مبادئ طريقة خدمة الجماعة في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن نحدد أهم المبادئ التي يسترشد بها اﻷخصائي الاجتماعي في عمله مع الجماعات فيما يلي:

المبدأ الأول تكوين الجماعة على أساس مرسوم:

تعتبر الجماعة هي الوحدة الأساسية التي عن طريقها يمكن تحقيق الأهداف، لذا يجب على الأخصائي الاجتماعي عند التخطيط، لتكوين جماعة أن يراعي بعض الاعتبارات حتى يجعل من الجماعة خلية صالحة وأداة إيجابية، ﻹحداث التغيير والنمو الاجتماعي للجماعة وأعضائها، ومن أهم تلك الاعتبارات توافر التجانس بين أعضائها بما يضمن لها حيويتها.
وتتركز أهم عناصر التجانس بي الأعضاء في التقارب في السن ودرجة الذكاء، ودرجة التعليم، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي بقدر الإمكان، بغض النظر عن وجود بعض عناصر الاختلاف، والتي تتركز في الخبرة والمهارة والعرفة، حتى يستفيد كل عضو من خبرات ومهارات الآخرين.

المبدأ الثاني مبدأ الأهداف المعنية:

ينبغي على أخصائي الجماعة أن يعين الأهداف، التي تضمن تطور الفرد والجماعة، لكن بإشتراط أن تكون هذه الأهداف متماشية لاحتياجات االأعضاء ومتطلباتهم، وتتلاءم مع قدراتهم وتتماشى مع مهام المؤسسة.
وعلى الأخصائي مساعدة الجماعة على وضع أهدافها بنفسها، حتى تحرص وتبذل أقصى جهودها من أجل العمل على تحقيقها، مع الوضع في الاعتبار التقليل من تحقيق الأخصائي لحاجاته الشخصية في سبيل صالح الجماعة.
وقد يلجأ الأخصائي الاجتماعي إلى تقسيم هذه الأهداف، إلى مراحل تتضمن كل منهت أهدافاً فرعية في تنفيذها، حتى يسهل على الأعضاء العمل على تحقيقها بنجاح، ويكون النجاح في تحقيق أحدها بمثابة مشجع على بذل المزيد من أجل إنجاز الأهداف الأخرى بنجاح.

المبدأ الثالث مبدأ التفاعل الجماعي الموجه:

إن وسيلة الأخصائي في إحداث التغيير في الجماعة وأعضائها، هو ذلك التفاعل الذي يحدث بين الأعضاء حول نشاط البرنامج.
والتفاعلات هي القوى الديناميكية التي تؤدي إلى نمو الجماعة، وذلك التفاعل يعتبر القوة التي من خلالها ينمو الأعضاء ويكتسبوا الخبرة.
وقد يكون تفاعل الأعضاء تفاعلاً إيجابياً أو سلبياً، ومهمة أخصائي الجماعة كمساعد ومعين أن يوجه هذا التفاعل بما يحقق النمو للجماعة وأعضائها، فيدعم العمليات الإيجابية كالتعاون، ويقلل من العمليات السلبية كالصراع حتى يحقق التماسك للجماعة.
كما ينبغي على الأخصائي الاجتماعي أن يعمل على إزدياد التفاعل بين الأعضاء ولا يتدخل إلا للإرشاد فقط، كأن يحمس على مشاركة الأعضاء المنطويين في نشاط الجماعة، أو يحد من الأداء غير المرغوب فيه من بعض الأعضاء.

المبدأ الرابع مبدأ الدراسة المستمرة:

الجماعة هي الأداة التي تستخدم لمساندة الأعضاء وتحقيق نموهم، كذلك يستخدم الأعضاء خبرات الجماعة لمواجهة احتياجاتهم واكتفاء رغباتهم، حيث أن الفرد والجماعة دائماً في تحوّل، لذلك ينبغي على الأخصائي الاجتماعي أن يكون على معرفة بهذا التحوّل، حتى يمكنه مساعدة الجماعة وأعضائها عن طريق اختيار برنامج يقابل حاجاتهم ويشبع رغباتهم.
ويتم ذلك بالدراسة المستمرة لهم، حيث تساعده هذه الدراسة في اختيار الأنشطة التي تتلاءم مع قدراتهم ثم يتدرج منها بما يتفق ومراحل نموها.

المبدأ الخامس مبدأ تكوين علاقة طيبة بين الأخصائي الاجتماعي والجماعة:

لكي تحقق عملية المساعدة أهدافها، فيجب أن تكون العلاقة بين الأخصائي والأعضاء علاقة مهنية، تقوم على أسس أهمها الثقة والتقدير والحرية المتبادلة بين الأخصائي الاجتماعي والأعضاء، ومن أساليبها تقبل الأخصائي الاجتماعي لكل عضو في الجماعة كما هو، حتى يستطيع أن يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم.
إن تقبل الجماعة والأعضاء الذين يكونون لها، سيعمل على بناء علاقة حسنه بين الأخصائي الاجتماعي والجماعة، بما يساعد على تحقيق النمو الاجتماعي لكل عضو من أعضائها وللجماعة ككل. ويجب أن تكون هذه العلاقة مهنية في حدود وظيفة المؤسسة حتى تحقق عملية المساعدة أهدافها.

المبدأ السادس مبدأ استثمار الموارد:

يجب استثمار الموارد والإمكانيات التي تستحوذها المؤسسة، وكذلك المتاحة في المجتمع سواء أكانت أدوات أو مؤسسات أخرى، وذلك لتوفير الخبرات المختلفة ﻷعضاء الجماعة.
وحتى يتحقق ذلك، فإنه يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يكون على علم ودراية بإمكانيات المجتمع المحلي، ومعرفة استثمارها لصالح الأعضاء، ﻷنه وبدون علم واستغلال أخصائي الجماعة لإمكانيات المؤسسة، وكذلك إمكانيات المجتمع المحلي لا يمكن تقديم الخدمات الضرورية للجماعة وأعضائها صورة تتفق مع أهداف المؤسسة واحتياجات الأعضاء.

المبدأ السابع مبدأ التقويم:

التقويم هو تحديد القيمة الفعلية للتغيرات التي تصاحب الجهود، التي تبذل في النواحي المتعلقة بالعمل مع الجماعات، وهو عملية ضرورية ﻷنها تساعد على معرفة ما تم إحرازه من نجاح أو فشل في العمل المهني.
ويشترك في عملية التقويم كل من الاخصائي والجماعة والمؤسسة وكل من يمكن الاستفادة به في هذه العملية، حتى يتحقق الهدف منها في تطوير وتنمية العمل المهني مع الجماعة.

المصدر: اتجاهات حديثة في الخدمة الاجتماعية، إبراهيم عبد الرحمن رجب، 1999.الممارسة العامة منظور حديث في الخدمة الاجتماعية، جمال شحاته حبيب، 2008.الخدمة الاجتماعية والعولمة وتحديات العصر، إبراهيم عبد الرحمن رجب، 2000.موسوعة منهج الممارسة العامة المتقدمة للخدمة الاجتماعية، أحمد محمد السنهوري، 2007.


شارك المقالة: