ما هي القضايا السيميائية

اقرأ في هذا المقال


هناك بعض القضايا الأساسية في علم السيميائية، ومنها القضايا التي تناولها كل من العالم دو سوسور والعالم تشارلز بيرس، حيث تمكن السيميائية من معرفة واكتشاف المعاني في العلامات والرموز والإشارات.

ما هي القضايا السيميائية

من القضايا السيميائية في نظام دو سوسور هو استخدام مصطلح علم السيميولوجيا لوصف العلم الذي من شأنه أن يدرس حياة العلامات داخل المجتمع، حيث وضع في الأصل شبه علم النفس في علم النفس الاجتماعي، ويقترح أن العلامة تشبه قطعة من الورق لجانب واحد هو الدال والآخر هو المدلول، ويصنعون معًا العلامة.

ومع ذلك فإن الرموز مسألة مختلفة، فالرموز في نظام دو سوسور هو فئة فرعية للعلامة كما إنها علامة ليس معناها تعسفيًا أو تقليديًا تمامًا، ويوضح دو سوسور إنه تم استخدام رمز الكلمة لتعيين العلامة اللغوية، أو بشكل أكثر تحديدًا ما يسمى هنا بالدال.

ومن سمات الرمز إنه ليس تعسفيًا بالكامل وإنه ليس فارغًا لأن هناك أصل الرابطة الطبيعية بين الدال والمشار إليه، حيث لا يمكن استبدال رمز العدالة وهو زوج من المقاييس بأي رمز آخر مثل عربة، ويرى تشارلز بيرس أن الرمز تقليدي على عكس الأيقونة والفهرس وهما ليسا تقليديين في نظرته للأشياء، والمهم في الرموز أنها تمثل شيئًا ما، وتنقل المعاني، وغالبًا ما ترتبط هذه المعاني بالأحداث التاريخية والتقاليد وما إلى ذلك، والرمز بشكل عام كائن أو صورة لأنه يمكن أن يمثل أحداثًا تاريخية، ولأنه يحتوي على جميع أنواع الأمور الدخيلة المرتبطة به.

ولأنه يمكن أن يكون مستودعًا للمعاني ولأنه يمكن أن يكون له الكثير من الدلالات، ويمكن أن يصبح مهم جدا للناس، على سبيل المثال عند التفكير في أهمية الرموز الدينية، وهكذا فإن الكلمة أو الصورة تكون رمزية عندما تدل على شيء أكثر من معناها الواضح والفوري، ولها جانب اللاوعي الأوسع الذي لم يتم تعريفه بدقة أو شرحه بالكامل.

ولا يمكن لأحد أن يأمل في تعريفه أو تفسيره، وعندما يستكشف العقل الرمز فإنه يقود إلى أفكار خارجة عن إدراك العقل، ويقترح السير يونغ أن البشر يتأثرون بعمق بالظواهر الرمزية، وفي كل وقت عندما يكونون مستيقظين وعندما يحلمون.

كما أشار السير فرويد في أحلام البشر يستخدمون عمليات التكثيف الرمزي والإزاحة لإخفاء أفكارهم ورغباتهم الحقيقية والتهرب من رقابة الأحلام، وسوف يوقظهم إذا تعرف على المحتوى الأخلاقي لأحلامهم، كما يتجلى على سبيل المثال، في الرموز وفي فنونهم المرئية والأدبية.

ويستخدمون أيضًا الترميز في محاولة لتوليد استجابات معينة بافتراض وجود فهم مشترك لما تعنيه الرموز المحددة وهذا ليس هو الحال دائمًا، وبالطبع من أحد القضايا السيميائية هو النقد الأدبي، على سبيل المثال غالبًا ما يتم إجاد أن دراسة الرمزية في النصوص مرتبطة بالتحقيق في عناصرها الأسطورية وما يمكن تسميته مدرسة التحليل الأسطورية والرموز.

وغالبًا ما يكون للأبطال والبطلات في الروايات والمسرحيات والأفلام أبعاد رمزية، فما يقولونه وما يفعلونه غالبًا ما يكون رمزيًا واستعاريًا وكذلك مرتبطًا بشكل غير مباشر بأفعال الأبطال والبطلات الأسطوريين القدامى، وهذا هو السبب في أن بعض النقاد يجادلون بأن جميع النصوص مرتبطة ببعضها البعض وبنصوص أخرى.

وعلى الرغم من أن الجمهور قد لا يكون على دراية بالحقيقة أو أن منشئي النصوص على دراية بما فعلوه، ونظرًا لأن النصوص بجميع أنواعها أفلام والبرامج التلفزيونية والروايات والمسرحيات وأعمال الفن المرئي مليئة بالظواهر الرمزية والأشياء وأفعال الشخصيات والمواقع الجغرافية وما إلى ذلك فهي تقاوم التفسير السهل وإن جوانبها الرمزية والأسطورية تجعلها شديدة التعقيد، ولذلك نادرًا ما يسهل فهمها.

القضايا السيميائية في نظام تشارلز بيرس

ومن القضايا السيميائية في نظام تشارلز بيرس مفاهيم الأيقونة والفهرس والرمز، ونظام تشارلز بيرس توجد في نظريتة عن السيميائية بثلاثة أنواع من العلامات، الأيقونات التي تتواصل بالتشابه، والفهارس التي تتصل بالاتصال المنطقي.

والرموز الاصطلاحية البحتة والتي يجب تعلم معانيها، وطوَّر تشارلز بيرس نظرية إشارات شديدة المشاركة، لكنها ترتكز على حجر الزاوية في أيقونة ثلاثية الأجزاء وفهرسها ورمزها، وهو يختلف عن دو سوسور الذي يجادل بأن العلاقة بين الدال الصوت والشيء والمدلول به المفهوم تعسفي وقائم على الاصطلاح باستثناء حالة الرمز، حيث تكون العلاقة شبه محفزة أو شبه طبيعية.

وفي نظرية تشارلز بيرس كل من الأيقونات والفهارس لها علاقة طبيعية بما تمثله على سبيل المثال صورة لشخص ما والشخص الذي يتم تصويره أيقونة ودخان يشير إلى النار كفهرس، ومن ناحية أخرى يجب تعلم معاني الرموز.

ويعرض تقسيم بيرس ثلاثي الألوان في شكل رسوم بيانية ويجادل بأن السيميائية مهمة لأن الكون في جوهره نظام من العلامات، حيث يمكن اعتبار كل شيء على إنه يقف من ناحية أو أخرى لشيء آخر وبالتالي يعمل كعلامة، لذا الآن لابد من إلقاء نظرة على جانب واحد من ثلاثية بيرس ثلاثية الأبعاد بمزيد من التفصيل كقضية من قضايا السيميائية.

حيث تُفهم الصورة تقليديًا على أنها تمثيل مرئي لشيء ما، وعلى الرغم من أنها يمكن أن تكون أيضًا صورة ذهنية لشيء ما مثل صورة رجل الأعمال كما هو موجود في الأدب في أوائل القرن العشرين، فالإنسان يعيش في عالم من الصور الكهروضوئية.

ومع تطور التلفزيون يتم الآن إحضار جميع أنواع الصور التي لم يكن ليشاهدها في الحياة الواقعية الآن وفي شكل وسيط، ونتيجة للتطورات في الطباعة والتصوير الفوتوغرافي والفيديو تلعب الصور دورًا متزايد الأهمية في الحياة، وفي الواقع يقترح بعض العلماء إنه تم الانتقال من عالم متمركز حول اللوغاريتم محور الكلمات إلى عالم متمركز حول الصورة مع ممارسة البصر للهيمنة أو الهيمنة على الحواس الأخرى.

ومن منظور سيميائي فإن الصورة المرئية هي مجموعة مما قد يسميه تشارلز بيرس إشارات، ومما يعني إنه على سبيل المثال في إعلان مطبوع لديه أيقونات وظواهر ومؤشر ورموز، ومن السهل نسبيًا تفسير الأيقونات لأنها تتواصل عن طريق التشابه لكن فهم العلامات الفهرسية يقتضي إيجاد نوع من العلاقة بين الإشارات ومعانيها.

والرموز تقليدية بحتة مما يعني إنه يجب أن يتم تعلم معانيها، وعند النظر في الصور التي لا يتم معرفتها مثل اللوحات من فترات سابقة قد لا يتم التعرف على الرموز، لذلك قد يكون فهمهم للرسائل المنقولة في مثل هذه الصور بدائيًا نسبيًا.

على سبيل المثال في اللوحة التي رسمها إيان فان إيك بعنوان جيوفاني أرنولفيني وعروسه، ورُسمت عام 1434 حيث وجد العلماء عددًا من الرموز التي لم تكن معانيها واضحة لمعظم الناس في أواخر القرن العشرين.

وتُظهر اللوحة رجلاً يمسك بيد زوجته التي تبدو حاملاً ويدها على بطنها في غرفة مزخرفة، وخلف الشكلين يتم رؤية مرآة محدبة وشموع مضاءة في ثريا وطاولة صغيرة عليها فواكه، وأمام الزوجين يتم رؤية كلبًا، ويوضح العلماء الأشياء أو التمثيلات الرمزية في اللوحة ومعانيها لأناس تلك الفترة آنذاك.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: