ما هي الحماية الفرنسية على المغرب؟

اقرأ في هذا المقال


الحماية الفرنسية على المغرب:

في عام 1912 ميلادي تم توقيع اتفاقية بين فرنسا والمغرب، وتم من خلال تلك الاتفاقية التوقيع على وقوع المغرب تحت سيطرة وحماية فرنسا، وتمكنت فرنسا من خلال الاتفاقية السيطرة على المناطق الوسطى في المغرب، كما تم وضع المناطق الشمالية والصحراوية تحت سيطرة إسبانيا، كما تم خلال الاتفاقية وضع مدينة طنجة المغربية تحت سيطرة إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا.

بداية الحماية الفرنسية على المغرب:

منذ البداية كانت المغرب واقعة تحت صراعات بين الدول للسيطرة عليها، فقد كانت تتميز بوجود الثروات والخيرات فيها، كما تميزت بموقعها التجاري، وكانت فرنسا من أكثر الدول الراغبة في السيطرة على المغرب، وقامت بالاتفاق مع بعض الدول في السيطرة على المغرب بالخروج منها مقابل تنازل فرنسا عن بعض مستعمراتها لتلك الدول، فكانت هناك عدة اتفاقيات بين فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا في كيفية السيطرة على الأراضي المغربية وتوزيعها بينهم.

تعود بداية الصراعات إلى عام 1905 ميلادي عندما بدأ الصراع بين ألمانيا وفرنسا في السيطرة على المغرب، فقامت إنجلترا وإسبانيا بالوقوف إلى جانب فرنسا ورأت بأن يكون الحق لفرنسا لحماية المغرب؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب ألمانيا وعدائها لتلك الدول، لم تقف ألمانيا جانباً وقامت بالمطالبة من فرنسا بالحضور لمعرفة سبب فرض حمايتها للمغرب، لكن فرنسا رفضت حضور المؤتمر؛ ممّا دفع ألمانيا بالتهديد بتشكيل تحالف مع المغرب وعدة دول ضد فرنسا والذي أجبر ذلك فرنسا على حضور المؤتمر، وعلى الرغم من ذلك لم تقوم فرنسا بإخراج جنودها ولم تقف الدول إلى جانب ألمانيا باستثناء النمسا.

مع بداية عام 1906 ميلادي تم عقد مؤتمر بوجود معظم الدول الأوروبية وتم الاتفاق على نقل حماية المغرب التي كانت تحت حماية إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا إلى فرنسا، وأن تقوم فرنسا بالوقوف إلى جانب الحكومة المغربية ومساعدتها في عملية الإصلاح والنهوض الاقتصادي، على الرغم من موافقة الدول عن التنازل بحق الحماية لفرنسا لكن بقيت الصراعات السرية ، وقامت فرنسا بالاتفاق مع بريطانيا بالتنازل عن حقها في المغرب مقابل تنازل فرنسا لبريطانيا في مصر، لكن ألمانيا بقيت مصرة على حقها في المغرب وقالت بأنّ هدفها ليس الاستعمار وإنما القيام بعملية الإصلاح في المغرب.

مع استمرار إصرار ألمانيا في السيطرة على المغرب، تم عقد اتفاقية بين فرنسا وألمانيا في إدارة المغرب وإدارة دوائرها الحكومية والبنوك، لكن قامت ألمانيا بالتنازل عن حقها في المغرب لصالح فرنسا؛ وذلك بسبب فشل انقلاب أغادير، في المقابل قامت فرنسا بالتنازل عن أراضيها في الكاميرون لصالح ألمانيا، وبعد السيطرة الفرنسية وفي عام 1907 ميلادي قامت بعض التمردات ضد الحكومة الفرنسية؛ ممّا أجبر فرنسا إلى قصف الدار البيضاء، وكان ذلك القصف بداية للحرب الفرنسية على المغرب، ومن ثم قامت الثورة في أغادير، فقامت ألمانيا بإرسال السفن للوقوف إلى جانب الثورة ضد فرنسا.

في عام 1912 ميلادي وبعد الصراعات التي جرت في المغرب، تم توقيع اتفاقية وتم الاتفاق فيها على ضرورة النهوض الاقتصادي والاجتماعي في المغرب والعمل على رفعة المستوى التعليمي فيها، كما تم الاتفاق المحافظة على الشعائر الإسلامية في المغرب وعدم الاعتداء عليها، وأن يتم الاتفاق بين فرنسا وإسبانيا والمساعدة في عملية الإصلاح في المغرب، بالإضافة إلى ضرورة وقوف المغرب إلى جانب فرنسا ومساعدتها في عملية الإصلاح، وبعد أنّ علم الشعب المغربي بقيام السلطان “عبد الحفيظ العلوي” بتسليم أمور المغرب إلى فرنسا، قامت الانتفاضات والتي كان أولها انتفاضة مدينة فاس.

قامت القوات العسكرية الإسبانية بقمع تلك الانتفاضة والتي راح فيها الكثير من القتلى، وبعد انتهاء الانتفاضة قامت فرنسا بالتوقيع مع المغرب بمعاهدة سلام وأن لا يتم قيام أعمال شغب في الدولة، وقامت فرنسا بعد ذلك بالسيطرة على بعض الأراضي التابعة للقبائل الغربية، لم يوافق الشعب المغربي على القرارات التي قامت فرنسا بإصدارها ورأتها قرارات غير عادلة؛ ممّا دفع الوطنيين إلى الاتفاق مع الملك “محمد الخامس” بالقيام بحرب ضد الحكم الفرنسي والحصول على الاستقلال.

بدأت المقاومة الوطنية المغربية بالتحرك في جميع المدن والقرى المغربية وقاموا بمقاومة الاحتلال الفرنسي، وعندما علمت فرنسا باتفاق الملك “محمد الخامس” مع المقاومة ضدهم، قاموا بنفيه خارج البلاد؛ ممّا أدى ذلك إلى زيادة حركات المقاومة وانضمام الشعب إليها، وتمكنت المغرب في عام 1956 ميلادي التخلص من الاستعمار الفرنسي والحصول على الاستقلال.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011تاريخ أوروبا في القرن العشرين-المؤلف:عواد، سمير سليمان-1990


شارك المقالة: