كيف توفي الحجاج بن يوسف الثقفي

اقرأ في هذا المقال


موت الحجاج بن يوسف الثقفي:

في عام 95هـ ظفر الحجاج بن يوسف الثقفي بسعيد بن جبير، وحصلت بينهم حوارات انتهت بمقتل ابن جبير، وكان آخر ما قاله قبل أن يأمر الحجاج بقطع عنقه: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، استحفظك بها حتى ألقاك يوم القيامة، فأنا خصمك عند الله، بلغ مقتل سعيد للحسن البصري فقال: اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج.

كيف مات الحجاج بن يوسف الثقفي؟

كان هلاك الحجاج بن يوسف بعد قتله لسعيد بن جبير بأيام قليلة، وذُكر أن سعيد دعا على الحجاج قبل أن يموت بألا يسلط الله الحجاج على أحد، وكان سبب قول الحجاج بأن المرض قد بدأ ينتشر في جسده ويهلكه، وبدأ الدود يخرج من معدته وهو ما يعرف بسرطان المعدة، وكان قد أشرف على علاجه طبيب تياذوق، وكان من أمهر الأطباء ويعالج الأكاسرة، وله العديد من المؤلفات.
فرح أهل العراق بمرض الحجاج بن يوسف وقرب موته، حتى أن أبا المنذر يعلي بن مخلد المجاشعي قَدِمَ الحجاج وقال له: كيف ترى ما بك يا حجاج من غمرات الموت وسكراته؟ فرد عليه الحجاج: يا يعلي غماً شديداً وجهداً حميداً وألماً مضيضاً ونزعاً جريضاً وسفراً طويلاً وزاداً قليلاً فويلي ويلي إن لم يرحمني الجبار.
فقال له يعلي: يا حجاج، إنما يرحم الله من عباده الرحماء الكرماء أولي الرحمة والرأفة والتحنن والتعطف على عباده وخلقه، أشهد أنك قرين فرعون وهامان لسوء سيرتك وترك ملتك وتنكبك قصد الحق وسنن المحجة وآثار الصالحين، قتلت صالحي الناس فأفنيتهم وأبدت عترة التابعين فبترتهم وأطعت المخلوق في معصية الخالق، وهرقت الدماء وضربت الأبشار وهتكت الأستار وسست سياسة لا الدين أبقيت ولا الدنيا أدركت.
وعندما توفي الحجاج بن يوسف الثقفي فرح الناس لموته، وخرَّ كل من عمر بن عبد العزيز والحسن البصري ساجدين لله تعالى، وبكى إبراهيم النخعي من شدة الفرح، وتم دفنه في مدينة واسط التي قام ببنائها، وعفي قبره وأجري عليه الماء، ولكن الحجاج لم يترك أي إرث من خلفه إلا ثلاثمائة درهم ومصحفاً ومائة درع موقوفة.
وذكر الطبري أن الحجاج عندما أتته المنية استخلف ابنه عبد الله بن الحجاج على الصلاة، أي أن يصلي إماماً بالناس، وكان ولاية الحجاج قد استمرت لمدة عشرين عاماً، كما أنه استخلف يزيد بن أبي كبشة على البلاد للصلاة والحرب، وأوكل مهمة الخراج ليزيد بن أبي مسلم، وبعد وفاة الحجاج أبقى الوليد بن عبد الملك عمال الحجاج في مناصبهم.
حزن الوليد بن عبد الملك حزناً شديداً على وفاة الحجاج بن يوسف، وجلس يتقبل العزاء، وقد توفي بعد الحجاج بتسعة أشهر، وتولَّى سليمان بن عبد الملك الخلافة من بعده وهو أشد الناس كرهاً للحجاج.

المصدر: كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية بني أمية، منصور عبد الحكيمكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب أطلس تاريخ الدولة الأموية، سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوثكتاب الدولة الأموية ومقوماتها الإيديولوجية والإجتماعية، بثينة بن حسين


شارك المقالة: