسرة من أن الفرد يعاني من مشكلة التواصل أو أن الفرد لديه صعوبات في التعامل الاجتماعي أو عدم التمكن من الإبداع.

فهناك أسباب كثيرة لذلك، ولكن يتوجب وجود قصور في جميع الجوانب الثلاثة بدرجة معينة، ومهما كانت ثقافة الأسرة ودرجة تعليمهم، فإن ملاحظة التغيرات في الفرد تكون متنوعة ومختلفة  كما تعتبر الثقافة العلمية والعملية عن التوحد لدى الأطباء غير المتخصصين محدودة، لذلك فإنه من الواضح ومن خلال تجارب أفراد ذوي اضطراب التوحد أن التوصل إلى عملية التشخيص كانت مسيرة تتصف بالصعوبة ومؤلمة وقاسية، وكانت هناك فروق كثيره قبل الوصول إلى عملية التشخيص.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن.3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة.4- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد.


شارك المقالة: