ما هي الحروب السيليزية؟

اقرأ في هذا المقال


الحرب السيليزية:

الحرب السيليزية: هي سلسلة من الصراعات قامت بين بروسيا والنمسا وكانت بدايتها في عام 1740 ميلادي واستمرت لمدة عامين، وكان سبب الصراع عندما قامت بروسيا بالاستيلاء على سيليزيا الموجودة في غرب بولندا، ومحاولة سلبها من النمسا.

الحرب السيليزية الأولى:

بدأت الحرب السيليزية الأولى في القرن الثامن عشر ميلادي بين بروسيا والنمسا، وكانت بوهيميا ومورافيا وسيليزيا هي الأراضي التي دارت عليها أحداث المعركة، واعتبرت بداية لقيام حرب الخلافة النمساوية، كان السبب الرئيسي لقيام الحرب؛ هو قيام بروسيا بالسيطرة على سيليزيا وجزء من أراضي بوهيميا وذلك محاولة منها لإثبات وجودها وفرض سيطرتها، للتمكن بروسيا في النهاية من السيطرة عليها.

أسباب قيام الحرب السيليزية الأولى:

عندما توفى الإمبراطور الروماني لم يكن أولاد ذكور، وكانت ابنته “ماريا تيريزا” هي من خلفته بالحكم، فقامت بتولي الحكم في بوهيميا والنمسا والمجر، وتم رفض حكم الإناث في الإمبراطورية الرومانية؛ ممّا أدى إلى قيام حرب الخلافة النمساوية، وطالبت عائلة “هابسبورغ” بحكم سيليزيا، لتقوم بروسيا بمساعدة فرنسا بغزو بوهيميا وبافاريا وضمها إلى أراضيها، لتستمر الصراعات في النمسا التي تمكنت فيما بعد من استعادة بوهيميا وإخراج القوات الفرنسية منها.

في بداية القرن الثامن عشر ميلادي قامت بروسيا بالمطالبة في حقها بحكم أراضي سيليزيا، فكانت بروسيا طامعة في السيطرة عليها؛ وذلك لما تتميز فيه المنطقة من موقع استراتيجي وقريب إليها، بالإضافة إلى اشتهار المنطقة بجمع الضرائب، الأمر الذي دفع بروسيا لضمها لأراضيها وتحسين اقتصادها، كما أدى قربها من الإمبراطورية الرومانية إلى كسبها أهمية كبيرة، كانت النمسا في تلك الفترة تخوض حرباً ضد تركيا وسَعت السيطرة على أراضي سيليزيا؛ من أجل الحصول على المزيد من الجنود والأسلحة.

في عام 1740 ميلادي تم تعيين “فريدريش” ملكاً على بروسيا وكان يملك الكثير من الجنود ورأى بأنّ له أحقية في الحصول على أراضي النمسا واسترجاع سيليزيا منها، كما طالبت كلاً من ساكسونيا وبافاريا بالحصول على أراضي النمسا وقامت بالمشاركة في الحرب، وكانت الصراعات قائمة في ذلك الوقت بين فرنسا وبريطانيا وصراع آخر بين السويد وروسيا؛ ممّا جعل تلك الدول تنشغل عن حرب النمسا وبروسيا.

قامت بروسيا بإعلان الحرب على النمسا ووقفت مجموعة من الدول إلى جانبها، وقامت بوعد بافاريا بإعطائها جزء من الأراضي النمساوية، قامت إسبانيا بالمشاركة في الحرب وخططت السيطرة على جزء من النمسا، كما هدفت فرنسا إلى السيطرة على هولندا النمساوية، قامت بريطانيا وروسيا بالوقوف إلى جانب النمسا وتم تشكيل تحالف ثلاثي بينهم، وانتهت الحرب بانتصار بروسيا، وتم عقد معاهدة سلام بين الدولتين ووقف الحرب لمدة عامين قبل بدء الحرب السيليزية الثانية.

الحرب السيليزية الثانية:

بعد الانتصار الذي حققته بروسيا في الحرب السيليزية الأولى، عاد الصراع من جديد في عام 1744 ميلادي بين بروسيا والتي كانت تحت حكم الملك “فريدرش العظيم” والنمسا والإمبراطورة “ماريا تيريزا”، لتصبح ساكسونيا وبوهيميا وسيليزيا مكاناً للصراع واستمرار حرب الخلافة النمساوية، وأدت تلك الحرب إلى زيادة ملكية هابسبورغ، لتقوم النمسا إلى تشكيل تحالف مع عدة دول؛ من أجل استعادة السيطرة على سيليزيا، كما قامت بروسيا بالتحالف مع أعداء النمسا وخططت لإضعاف قوتها. في عام 1743 ميلادي قامت بريطانيا وسردينيا بعقد اتفاقية وطالبت بروسيا بإعادة سيليزيا، كما قامت روسيا بدعم المطلب النمساوي لتحاول بروسيا كسب ودها للوقوف إلى جانبها لكنها فشلت.

الحرب السيليزية الثالثة:

بعد انتهاء حرب الخلافة النمساوية، قامت النمسا بعمليات إصلاح في أراضيها وحاولت استعادة الاستقرار إلى أراضيها وأعلنت الحرب على بروسيا لاستعادة سيليزيا، لتدخل الدولتين في صراع طويل ونتج عنه الكثير من الخسائر المادية والبشرية لكلا الطرفين وعدم قدرتهم الاستمرار في الحرب؛ ممّا دفعهم إلى عقد اتفاقية لوقف الحرب، قامت بروسيا بعد ذلك بغزو ساكسونيا وسيطرت عليها وعلى سيليزيا؛ ممّا أجبر النمسا على الاعتراف بسيادة بروسيا، مقابل وقوفها إلى جانبها في انتخابات الملكة “ماريا تيريزا”.

قامت الملكة “ماريا تيريزا” بتشكيل تحالفات؛ لتقوم بدعمها في حكمها، قامت بريطانيا وفرنسا بالاعتراف بحكم بروسيا لسيليزيا وطالبت من النمسا التوقيع على الاعتراف لكنها رفضت، قامت روسيا بالانضمام إلى النمسا وكان هدفها القضاء على القوة البروسية، لم تقم بريطانيا بالوقوف إلى جانب النمسا، على الرغم من وقوفها سابقاً إلى جانبها؛ ولعل السبب وراء الموقف البريطاني؛ هو خوفها من هجوم بروسيا عليها.

المصدر: موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020


شارك المقالة: