ما هي أسباب اضطرابات النطق لدى الأطفال؟

اقرأ في هذا المقال


أسباب اضطرابات النطق لدى الأطفال:

  1. ضعف السمع:
    يؤدي ضعف السمع عادة إلى اضطرابات لغوية ونطقية، حيث تزداد شدة هذه الاضطرابات بزيادة درجة ضعف السمع لدى الأطفال، فضعف السمع الشديد يمنع الفرد من سماع الأصوات المحيطة به وأحياناً سماع صوته أيضاً، فمن الملاحظ أن ضعاف السمع في العادة يحذفون الصوامت من أول الكلمات وآخرها، كما يستبدلون الأصوات المجهورة بالأصوات المهموسة والأصوات الأنفية بالأصوات الفمية، بالإضافة إلى تشويه نطق بعض الأصوات وخاصة الأصوات الاحتكاكية.
    فإن الذين يعانون من ضعف سمع متوسط إلى الشديد، يظهرون الصفات الصوتية فوق مستوى الكلمة، حيث يكون بشكل يختلف عن تلك الصفات الموجودة لدى الأفراد الذين يتمتعون بسمع طبيعي، فغالباً ما يتحدث هؤلاء الأفراد بسرعة أقل من ذوي السمع الطبيعي؛ بسبب الإطالة الزائدة لمدة نطق الأصوات الكلامية واستخدام المتكرر للوقف أثناء الكلام وانتقالهم البطيء من صوت إلى آخر.
  2. التشوهات التركيبية في الفم والوجه:
    إن أعضاء النطق الموجودة في الفم مسؤولة عن إنتاج الأصوات الكلامية، حيث يتوجب على اخصائي معالج النطق فحص آلية عمل هذه الأعضاء، كذلك إصدار أحكام على تركيب أو وظيفة كل من هذه الأعضاء، فيحاول الأخصائي تحديد العلاقة بين الإنتاج النطقي السليم والاخلافات التركيبية للفم والوجه، التي قد تتراوح بين تشوهات تركيبية بسيطة وتشوهات واضحة في منطقة الفم والوجه.
  3. خلل في الشفتان:
    إن التقاء الشفتين ضروري لإنتاج الأصوات الشفوية (ب، م)، كما أن استدارتهما ضرورية لإنتاج صوت (و)، فإن أي اضطراب أو إصابة تؤثر على عضلات الشفاه؛ مما يؤدي إلى صعوبة أو إعاقة لعملية تقارب الشفتين أو استدارتهما ستؤدي إلى نطق خاطئ لهذا الأصوات، فمن أشهر هذه الحالات الشفة الأرنبية هي تشوّه خلقي يؤدي إلى انشقاق في الشفة العليا لدى الأطفال.
  4. خلل في الأسنان:
    تساهم الأسنان السليمة في إنتاج عدد من الأصوات بشكل صحيح، فصوت (ف) ينتج عن التقاء الأسنان العليا مع الشفة السفلى، حيث تتطلب الأصوات (ث، ذ، ظ) وضع اللسان بين الأسنان، أما الأصوات الاحتكاكية اللثوية فتنتج عن احتكاك الهواء بعد مروره من منطقة التضييق بالأسنان العليا.
    ومن مشاكل الأسنان التي تؤثر على نطق الأصوات الكلامية فقدان الأسنان الأمامية، والذي قد يؤثر في نطق الأصوات (ف، ث، ذ، ظ، س، ص، ز). فحالات سوء إطباق الفكين تؤثر على نطق الأصوات الكلامية و خاصة في الحالات الشديدة، مع احتمالية أن لا يواجه بعض الأطفال الذين يعانون من سوء إطباق الفكين اضطرابات في النطق.
  5. خلل في اللسان:
    يعتبر اللسان أكثر أعضاء النطق أهمية في عملية إنتاج الأصوات الكلامية، حيث يكون اللسان قصيراً نسبياً لدى الأطفال حديثي الولادة ثم يزداد طوله مع تقدم الطفل في العمر، فمن الاضطرابات التي تصيب اللسان ما يُسمَّى بربط اللسان، فيمكن لربط اللسان أن يؤثر على نطق صوت (ر) بشكل خاص؛ لأنه يمنع طرف اللسان من الوصول إلى سقف الحلق القاسي حيث لا يتم إنتاج صوت (ر).
    فيعتقد بعض الناس أن جميع الاضطرابات النطقية تنتج عن ربط في اللسان، لذلك فهم يراجعون الأطباء لقص هذا الربط إن وجد؛ ذلك للسماح للسان بالتحرك بحرية أكبر، حيث يعتقدون أن هذا الإجراء يكفي وحده لعلاج اضطرابات النطق، إلا أن اضطرابات النطق تتطلب تشخيصاً دقيقاً من الاختصاصي وإعداد خطة علاجية.
  6. سقف الحلق:
    يُشكّل سقف الحلق (الصلب واللين) مكاناً رئيسياً لإنتاج معظم الأصوات الكلامية، حيث تتأثر قدرة الطفل على إنتاج هذه الأصوات في حالات انشقاق سقف الحلق، فقد يحدث انشقاق سقف الحلق في منطقة سقف الحلق اللين فقط، وقد يحدث في منطقة سقف الحلق الصلب وقد يحدث في كليهما، فقد يمتد الانشقاق من الشفة العليا وحتى نهاية سقف الحلق اللين.
    وإن كثير من الأفراد الذين يعانون من تشوهات تركيبية في أي من أعضاء النطق، كما يعانون أيضاً من اضطرابات نطقية، إلا أن العلاقة بين التشوهات التركيبية وإنتاج الأصوات الكلامية ليست موجودة دائماً.
  7. الاضطرابات العصبية الحركية:
    يتكوَّن الجهاز النطقي من مجموعة من الأعضاء والعضلات والعظام وتنتج الأصوات الكلامية، فجرّاء حركات معينة تقوم بها عضلات الجهاز النطقي تتم إنتاج الأصوات الكلامية بالطريقة المناسبة، فإذا تعرَّضت العضلات أو الأعصاب المرتبطة بها إلى أي ضرر، يعيق واحد أو أكثر من هذه الوظائف العصبية الحركية؛ فإن قدرة الجهاز النطقي الحركية ستتأثر، فهذا بدوره سيؤثر على إنتاج الأصوات الكلامية بما في ذلك عمليات التنفس والتصويت وإغلاق المجرى الأنفي.
  8. الذكاء:
    تم الاتفاق على وجود علاقة إيجابية ضعيفة بين الذكاء والأداء النطقي ضمن معدل الذكاء الطبيعي، كما تبيّن من خلال الدراسات أن هناك ترابطاً أكبر بين الذكاء والأداء النطقي عند الأطفال الذين يعانون من إعاقات عقلية، فإن الاضطرابات النطقية لدى الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون تظهر على شكل أنماط غريبة، عند مقارنتها بالاضطرابات النطقية لدى الأطفال الذين يتمتعون بمستوى ذكاء طبيعي.
  9. جنس الطفل:
    لقد دلَّت بعض الدراسات على أن الأداء النطقي لدى الإناث أفضل قليلاً منه لدى الذكور، فعلى الرغم من عدم دقة هذه الدراسات خصوصاً وأن الفارق الذي ظهر في هذه الدراسات لا يكاد يذكر، إلا أن الملاحظ في عيادات معالجة الاضطرابات النطقية أن معظم الأطفال الذين يتلقون معالجة من الاضطرابات النطقية هم من الذكور، فيدل ذلك على أن الأطفال الذكور مُعرّضين للاضطرابات النطقية أكثر من الإناث.
  10. الحالة الاجتماعية والاقتصادية:
    لقد دلَّت الدراسات على أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية لا تعتبر من العوامل القوية المؤثرة التي تؤدي إلى اضطرابات نطقية، فمن الملاحظة أن الأطفال الذين يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية متدنية، يعانون من اضطرابات نطقية أكثر من الأطفال الذين يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية أفضل.
  11. الترتيب الولادي:
    أثبتت بعض الدراسات أن المهارات النطقية لدى الطفل الأول والطفل الوحيد في الأسرة أفضل من مهارات الطفل الثاني أو الثالث في العائلة، كما يلعب الفرق في العمر بين الإخوة دوراً في نمو المهارات النطقية، فكلَّما قلّ الفرق في العمر بين الأطفال زادت احتمالية ظهور الاضطرابات النطقية عند الطفل الأصغر لمن يكبره سناً، فإن كان الطفل الأكبر قد وصل إلى مرحلة اكتسب فيها مهارات لغوية جيدة، فسيكون قدوة جيدة لأخيه الصغير والعكس صحيح.
  12. تطور اللغة:
    يعتبر إنتاج الأصوات الكلامية والفونولوجي أحد مكونات اللغة، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نطقية شديدة يعانون أيضاً من تأخر في اكتساب اللغة، لكن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نطقية بسيطة لا يعانون من تأخر في اكتساب اللغة.
  13. التمييز السمعي:
    أجريت بعض الدراسات على التمييز السمعي لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نطقية، فدلَّت نتائجها على أن العلاقة بين التمييز والاضطرابات النطقية غير قوية؛ أي أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات في التمييز السمعي ليش من الضروري وجود اضطرابات نطقية لديهم.

المصدر: 1_ أحمد الدوايدة وياسر خليل.مقدمة في اضطرابات التواصل. الرياض:الناشر الدولي.2_منى الحديدي وجمال الخطيب.مدخل إلى التربية الخاصة.عمان:دار حنين للنشر.3_إبراهيم الزريقات.اضطرابات الكلام واللغة التشخيص والعلاج.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: