ما هي حرب الأيلولة؟

اقرأ في هذا المقال


بدأت الحرب الأيلولة في عام 1667 ميلادي والتي قامت بها فرنسا بالسيطرة على جميع المدن في الأراضي المنخفضة والتي كانت واقعة تحت سيطرة إسبانيا، فقد كان ملك فرنسا “لويس الرابع عشر” بدعي بأنّ تلك الأراضي خاضعة لملكه، وقد جاء ذلك الادعاء بعد زواجه من ملكة إسبانيا الملكة “ماريا تيريزا”.

الحرب الأيلولة:

عندما قامت فرنسا بغزو تلك المناطق قامت إسبانيا بمقاومة ذلك الهجوم ولكن بشكل ضعيف ولكنها تمكنت من استعادة تلك المناطق من الإسبان، فقامت فرنسا بعقد “معاهدة أكس” والتي مكنتها تلك الاتفاقية من استعادة باقي مناطقها، فقامت فرنسا بعقد تحالف مع السويد وإنجلترا وهولندا، وقد خاضت تلك الدول الكثير من الصراعات والتي أدت في النهاية إلى نهاية التحالف بين هولندا وفرنسا وبداية الصراعات الفرنسية وسيطرتها على معظم الدول الأوروبية.

أصل الحرب الأيلولة:

بعد نهاية الحرب الفرنسية الإسبانية تم عقد “صلح البرنس” فقام ملك فرنسا الملك “لويس الرابع عشر” بالزواج من ملكة إسبانيا الملكة “ماريا تيريزا”، فقد كانت الإمبراطورية الإسبانية إمبراطورية منهارة بعد الصراعات التي خاضتها، فحرصت الملكة “ماريا تيريزا” بالمحافظة على الإمبراطورية الإسبانية وعدم سيطرة فرنسا عليها، فبدأ الملك “لويس الرابع عشر” بالسعي السيطرة على الأراضي الفرنسية، فقالت فرنسا بأنّها تسعى إلى قيادة الاقتصاد الإسباني إلى الازدهار، وخاصة كانت الإمبراطورية الإسبانية في تلك الفترة تخوض صراعاً مع هولندا، وقد كانت هولندا تشكل حينها تحالفاً مع فرنسا.

في عام 1648 ميلادي تم عقد معاهدة سلام والتي حَصلت هولندا من خلال تلك المعاهدة على الاستقلال، وتمكنت هولندا من السيطرة على التجارة في المناطق الشرقية والغربية في أوروبا، فقد قامت هولندا بإغلاق بعض الممرات التجارية وتمكنت من احتكار التجارة والسيطرة عليها في جميع البحار  الأوروبية، في تلك الفترة كان الملك “لويس الرابع عشر” يسعى في السيطرة على التجارة في المناطق المنخفضة وكان واثقاً بأنّ هولندا لن توافق على ذلك القرار، فقام بالتخطيط بشكل سري لغزو الأراضي المنخفضة وقام معهم بالمفاوضات دون أنّ يظهر لهم العداوة.

في عام 1662 ميلادي تم عقد معاهدة بين فرنسا وهولندا وتم من خلال تلك المعاهدة دخول فرنسا إلى الحرب الإنجليزية الهولندية، فقامت فرنسا بتجنيد الكثير من جيوشها للمشاركة في الحرب؛ وذلك من أجل أن تقف هولندا إلى جانب الملك “لويس الرابع عشر” في مطالباته في السيطرة على التجارة في الأراضي المنخفضة، في تلك الفترة توفي ملك الإمبراطورية الإسبانية “الملك فيليب” فكان ابنه الملك “كارلوس الثاني” وريثاً للحكم من بعد والده وقد كان صغيراً حينها، فتم تولي العرش في الإمبراطورية الإسبانية من قِبل زوجته نمساوية الأصل الملكة “ماريانا”.

قامت الملكة “ماريا تيريزا” التنازل عن حقها في الميراث من أبيها، وقال الملك “لويس الرابع عشر” بأنّ تنازل الملكة ماريا عن ميراثها باطل وقام بتعيين محامين فرنسيين للمطالبة بالحكم الإسباني في فرنسا، وتمكن الملك “لويس الرابع عشر من السيطرة على الأراضي المنخفضة الإسبانية، وقد رفضت إسبانيا تلك القرارات وقاموا تخلي فرنسا عن الحكم في إسبانيا وبأنّ الملك “لويس الرابع عشر” لا يحق له حكم الإمبراطورية الإسبانية، بعد القرارات الفرنسية قامت إسبانيا بإنهاء حرب الاستعادة البرتغالية وتشكيل تحالف مع إنجلترا والسعي على إنهاء التحالف الفرنسي الهولندي.

قامت فرنسا بتشكيل تحالف مع البرتغال ضد إسبانيا وقامت بدفع الكثير من الأموال وتجنيد الجيوش للوقوف إلى جانب البرتغال في حروبها، وقامت فرنسا بعقد اجتماع مع هولندا والدنمارك والنرويج وإنجلترا وتم الاتفاق على إنهاء الحرب الإنجليزية الهولندية، فقامت فرنسا بمساعدة البرتغال للقبول في سيادتها في الأراضي الإسبانية.

في تلك الفترة قامت فرنسا بتقوية جنودها ودعمهم بالأسلحة والأموال، وقد دفعت فرنسا الكثير من الأموال في سبيل غزو الأراضي المنخفضة الإسبانية، عندما عَملت فرنسا بالتجهيزات العسكرية الفرنسية، قام حاكم إسبانيا بالمطالبة من المدريد بمدهم بالقوات العسكرية لكي يتمكنوا من مواجهة القوات الفرنسية، وعلى الرغم من التجهيزات الإسبانية الكبيرة، لكنها كانت تعلم بأنّها لن تتمكن مواجهة القوات الفرنسية، ولكنها كانت تسعى في الدفاع فقط عن الحصون والمدن الإسبانية، لم تتمكن القوات الإسبانية الصمود أما القوات الفرنسية وتم هزيمتهم.

قامت فرنسا بالاستيلاء على المدن الفرنسية، فقامت هولندا بالتحالف مع إنجلترا وهولندا ضد فرنسا، وقد أدى ذلك التحالف إلى إيقاف التقدم الفرنسي في أوروبا وانتشرت الأمراض بين جنودها، وبذلك تكون انتهت حروب الشتاء.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020


شارك المقالة: