كيف ترعى الخدمة الاجتماعية الشباب اجتماعيا

اقرأ في هذا المقال


إنَّ مرحلة الشباب هي المرحلة التي يتم فيها استكمال عمليات التطبيع الاجتماعي، فإنَّ الخدمة الاجتماعية تهتمُّ برعاية الشباب اجتماعياً عن طريق إكسابهم القِيَم الاجتماعية المُتعدّدة التي تُساعدهم على النجاح في أداء أدوارهم الاجتماعية.

إلى ماذا تسعى الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الشباب اجتماعيا

  • أول القِيَم التي تسعى الخدمة الاجتماعية إلى تعليمها وتدعيمها عند الشباب هي تحمُّل المسؤولية والشعور بها، والقيام بأعبائها وذلك عن طريق الأنشطة والبرامج المختلفة التي تتيح الفُرَص أمام الشباب لِتحَمُّل المسؤوليات التي يتم توزيعها عليهم، ممّا يُناسِب قدراتهم وإمكانياتهم ويُدرِجها لهم حسب استطاعتهم حتى ينجحوا في أدائها، حيث إنَّ النجاح يؤدّي إلى المزيد من النجاح.
  • كما تسعى الخدمة الاجتماعية عندما ترعى الشباب اجتماعياً إلى تنمية مشاعر الحب والوِدّ المُتبادَل بين الآخرين، واحترامهم كقيمة اجتماعية هامّة تُساعِدهم على التآلف والترابط والتعاون، وعندما ينتشر الحب ويَعمّ الوِدّ تقوى العلاقات وتُحتَرَم القيادات، ويَنشَط الجميع في أداء واجباتهم وتحمُّل مسؤولياتهم، وتنمو شخصياتهم، وهناك الكثير من الأنشطة والبرامج التي تُصَمَّم وتُخَطَّط خصيصاً لتنمية مشاعر الحب، وتدعيم علاقات المودة، وتعليم احترام الآخرين.
  • إنَّ التعاون كقيمَة اجتماعية يتم تعليمها للشباب من خلال ممارستها عمليّاً وليس عن طريق النصح والإرشاد، حيث إنَّ الشباب في هذه المرحلة ينفِرون من النُّصح ولا يتقبلون الإرشاد إلّا إذا طلبوه بأنفسِهم، وكانت من شخص يثقون بهِ بدرجة كبيرة، والخدمة الاجتماعية بِما لديها من طرق علمية وأخصائيون مُدَرَّبون قادرة على التأثير في الآخرين عن طريق النُّصح والإرشاد، ولكنها لا تكتفي بذلك بل تتيح الفرص العملية للممارسة الفعلية من خلال الأنشطة والبرامج المختلفة، والشباب لا يريدون أن يسمعوا كلام يُرَدّد بل كقيمة تُمارَس حيث يلمسون آثارها ويُحسون بنتائِجها، ومن خلال الأنشطة التي يُحبها الشباب نُعَلمَهم التعاون ونجعلهم يُمارسونَه بأنفسهم مثال: الفِرَق الرياضية لا تصل إلى الفوز إلَّا بتعاون كافة الفريق وغيرها من الأنشطة والبرامج التي من خلالها يتعلَّم الشباب المسؤولية والتعاون، وعندما يتعلمون التعاون سوف ينبذون الأنانية، وينمو بينهم الشعور والترابط والحب، وبذلك تقوى العلاقات والبناء الاجتماعي.
  • ومن القِيَم التي تسعى الخدمة الاجتماعية إلى تعليمها للشباب أيضأً قيامهم بالواجبات المفروضة عليهم واحترامهم لحقوق الآخرين، وذلك من خلال الأنشطة والبرامج التي يَشعر الشباب من خلالها بواجباتهم المفروضة عليهم من قِبَل جماعة النشاط والحقوق التي يجب أن يحترموها للآخرين، وعندما يتعلمون ذلك أثناء تلك الأنشطة فإنهم سوف يُمارِسونها أثناء تفاعلهم مع المجتمع، وبذلك يَكتسبون الكثير من المهارات التي تُساعدهم على النضج الاجتماعي، ومن خلال الترفيه والتسلية يتم تعليم وتدعيم القِيَم الاجتماعية عند الشباب.
  • كما تسعى الخدمة الاجتماعية أيضاً إلى تقوية الشعور بالانتماء للوطن، والعمل من أجل رِفعَته وذلك عن طريق الأنشطة والبرامج التي تُصَمّم وتُخَطّط بهدف تقوية الشعور بالانتماء والنشاط والعمل من أجل تقدمها وتحقيق أهدافها، وإذا تَعوَّد الشباب على ذلك ازداد حبّاً للوطن وقَوِيَ شعورهم بالانتماء إليه، وصار هدفهم العمل من أجل إنمائه، والعمل على تقدُّمه، وخاصةً وإن كان هذا المجتمع من المجتمعات الآخذة في النمو بعد أن عرفت طريقها إلى التغير الاجتماعي والتقدم العلمي والتكنولوجي، ويقول “آلبورت”: إنَّ التقدم العلمي والتكنولوجي والتغيُّر الاجتماعي يُحتمُّ إعداد الشباب وله مستفيدين بحكمة الماضي وخبرة الحاضر وأمل المستقبل، وذلك لتدعيم القِيَم المرغوبة في تربية الشباب من خلال ما نُعِدُّه لهُ من برامج وأنشطة.
  • والخدمة الاجتماعية تسعى جاهدةً إلى إعداد الشباب وتعليمهم القِيَم المختلفة من خلال عملها في مؤسَّسات رعاية الشباب المختلفة، والتي زودتها بأخصائيين اجتماعيين مُعَدِّين إعداداً جيداً للعمل في مجال رعاية الشباب والخدمة الاجتماعية تُتَرجم هذا الكلام المكتوب إلى قِيَم تُمارَس خلال جماعات الشباب التي تُكَوَّن خصيصاً لتحقيق هذه الأهداف، وكذلك من خلال مواقف القيادة والتبعية التي يُمارسونها من خلال أنشطة الخدمة الاجتماعية وبرامجها.

شارك المقالة: