ما هو الاستيطان الأنجلوسكسوني في بريطانيا؟

اقرأ في هذا المقال


الاستيطان الأنجلوسكسوني في بريطانيا:

قام الأنجلوسكسوني خلال فترة تنقلهم بالإقامة في إنجلترا ومن ثم بالتنقل حتى وصلوا إلى بريطانيا الرومانية، وكان لهم دور كبير في التأثير على اللغة والثقافة البريطانية وقد كانت لغة الأنجلوسكسونين على الأغلب لغة ألمانية، وقد استمر حكمهم في بريطانيا لمدة قرنين في بداية القرن الخامس ميلادي، والتي استمرت حتى انتهى حكم الإمبراطورية الرومانية.

الأنجلوسكسونيون في بريطانيا:

عندما أقام الأنجلوسكسونيون في بريطانيا تمكنوا من إخراج الرومان منها وقاموا بتأسيس ممالك في شرق وجنوب بريطانيا ومن ثم قاموا بتوسيع مستعمراتهم حتى وصلت إلى إنجلترا، وخلال فترة إقامتهم قاموا بأعمال العنف والقتل ضد الرومان البريطانيين، كما قاموا بعمليات التخريب والحريق في المدن البريطانية، وحسب أراء المؤرخين وعلى الرغم من التأثير الكبير للمهاجرين من قبائل الجرمان على بريطانيا، إلا أنّ أعدادهم كانت كثيرة وكانوا من الفرسان المقاتلين ولم يتم هجرة كافة القبائل إليها.

تاريخ الاستيطان الأنجلوسكسوني في بريطانيا:

خلال فترة إقامة الإمبراطورية الرومانية كانت بريطانيا جزء منها، ومن ثم قامت الثورات والتمردات ضد الحكم الروماني لبريطانيا، ليتم فصلها عن الإمبراطورية الرومانية وتعيش في حالة بريطانيا شبه الرومانية، وبدأت الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة تخسر الكثير من أراضيها على الرغم بقائها مسيطرة على بلاد الغال، لكنها كانت في حالة من الانهيار التدريجي وخاصة عند قيام الكثير من الدول التابعة لها المطالبة بالانفصال والحصول على الحكم المستقل.

عندما اتصلت بريطانيا عن الإمبراطورية الرومانية، قامت بإعادة بناء المدن فيها، وفي القرن الخامس ميلادي قامت ببناء الحمامات ومد خطوط أنابيب المياه، فكانت بريطانيا في تلك الفترة تعيش في حالة من التقدم والازدهار، وبدأت بريطانيا تعيش في حالة من التقدم الاقتصادي الكبير وأصبح سكانها من أغنى سكان المنطقة وخاصة مع عدم دفعهم للضرائب، الأمر الذي جعلهم يعيشون في الملذات وينشغلون عن احتمالية تعرضهم إلى الغزوات، فكانت الحالة التي تعيشها بريطانية فرصة للغزاة، لغزوها والسيطرة على خيراتها.

مع نهاية القرن الخامس ميلادي بدأت قبائل الجرمان بالهجرة إلى دول أوروبا، وقامت شعوب الأنجلوسكسونيين بالهجرة إلى بريطانيا، فحسب الدراسات بأنّ شعوب الأنجلو منفصلون عن شعوب السكسونيين، وكان كل شعب منهم يقيم في أقاليم مختلفة، وتم تسميتهم باسم الأنجلوسكسونيين؛ من أجل تميزهم عن القبائل الجرمانية الأخرى، وحسب أراء المؤرخين أنّ أصلهم يعود إلى منطقة مقاطعة ساكسونيا الألمانية القديمة.

على الرغم من حالة التقدم والازدهار التي كانت تعيشها بريطانيا في القرن الخامس ميلادي، إلا أنّها كانت بدأت تعاني من الخسائر والتخريب نتيجة الغزو الجرماني لها وانشغالها بالملذات، فعند غزو الأنجلوسكسونيين لها لم يكن بإمكانها المقاومة والتصدي لهم؛ ممّا جعلها تقع تحت حكمهم، وكانت القبائل الجرمانية في ذلك الوقت تسيطر على عدة مقاطعات رومانية، وعند سقوط الإمبراطورية الرومانية قامت قبائل الجرمان بالعمل على ضم بريطانيا إلى جنب تلك المقاطعات وأخضعتها إلى حكمها.

في ذلك الوقت كانت القبائل الجرمانية تقوم بغزو كافة المقاطعات والمستعمرات التابعة للإمبراطورية الرومانية، حيث قامت قبائل الوندال بالسيطرة على مستعمرة شمال أفريقيا والتي كانت تابعة للحكم الروماني، وعند غزو الجرمان لبريطانيا، كانت هناك عدة قبائل قامت بغزوها وتقسيمها إلى عدة أقسام، وكان من تلك القبائل هي قبيلة الفريزيون والأنجلويون، ليتم بذلك وقوع بريطانيا تحت حكم تلك القبائل وتحت حكم سكانها، لتصبح بذلك التقسيم تعاني من التفكك والضعف.

أصبحت بريطانيا بوجود العدد الكبير من القبائل فيها ووجود الشعب الروماني من قبل بالإضافة إلى سكانها تعاني من تعدد الجنسيات والذين كانوا يزدادون بشكل كبير؛ ممّا دفعها إلى القيام بنقلها بشكل مستمر إلى إمبراطورية الفرنجة وذلك ليتم وضعهم في مناطق نائية غير مأهولة بالسكان، أصبحت بريطانيا تعاني لفترة من الفوضى وعدم إمكانها السيطرة على أراضيها، وفي القرن السادس ميلادي عادت الإمبراطورية الرومانية لمحاولة استعادة بريطانيا، لكن محاولاتها لم تأتي بأية فائدة.

على الرغم من وقوع بريطانيا تحت حكم القبائل الجرمانية، إلا أنّها بقيت محافظة على اللغة الإنجليزية القديمة ولم يتم التحدث باللغة الألمانية الجرمانية إلا في بعض المناطق وبشكل ضعيف، وكانت اللغة الجرمانية في ذلك الوقت يتم التحدث فيها في معظم الدول الأوروبية، ومع بداية القرن الثامن ميلادي أخذت اللغة الإنجليزية القديمة في الانتشار في كافة أوروبا.

المصدر: العربي -2001موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017


شارك المقالة: