متطلبات التطوير المنهجي في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


يحتاج التطوير المنهجي في الأنثروبولوجيا إلى مسايرة التطور لمناهج البحث وموضوعات الدراسة الحديثة وأيضاً تطور أساليب وأدوات الباحث الأنثروبولوجي بما يتناسب مع مواكبة التطور السريع للمجتمعات.

متطلبات التطوير المنهجي في الأنثروبولوجيا:

اعتمد علماء الأنثروبولوجيا المحليين نجاح أبحاثهم على استخدامهم الدراسة الحقلية، وأستند نجاح الأخيرة على توافر ظروف محددة كأن يقوم الباحث بقضاء فترة كافية من الوقت في القيام ببحثه. وقد نقل الأستاذ الدكتور أحمد أبوزيد قولآ عن إيفانز بريتشارد أن على الباحث أن يقضي سنتين على وجه الأقل فى دراسته لمجتمع يحدده. وقد يحتاج الباحث من بعد ذلك إلى خمسة أعوام ثانية على وجه الأقل لكي يستطيع نشر نتائج دراسته فى شكل يتماشى مع المستويات العملية المتطورة، بل قد يزيد الأمر به إلى أكثر من ذلك بكثير إذا لم يكن متفرغاً لهذا العمل كل التفرغ. وهذا يعني أن أجراء دراسة مركزة على أحدى المجتمعات البدائية ثم القيام بنشر نتائج هذه الدراسة يحتاج إلى ما يقرب العشر أعوام، حيث أنه ليس من المنطقي أن يضل أي علم من العلوم واقفاً جامداً دون اللحاق بسير التطور الموضوعي والمنهجي والنظري.

لذلك في مجال العلوم الاجتماعية اهتم العلماء إلى فهم السلوك البشري، ولتحقيق هذا الفهم وجدوا أنهم يجب أن يقوموا باختبار تأملاتهم النظرية عن طريق معلومات تم أخذها من العالم الواقعي. حيث واستطاعوا عن طريق القيام بهذه المهمة أن يحسنوا عدداً من الأدوات الفنية في الحصول على معلومات عن الكائن البشري. وفي تخصص الأنثروبولوجيا التقليدية وجه الأنثروبولوجيون كل تركيزهم على دراسة المجتمعات القبلية أو المجتمعات القروية داخل المجتمعات الأمية التي تقع خارج حدود تأثير الحضارة الغربية، حيث قد تطورت عن طريق دراسة مثل هذه الشعوب والمجتمعات أكثر مناهج البحث ومجالات الاهتمام والنظريات والفرضيات الأنثروبولوجية.

أدوات تسجيل المادة في البحوث الأنثروبولوجية:

ويولى الباحث اهتماماً ملحوظاً للوسيلة التي يتم بها تدوين البيانات وحفظها في ملفات بشكل تمهيدي وذلك تيسيراً لغاية كتابة المادة، وأيضاً تفسير المعلومات وتحليلها. حيث على الباحث أن يلتزم بثلاث أشكال لتدوين البيانات هي:
١- يوميات فورية: هي عبارة عن تسجيل بشكل فوري أي في نفس اليوم للأنشطة بسمة عامة، بمعنى أن الباحث يقوم بتسجيل تاريخ العمل الميداني، بعد ذلك جميع الأحداث التي جرت في ذلك اليوم بترتيبها الزمني.
٢- ملاحظات ميدانية فورية: أي تدوين فوري للملاحظات والمقابلات في نفس اليوم، وذلك بتفصيل دقيق مع التركيز على تسجيل التاريخ والزمن، حيث أن سكريمشو تنصح بتسجيل الملاحظات الميدانية الفورية خلال المقابلات، بحيث يجب أن تحتوي سؤال الباحث، وإجابة الإخباري.
حيث أنه قد دار حوار بين كاتبة الملاحظات وسكريمشو حول عدم تفضيل التدوين الفوري خلال المقابلة وإنما التدوين في أقرب مكان يكون الباحث فيه بمفرده، وأن اقتضى الأمر أن ينتظر لحين العودة إلى منزله أو مكان عمله. ذلك أن تدوين البيانات أمام الإخباري من الممكن أن يؤثر على جريان المقابلة، إي بعنى أن يحدث شيئاً من الاطراب من ناحية الإخباري، وأيضاً يمكن أن يلهي الباحث عن ملاحظة انفعالات الإخباري أو ما يدور حوليه.
حيث كان التعليق على ذلك أن التسجيل خلال المقابلة لا يسبب إزعاج الإخباريين في المجتمعات الأمريكيه، وفي الكثير من المجتمعات بالعكس هم يرحبون بالحديث أكثر أذا شعروا أن كلامهم يسجل.

٣- ملاحظات ميدانية ممتدة:
هي عبارة عن ملاحظات ميدانية فورية تضم رؤوس موضوعات حول ما جرى ملاحظته، ومن الممكن أن تتفرغ لتشمل جمل وأفكار، حيث يمكن أن يضيف الباحث تعليقاته وبعض انطباعاته عن انفعالات الإخباري، وبعد الانتهاء من التسجيل يبدأ الباحث في قراءة ملاحظاته بدقة، ويستطيع كذلك إضافة أحداث جديدة أو أسئلة جديدة خطرت على باله، بحيث يقوم بتسجيلها في ملف مستقل بجانب المقابلة التالية لنفس وحدة المعيشة الميدانية.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: