ما هي نظرية النشاط المفسرة لمشكلات المسنين

اقرأ في هذا المقال


ربَّما كانت النظرة الأكثر شيوعاً للمُسنين تعتقد أنَّ المُسنَّ له نفس الاحتياجات الاجتماعية ككلِّ الناس الراشدين، وطِبقاً لنظرية النشاط فإن الشخص الذي يصل لمرحلة الشيخوخة بنجاح هو الشخص الذي يقاوم ظروف الشيخوخة ويكافح في أن يظلَّ شاباً.

مصادر الخمول والانعزال لكبار السن

تعتقد نظرية النشاط أن انعزال المُسنين وعدم قيامهم بأداء الأدوار المطلوبة منهم وكذلك خمودهم يرجع إلى مصدرين أساسيين هما:

  • المصدر الأول: إنَّ العالم الاجتماعي للمُسن يتقلَّص مع تقاعده، حيث تموت الزوجة والأصدقاء ويكون أسيراً لحدودٍ مالية وحركية.
  • المصدر الثاني: إنَّ تدهور كبير السن يجعل من الصعب بالنسبة له أن يواجه مثل هذه المعوّقات أو يشبع احتياجاته، ولكي تبطل تأثير هذه الاتجاهات فإنَّه ينبغي على المُسنّ أن يبقى على اهتماماته وأنشطته ويعدّل ويطوّر فيها.

فلسفة نظرية النشاط لكبار السن

طِبقاً لنظرية النشاط فإن الشيخوخة هي نضالٌ مُستمرٌ لكي يبقى الإنسان في أواسط العمر، وهي بالتالي تعطي أحكاماً قيَميّة عديدة، فهي تفترض أنه من الأفضل بدلاً من أن تكون خامداً أن تقاتل وتكافح أفضل من أن تستسلم وتستكين، ونظرية النشاط ليست مسؤولة عن التدهور في مستويات نشاط المسنين، وفي مدى انشغالهم الاجتماعي كلَّما تقدَّم بهم العمر؛ لأنه إذا حدث ذلك فإنهم حينها يسمحون لعالمهم الاجتماعي بأن يتقلَّص سواء برغبتهم أو رغماً عنهم.

وفضلاً عن ذلك فإنَّ عدداً كبيراً من كبار السن يحاولون أن يتصرفوا في شيخوختهم بنجاح تامٍّ. وقد لخّص عالِم الشيخوخة ” روبرت هارفست ” الموقف بالكيفية التالية: كلَّما تحرَّك المسنون فإنهم يبدون الندم على التدهور في نشاطهم في الأدوار التي يؤدونها في الحياة. وفي نفس الوقت فإنَّ معظم كبار السن يتقبَّلون هذا التدهور على أنه شيء ملازم لكبار السن، وينجحون في الإبقاء على الإحساس بقيمة الذَّات والإحساس بالرضا عن حياتهم الماضية والحاضرة ككل، وتفسّر هذه النظرية عزلة كبار السن وعدم وجود دور أو نشاط لهم بسبب ما يلي:

  • تقلُّص العالم الاجتماعي لكبير السن عند تقاعده أو موت الرفيق أو الصديق.
  • الانحدار الجسمي لكبير السن يزيد من الصعوبة المتزايدة في عدم قدرته على مواجهة الصعوبات وفي عدم إشباع احتياجاته.

فهم مشكلات المسنين برؤية جديدة

تعتبر نظرية النشاط المفسرة إحدى النظريات التي تركز على فهم مشكلات المسنين بشكل شامل، وتسعى إلى إلقاء الضوء على الأبعاد النفسية والاجتماعية والبيئية لحياتهم. تطورت هذه النظرية على يد عدة باحثين، منهم ميهاي تشيكسنتميهاي، الذي قدم تصوراً متكاملاً لتفسير تجربة المسنين وتفاعلهم مع بيئتهم.

مفهوم النشاط المفسر لمشكلات كبار السن

تقوم نظرية النشاط المفسرة على فكرة أساسية، وهي أن المسنين يعيشون تجاربهم بشكل مستمر من خلال إشراكهم في مجموعة من الأنشطة والتفاعلات مع بيئتهم. يُعتبر النشاط وسيلة لفهم التكامل بين الأفراد والبيئة المحيطة بهم. يشدد المفسر على أهمية النشاط كوسيلة للتأقلم والتكيف مع التحديات المختلفة التي قد تظهر في مراحل الشيخوخة.

الأبعاد الرئيسية للنشاط المفسر لمشكلات كبار السن

1. النشاط البدني:

تركز هذه النظرية على أهمية النشاط البدني في حياة المسنين. يعتبر ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية وسيلة لتحسين الصحة واللياقة البدنية، وبالتالي، يؤدي إلى تحسين جودة حياتهم اليومية.

2. النشاط الاجتماعي:

تعزز النظرية أهمية التفاعل الاجتماعي للمسنين. يعتبر الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين عنصرًا أساسيًا في بناء شبكات الدعم الاجتماعي والحفاظ على العلاقات الاجتماعية.

3. النشاط العقلي:

تشدد النظرية على أهمية الحفاظ على النشاط العقلي. يتضمن ذلك المشاركة في الأنشطة التعليمية والثقافية، وحل الألغاز، وممارسة الأنشطة العقلية المحفزة للحفاظ على قوة العقل والحفاظ على وظائفه.

التحديات والتطبيقات العملية لنظرية النشاط لكبار السن

على الرغم من أن نظرية النشاط المفسرة تقدم رؤية شاملة ومفصلة لحياة المسنين، إلا أن هناك تحديات في تحويل هذه النظرية إلى تطبيقات عملية. يتطلب فهم عميق لاحتياجات المسنين الفردية وتوفير بيئات ملائمة لتشجيع المشاركة في الأنشطة المختلفة.

تعتبر نظرية النشاط المفسرة إضافة قيمة للفهم العميق لتجربة المسنين. تشجع على التفكير في حياتهم بشكل شامل، وتسلط الضوء على أهمية دور النشاط في صيانة الحياة الصحية والنفسية والاجتماعية.


شارك المقالة: