مشكلة العمالة

اقرأ في هذا المقال


لكل مجتمع مشكلاته التي تَنبع من مجموعـة الظروف المُتعـايَش معهـا والمُتعارف عليها، وبعـض هـذه المشـكلات يَظـلّ هادئاً كامِناً فـي أعمـاق المجتمـع ذاتـه، بينمـا الـبعض الآخـر يَخـرج عـن دائـرة كُمونِـه و يتفجّـر بقـوة ليَصل إلى ظاهر المجتمع ويُلفت ويَشدُّ الانتباه إليه.

تعريف العمالة

ونقصد بمصطلح العمالة: الأيدي المُستأجرة المُسـتَقدَمة مـن خـارج الـبلاد والتـي تعمـل فـي أمور الخدمة في المـنازل عـلى مختلف أشكالها وكذلك قيادة السـيارات كـالـخـادمــة والمربيـة والسائق وغيرها الكثر .

العمالة من المشكلات أو الظواهر التي تفجَّرت على السَّطح الاجتماعي في الآونة الاخيرة وأصبحت مشكلة العمالة تحتلُّ مكانها مـن المناقشـات والدراسات ما جعلها تحتلُّ موقعاً مهماً مِن المشكلات التي تواجه المجتمعات جميعها.

ظاهرة استعانة الأسرة بالمُربيات والخادمات ليست من الظواهر الاجتماعية المُستجدّة في المجتمع فقد كانت هذه الظاهرة موجودة لكنَّها كانت مَحـدودة و تقتصـر علـى الأُسـر التـــي تنتمـــي للمســـتويات الاجتماعيـــة والاقتصـــادية العُليـــا. وكـــان الخَـــدَم والخادمـــات مـــن نفـــس المجتمع أو مِمَّن قَدِموا إليه ويقيمون به إقامة دائمة.

إلّا أنَّ ظاهرة العمالة برَزت في وقتنا الحاضر ولم يَعُدْ استخدام العمالة الوافدة قاصراً على فئة معينة في المجتمع، فقـد ازدادت نسـبة الاسـتعانة بهـؤلاء الخدم والخادمـات فلا يَكاد يخلـو بيت من وجود خادم أو خادمة يستعينون به في بيوتهم لينجزوا لهم بعض الأمور البيتية.

أدّى ارتفــاع مســتوى الــدَخل لــدى الفــرد إلــى خَلــق احتياجات جديدة جعلتها ظـروف المعيشـة التـي يعيشها بعض الأفراد أموراً ضـرورية، فلـم يَعُـدْ ربّ الأسرة قادراً على تلبية احتياجـات أسـرته بسبب انشغاله لساعات متأخرة من الليل وغالبا ما يكون السائق هو ذلك البديل الذي يُلبِّي هذه الاحتياجات.

ولـم يَقتصـر الأمـر علـى الـزوج بـل تجـاوزه إلى الزوجة التي دائماً ما تَطالب بإيجاد الخادمة أو المُربية حتى تقـوم بشـؤون البيـت والأولاد.

ويُوَضّح كثيـر مـن البـاحثين أنَّ هناك علاقـة بـين خـروج المـرأة للعمـل خـارج المنـزل فـي المجتمـع واسـتقدام العمالـة، وبشكل عام بدأت هذه الظاهرة تأخذ شـكلها الواضـح والمَلمـوس فـي السـنوات الأخيـرة لـدى كافـَّة أطـراف المجتمـع حيـث بـدأت تتناولهـا الصـُّحف و المجـلَّات علـى أنَّهـا ظـاهرة خطيـرة تَسـتحِق الدراسة والتمحيص، كما اتَّفق الجميع على أنَّها أَحد الظواهر السيئة التي ولَّدَتها الطَّفرة الماديـة في المجتمع.

المصدر: التفكك الاجتماعي، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2005.علم المشكلات الاجتماعية، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 1998.علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري وآخرون، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1998.


شارك المقالة: