مراحل الإعداد والاحتضان للعملية الإبداعية

اقرأ في هذا المقال


مراحل الإعداد والاحتضان للعملية الإبداعية:

  1. مرحلة الإعداد:

    من غير المتوقع أن يتوصل أحد إلى تحقيق اختراق إبداعي دون أن يكون قد تعدى مرحلة إعداد وتحضير صعبة، وفي معظم الحالات تتطلب مرحلة الإعداد استكمال خطوتين لهما أهمية كبيرة في التعرف الواضح والمحدد للمشكلة التي تتطلب حلها اختراق إبداعي وأيضاً جمع وتنظيم وترتيب ما قد يلزم من معلومات واستفسارات حول المشكلة، قد لا تكون متاحة ضمن الإطار المرجعي أو المعرفي للفرد.
    بالإضافة إلى ذلك يحتاج الإعداد الجاد للعمل الخارق القيام بصياغة استنتاجات أولية عامة، بناءً على المعلومات المتواجدة أو التي يمكن الحصول عليها، وفي الخطوة الثانية يتم فحص الاستنتاجات العامة بتوسيع دائرة البحث الأولية والانتباه إلى عامل الاتساق بين دقة التعميم وموضوعيته وبين الجانب الاقتصادي والعملي، وتعود أهمية هذه الخطوة إلى أنها تعمل على الأرجح إلى اكتساب معلومات هامة تساعد في تجميع الفرضيات وصياغتها من جديد تزداد صعوبة مع تعدي الاستنتاجات أو الصياغات السبية المألوفة لتفسير المشكلة.
  2. مرحلة الاحتضان:

    هي مرحلة تتبعها عدة محاولات ميؤوس منها للتوصل إلى حلول خارقة للمشكلة بعد التفكير في كل الاحتمالات الممكنة، وفي هذه المرحلة قد يلجأ الباحث إلى عدة طرق لتحويل الانتباه الواعي عن المشكلة، كأن يتمشى أو يذهب للسباحة أو اصطياد السمك أو النوم أو الاستحمام أو تعمد الانشغال بموضوع آخر.
    وتشير المهارات الشخصية للمبدعين إلى أن إنجازاتهم الخارجية تحصل بصورة أكثر استعداداً من خلال الأوقات التي يتركز فيها وعيهم حول موضوع آخر أو على الأقل، وهم بعيدين عن مراجعة الحلول غير الرسمية لديهم التي توصلوا إليها بدايةً ويقترب الإحباط ويسيطرعليهم ومن المؤكد إلى حد كبير أن كثير من التفكير يحدث في مستوى ما قبل الوعي أو اللاوعي، وقد يكون العقل غير الواعي هو المسؤول على مسح المعلومات المختزنة وتكوين تماسك غير طبيعية بينها؛ لأنه متحرر من الضوابط التي تجعل العقل الواعي محكوماً بالقنوات المعتادة.
    وصنفت الباحثة (باربرا مكلنتك) التي حصلت على جائزة نوبل لدورها في دراسة الجينات هذه الحالة بقولها لقد فقدت استعدادي تماماً وعرفت أن هناك خطأ جسمي ولم أكن أرى الأشياء ولم أكن أربط بينها ولم أكن على صواب أبداً وكنت ضائعة، ولذلك فقد غادرت المختبر وذهبت أتمشى فوجدت مقعداً تحت شجرة في حرم جامعة ستانفورد، حيث جلست أفكر ومكثت نصف ساعة وأنا أفكر وفجأة قفزت من مقعدي وتوجهت مسرعة إلى المختبر، فقد وجدت الحل ويعود السبب على إنجازها الخارق إلى تفكيرها المركز في مستوى ما قبل الوعي، وهكذا فإن فترة احتضان الفكرة قد تطول لسنوات، وقد تختصر على بضع دقائق وفي الحالتين لا يمكن التنبؤ بمثلها.

المصدر: 1_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق.عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.2_ فتحي جروان.الموهبة والتفوق والإبداع.عمان: دار الفكر للطباعة والنشر.3_ مها زحلوق.التربية الخاصة للمتفوقين.دمشق: مطبعة الاتحاد.4_ باربرا كلارك. تنمية الموهبة.عمان: دار الفكر.


شارك المقالة: