ما هي الإدارة في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


الإدارة في الخدمة الاجتماعية

هناك عِدَّة تعريفات لمفهوم الإدارة في الخدمة الاجتماعية، ويُلاحَظ أنَّ الخدمة الاجتماعية في تطوّرها لرعاية الناس، وتوفير العون لهم جاءت بطرق وأساليب ما يُمَكِنها من تحقيق أهدافها وغايتها، والخدمة الاجتماعية تُمارِسُ طرقها في مُنَظَّمات حكومية وأهلية، وهناك مجموعة من المُتَغّيرات أكَّدت للمُمارِسين أهمية العمليات الإدارية كطريقةٍ مُعاوِنَة لمُمارسة الخدمة الاجتماعية، ومن هنا أصبح للإدارة نظرياتها ومنهجها ونماذجها في الخدمة الاجتماعية.

تعريف الإدارة في الخدمة الاجتماعية

  • تُعَرَّف الإدارة في الخدمة الاجتماعية: أنها الجهود التي يجب أن تُبذل؛ لكي تحقّق المؤسَّسة الاجتماعية الأهداف التي قامت من أجلها، ويكون بَذل الجهود بطرق علمية مُنَظَّمة تسير إلى جنب مع وظيفة المؤسَّسة في تقديم خدماتها لعملائها.
  • تُعَرِّف ( أولين جونسون ) الإدارة: بأنَّها عملية وأسلوب عمل يستهدفان تحقيق برنامج معين بواسطة جهاز إداري ذو تنظيم معين ممكن بطريقة خلق جوٍّ من التوافق القائم على التعاون، وتنسيق الجهود لتسير بالمؤسَّسة نحو أهدافها الموضوعة.
  • أما ( هيلين بيفرز) فتعرِّف الإدارة: بأنها عملية يمكن بها تحديد أهداف المؤسَّسة، ورسم السياسات والخطط المُناسبة؛ لتحقيق هذه الأهداف والعمل على تنفيذ تلك الخطط.

مدى اعتماد الخدمة الاجتماعية على الإدارة

جاء تطوّر خدمة الفرد كطريقة في الخدمة الاجتماعية تعبيراً عن إحساس الخدمة الاجتماعية بأهمية رعاية الأفراد على أسس علمية سليمة، وبظهور حاجة الأفراد لأن يتواجدوا في جماعات ينتمون إليها، وظهرت في الأفق خدمة الجماعة كطريقة ثانية للخدمة الاجتماعية، وعندما وَجَد المُشتغلون بالخدمة الاجتماعية أنَّ المشاكل المجتمعة تؤثّر على الخدمة التي تُقَدَّم للأفراد والجماعات ظهرت طريقة تنظيم المجتمع.

واحتلّت مكانتها بين بقية طرق الخدمة الاجتماعية، ولكي تُحَقّق الخدمة الاجتماعية وظيفتها وأهدافها فلا بدَّ أن يكون هناك جهود مُنَظّمة، وتوجيه وإشراف مُستمر، وبمعنى آخر فإنَّه لا بدَّ من وجود إدارة رشيدة وقيادة حكيمة، وقد أثبتت البحوث والدراسات في الدول التي أصبح للخدمة الاجتماعية فيها دور جوهري ضمن نُظم المجتمع أنها تعتمد اعتماداً كبيراً على العمليات الإدارية.

دور الإدارة في الخدمة الاجتماعية

دور الإدارة هنا كركيزة أساسية لتحقيق الأهداف الاجتماعية وتأمين الخدمات بشكل فعّال وفعّال.

1. تحسين الكفاءة وتوجيه الجهود:

يُظهر الإدارة دورًا حيويًا في تحسين كفاءة تقديم الخدمات الاجتماعية. بفضل إدارة فعّالة، يمكن توجيه الجهود وتحديد الأولويات لضمان تلبية احتياجات المستفيدين بشكل أفضل.

2. ضمان التواصل الفعّال:

الإدارة تلعب دورًا رئيسيًا في تسهيل التواصل بين فرق الخدمة الاجتماعية وبين الجهات المعنية. ذلك يضمن التنسيق والتعاون الفعّال، مما يعزز فعالية الخدمات المقدمة.

3. تحقيق الأهداف الاجتماعية:

يساعد الإدارة في تحديد وتحقيق الأهداف الاجتماعية المحددة. من خلال وضع استراتيجيات وخطط عمل فعّالة، يمكن توجيه الجهود نحو تحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع.

4. التكامل مع التحولات الاجتماعية:

مع التحولات المستمرة في المجتمع، يتعين على الخدمة الاجتماعية التكيف والتغيير. يلعب دور الإدارة في فحص التحديات وتطوير استراتيجيات لمواكبة التغييرات دورًا حيويًا.

5. ضمان فعالية استخدام الموارد:

الإدارة تلعب دورًا في توجيه استخدام الموارد بشكل فعّال وفعّال. من خلال التخطيط الجيد والتنظيم الفعّال، يمكن تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.

6. تحفيز وتنمية الكوادر العاملة في الخدمة الاجتماعية

يسهم الإدارة في تحفيز وتطوير الكوادر العاملة في ميدان الخدمة الاجتماعية. ذلك يشمل توجيه الفرق، وتوفير التدريب المستمر، وخلق بيئة عمل تحفز على التميز.

في إطار التطورات المتسارعة في المجتمع، يظهر مدى اعتماد الخدمة الاجتماعية على الإدارة بوصفها عاملًا أساسيًا لتحقيق الأهداف وتأمين جودة الخدمات. تسهم إدارة الخدمة الاجتماعية في تشكيل مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات، حيث تسعى لتعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة.

وكلَّما اتَّضح كفاءة العاملين وازدياد الأنشطة دلَّ هذا على فعالية العمليات الإدارية، ويُلاحَظ أنَّ مؤسَّسات الخدمات الاجتماعية لها طابِعها الإنساني؛ حيث إنَّ غاية المسؤولية فيها مصلحة العملاء ولذلك نرى أنَّ المؤسَّسات تُشَكّل إدارتها بالشكل الذي يقوى ويدعم الغرض التي تسعى إلى تحقيقه تلك المؤسسات كما أنَّ وسائلها وأساليبها تعتمد على فهم السلوك النفسي الاجتماعي لكلِّ العاملين، ومن يَتَلّقون الخدمات.


شارك المقالة: