طرق منهجية في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


طرق منهجية في علم الاجتماع الطبي:

إن أغلبية بحوث علم الاجتماع الطبي تركز بالتحولات التي لا يمكن ملاحظتها بصورة مباشرة، فإن هناك حاجة كبيرة إلى مداخل منهجية متنوعة ودقيقة، تساهم في إلقاء نظرة على ما يحدث في الغموض خلف الأبواب المنغلقة، وإن عملية انتقاء الطرق والوسائل المنهجية ليست عملية نظرية ولا محايدة.

فقد نختار طريقة وأسلوباً منهجياً لا نألفه، أو نتصرف في البحث معتقدين بأن هناك تحولاً واحداً مستقلاً سائداً، وباقي التحولات تابعة، وبالتالي يمكن أن يثار الشك حول نتائج هذا الأسلوب المنهجي، ولا مخرج من هذا المأزق إلا باستخدام عدة طرق وأساليب منهجية للتحقق من الفروض واختبارها في الواقع من جانب، ودراسة بعض المشكلات باستخدام مدخل منهجي مرات متكررة على أيدي نفس الباحثين أو باحثين آخرين متنوعين من جانب آخر.

ومن هنا نلاحظ أن طرق البحث في علم الاجتماع الطبي تتشابه مع الطرق المستخدمة في بحوث علم الأوبئة وعلم الصحة، وللتعرف على الاضطراب الصحي واستجلاء مسبباتها ومعرفة تقدمها وكيفية الوقاية منها، وفي هذا الصدد يستخدم علماء الصحة العامة دراسات الحالة والتجريب المعملي، بقصد الإفصاح عن مجموعات الارتباطات القائمة بين المجتمع والصحة والمرض، وخاصة ما يتعلق بأسباب الاضطراب الصحي، والآثار التي تترتب عليها.

وفي الحقيقة إن المختص في علم الاجتماع الطبي ليس بعيد عن استعمال هذه الطرق المنهجية والاستناد عليها في بحوثه ودراساته، إلا أنه لا يستعمل بالضرورة نفس التحولات التابعة والمنفردة والدخيلة بنفس الاختيار، وقد يستخدم مصطلحات ومعاني بأسلوب مختلف، إلا أن منطق البحث بشأن الصحة والمجتمع لا يختلف بين هؤلاء العلماء، علماء الأوبئة والصحة العامة، وبين عالم الاجتماع الطبي.

الدراسات التي أجريت على الأمراض الوبائية عند أدوين شلدويك:

حدثت العديد من الدراسات على الأمراض المعدية والخطيرة، أفادتنا في معرفة أمراض البيئة، علاوةً على أنها قدمت بعض الطرق والأدوات المنهجية التي يستند عليها علم الاجتماع الطبي، ولعل الدراسات التقليدية الشهيرة التي أجراها أدوين شلدويك على الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، والبحث عن الحالة الصحية للطبقات العاملة، فقد وضعت هذه الدراسات على الأسس العلمية التجريبية في علم الأمراض المعدية، وخاصة الإجراءات المنهجية التي نلحقها قبل إجراء التجربة، والقوانين التي نلتزم بها فيما بعدها، وكذلك بيّنت كيفية اتخاذ المرض تغيرات منفردة بواسطتها يقيس الاضطراب الصحي والاجتماعي، بالإضافة إلى شرح وتفسير تأثير البيئة على الصحة.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: