ما هي حرب الاستقلال الهولندية؟

اقرأ في هذا المقال


حرب الاستقلال الهولندية: هي ثورة قامت بها هولندا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى وبلجيكا ضد حكم الإمبراطورية الإسبانية، وقد كان الملك الإسباني “فيليب الثاني” يسعى للسيطرة على جميع الأراضي في الأقاليم الثلاثة المنخفضة، قام ملك إسبانيا الملك “فيليب الثاني” بالتصدي لتلك التمردات وتمكن من استعادتها تحت حكم إسبانيا، وعلى الرغم من ذلك بقيت هولندا ودول الشمال بالتمرد حتى تمكنت من الحصول على الاستقلال وتأسيس دولة خاصة بهم.

حرب الاستقلال الهولندية:

عند بداية تأسيس الإمبراطورية الهولندية بدأت بعملياتها الاستعمارية، فقررت لغزو البرتغال والتي كانت تكون اتحاداً مع إسبانيا والعمل على ضمها إلى أراضيها، واستمرت الصراعات في شمال أوروبا والتي كانت جزءاً من حرب الثلاثين عاماً حتى تم عقد هدنة وانفصال هولندا عن الإمبراطورية الرومانية والاعتراف بها كدولة مستقلة.

بعد تفكك الإمبراطورية الرومانية قام ملك الإمبراطورية بتقسيم الأراضي التي تقع تحت حكمه بين أبنائه، فقام بتسليم ابنه الملك “فيليب الثاني” منطقة الأراضي المنخفضة والتي كانت تضم هولندا، فتم وقوع البرلمان والحكومة الهولندية تحت حكمه، فقام بتغير أعضاء مجلس النواب الهولندي والتي أدت تلك الأمور إلى غضب أعضاء المجلس وقيامهم بالتمرد، فقد كان الملك “فيليب الثاني” يتصف بإدارته الظالمة والمتمردة، فقام الملك فيليب حملاته الدينية ضد المذهب البروتستانتي والذي كان المذهب السائد في هولندا وبدأ بإصدار قوانين التحريم والتي أدت تلك الأوامر إلى غضب الشعب الهولندي.

بدأ الملك “فيليب الثاني” بعملية الإصلاح للكنائس الكاثوليكية في هولندا وقام بتحويل جميع أعضاء الكنيسة من إسبانيا؛ ممّا أدى إلى غضب الشعب الهولندي وتمردهم وسعيهم إلى التخلص من الحكم المستبد، كما قام بعزل النبلاء الهولنديين من مناصبهم، قام الملك “فيليب الثاني” بالذهاب زيارة إلى إسبانيا وعند وصول الخبر إلى هولندا قاموا بالتمرد وأعمال الشغب وسعوا إلى إخراج جيوش فيليب من هولندا، حتى قام دوق “دوقية ألبا” بقمع تلك التمردات حتى تم تعيينه حاكماً لهولندا، في تلك الفترة كانت فرنسا تخطط لغزو هولندا؛ ممّا دفع دوق ألبا إلى حماية جنوب هولندا.

أسباب حرب الاستقلال الهولندية:

أثناء فترة حكم عائلة “آل هابسبورغ” في هولندا قاموا برفع الضرائب على الشعب الهولندي؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب الشعب الهولندي وعدم قدرتهم على دفع الضرائب وخاصة مع عدم مقدرة الحكومة الهولندية بدعم ومساعدة الشعب، بالإضافة إلى قيام إسبانيا في التحكم بالمدن الهولندية والتي كانت تلك المدن تعيش تحكم حكم ذاتي لنفسها.

رأت إسبانيا بأنّ تلك المدن تعيش في حالة من الفوضى ولا بعد من حكمها والعمل على إعادة تنظيمها، كما قام أصحاب المذهب البروتستانتي بالسيطرة على المراكز العليا في هولندا، وقد أدت تلك الأمور إلى غضب الشعب الهولندي ومطالبتهم بالاستقلال.

اعتبرت هولندا منذ القدم بأنّها من الدول التي تمتلك الكثير من الموارد والتي كانت مطمعاً للدول الأوروبية وخاصة فرنسا والتي كانت تتحدى إسبانيا في السيطرة على هولندا، ولم تكن هولندا حينها تتمتع بحكم ذاتي؛ ممّا دفع الدول العظمى في أوروبا في فرض الضرائب عليها لكي تتمكن من إضعافها والسيطرة عليها أمثال ألمانيا وفرنسا.

بداية حرب الاستقلال الهولندية:

عندما تولى الملك “فيليب الثاني” بحرب دينية على المذهب البروتستانتي الذي كان متبعاً في هولندا، فقامت المدن الجنوبية في هولندا والتي كانت تتبع المذهب الكاثوليكي بالانضمام إلى إسبانيا؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث اضطرابات داخلية بين المدن الهولندية؛ ممّا دفع هولندا للمطالبة بتشكيل دولة مستقلة لجميع مدنها بعيدة عن الحكم الإسباني، وعلى الرغم من قيام الملك “فيليب الثاني” بقنع تلك التمردات بشتى الطرق، إلا أنّها نجحت في الحصول على الاستقلال، وتعتبر الثورة الهولندية من أوائل الثورات في أوروبا التي تمكنت من خلالها الحصول على الاستقلال.

أصبحت هولندا بعد الاستقلال دولة أكثر ازدهاراً فقد بدأت تتطور الصناعة والتجارة والاقتصاد في التقدم حتى أصبحت من أكبر الدول اقتصادياً في شمال أوروبا، في تلك الفترة بقيت المدن الهولندية الجنوبية تابعة لإسبانيا في حمها ورفضت الانضمام إلى هولندا، حتى قامت هولندا بعمليات القمع ضد تلك المدن وقامت بمحاصرتها.

مع نهاية القرن السابع عشر ميلادي وبعد انتهاء الحرب في أوروبا قامت فرنسا بالاستيلاء على مساحات كثيرة من الأراضي الهولندية وفرضت عليها السيطرة، فقامت هولندا بالتحالف مع فرنسا ضد الحكم الإسباني، وقد تم إطلاق حرب الثمانين عامًا على حرب الاستقلال الهولندية؛ وذلك بسبب استمرار الثورات والتمردات الهولندية للحصول على الاستقلال لمدة ثمانون عاماً.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011


شارك المقالة: