ماهي سياسة الحاجب المنصور في الأندلس

اقرأ في هذا المقال


الحاجب المنصور

كان الحاجب المنصور وزير الأندلس الملقب بمحمد بن أبي عامر، ولد سنة (939) وتوفي سنة (1002)، وعرفه المسيحيون بالمنزور، وكان من أعظم المحاربين في الأندلس، خلال فترة العصور الوسطى، تسببت الاضطرابات العسكرية والنزاع على السلطة في حدوث الأزمة الأولى في سلطة الخلافة الأموية، في العاصمة قرطبة، هناك نظريات مختلفة حول موطنه الأصلي، حتى اليوم حول ما إذا كان من الموحدين أو من السلافيين.

سياسة الحاجب المنصور في حكم الأندلس

حددت سجلات قشتالة تاريخ (977) كأول مرة يقوم بها الحاجب المنصور بالغزو عندما وصل لنهر دويرو، وتحديداً إلى بانيوس دي ليديسما، في العام التالي وصلت بعثة جديدة أخرى إلى كويلار، كانت الاشتباكات الأولى للمنصور تهدف إلى الحفاظ على قلعة جورماز المهمة.

تعتبر قلعة جورماز هي القلعة الاستراتيجية الواقعة بالقرب من دويرو التي احتلها فرنان غونثالث كونت قشتالة في عام (960) والتي أعاد بناءها سكان قرطبة في عام (965) ومع ذلك عاد فرنان غونثالث كونت قشتالة لاحتلال القلعة في عام (978)، كان رد فعل سكان قرطبة متوقعًا، حيث هاجم المنصور ونهب سيبولفيدا وليديسما في عام (979)، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالسكان المسيحيين على الرغم من حقيقة أن الهدف النهائي، استعادة قلعة جورماز كان قد فشل.

في نفس الوقت كان الحاجب المنصور الذي عاد إلى قرطبة، منذ وفاة الخليفة الحكم الثاني (977) تركت له خلافة الأندلس وقد حاوطها الخطر من جميع الاتجاهات، بعد تعيين الخليفة الجديد، هشام الثاني، توجه جميع مستشاري قرطبة للصراع، بمهارة وخبث في صراع عنيف على السلطة وذلك لأن الخليفة كان لا يزال صغيرًا.

كان أحد الأطراف الذين صارعوا للحصول على الحكم هو برمودو الثاني ملك ليون، والد زوجة المنصور، ومع ذلك بدأ المنصور في الاستفادة من الشعبية غير العادية لانتصاراته التي حققها ضد المسيحيين التي أدت إلى القضاء على من يحاولون تولي الحكم، واحدًا تلو الآخر، بما في ذلك والد زوجته، وجميع المنافسين في السلطة.

لتنفيذ مثل هذه السياسة، كان المنصور موضع ترحيب، وحتى بمساعدة صبح البشكجية، والدة الخليفة الجديد والسلطانة، كلاهما كان مسؤولاً بشكل مباشر عن تولي حكومة الخلافة، بينما كان هشام الثاني مازال صغيرًا وموجود في قصر مدينة الزهراء في مدينة الزهراء، بعد ذلك تم تعيين المنصور أميرًا للأندلس كوصي على العرش لوحده، في ذلك الوقت بلغت الأندلس من الناحية العلمية أفقا طويلة، وهو الأمر الذي لم يره أحد في عهد تنازع الأمراء على السلطة.

بعد اتساع الخلافة وتطورها عين المنصور عبد الرحمن بن متيو واليًا لطليطلة وذلك لإخماد محاولات التمرد التي قد تحدث بعد اتساع الخلافة وتطورها في جميع المجالات السياسية والاجتماعية، في قرطبة قام المنصور بإحاطة نفسه بأبناء شعبه، حيث عين ابنه عبد الملك والي الحدود العليا لدويرو وشكل حرسه الشخصي من قبل العسكريين الأمازيغ السلافيين.

كانت السياسة المتبعة، هي إرضاء سكان قرطبة، فقد رأى كيف ساهمت القوة العسكرية في جعل الضرائب أقل بسبب عائدات غنائم الحرب الكبيرة، استمر المنصور في قيادته القوية، في السنوات التالية، لا سيما في عام (981)، تمكن أخيرًا من استعادة قلعة جورماز، كان هذا العمل العسكري الذي كان له هدف مزدوج وهما احتواء مسيحيي الشمال ومراقبة أعدائه.

المصدر: ابن خلدون, عبد الرحمن (1999). كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاونهم. دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت. ISBN 977-238-034-1.العذري, أحمد بن عمر بن أنس. نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار، والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك. منشورات معهد الدراسات الأسلامية في مدريد.المقري1, أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد (1968). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المجلد الأول والثالث. دار صادر، بيروت.ابن حزم, علي (1987). رسائل ابن حزم الأندلسي. المؤسسة العربية للدراسات والنشر - تحقيق إحسان عباس.


شارك المقالة: