انحراف اﻷحداث من وجهة نظر الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


إن مشكلة الانحراف مشكلة حقيقية، وعلى كل المجتمعات أن تهتم بهذه القضية، لأنها لا تمس اﻷحداث أنفسهم، بل تمتد آثارها السلبية للمجتمع ككل. باﻹضافة إلى أهمية هذه الفئة من فئات المجتمع، وهي فئة الأطفال أو اﻷحداث.

القيم التي تنطلق منها الخدمة الاجتماعية في تعاملها مع قضايا اﻷحداث:

  • كرم الله عز وجل اﻹنسان، وبالتالي فإن احترام اﻹنسان بغض النظر عن السن والجنس واللون والدين يجب أن يحظى باحترام الجميع.
  • يرغب اﻹنسان بطبيعته في العيش بحياة صحية وطبيعية، وبالتالي فإن وجوده في أي وضع غير صحي مثل الانحراف، ليس قاعدة بل استثناء، وبالتالي على المجتمع بمؤسساته كافة العمل على حماية هذا اﻹنسان وإعادته لمسار الحياة الطبيعي.
  • تعتبر العلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة متكاملة ومتبادلة، وبالتالي فإن حماية المجتمع تتم بحماية أفراده، وكذلك حماية اﻷفراد تتحقق من خلال حماية المجتمع.
  • نصَّت اﻷديان السماوية والمواثيق الدولية على ضرورة إيلاء اﻷطفال (اﻷحداث) اﻷهمية والحماية اللازمة.

إن فلسفة الخدمة الاجتماعية تنبع من احترام كرامة اﻹنسان فرداً وعضواً في جماعة ومجتمع، أو بمعنى آخر فإن الخدمة الاجتماعية تؤمن بمسؤولية الفرد تجاه مجتمعه والمجتمع تجاه أفراده؛ فالعلاقة متكاملة ومتبادلة، فالفرد الصالح (أساس المجتمع الصالح).
والمجتمع اﻵمن في المحصلة يوفر اﻷمن ﻷبنائه؛ لذلك إن الخدمة الاجتماعية تؤمن إيماناً مطلقاً بأهمية إحداث التغير الاجتماعي وإمكانيته، وتؤمن أيضاً أن هنالك ضرورة ملحة ومستمرة للتدخل اﻹنمائي والوقائي والعلاجي في التعامل مع قضايا المجتمع.

كيف تنظر الخدمة الاجتماعية لمشكلة انحراف اﻷحداث؟

  • إن السلوك الاجتماعي غير المرغوب فيه أو غير المقبول اجتماعياً أو قانونياً، هو بالضرورة غير مقبول من قبل مهنة الخدمة الاجتماعية.
  • إن سلوك اﻹنسان هو محصلة عوامل متفاعلة، ولكن الجانب اﻷهم فيها هو العوامل المجتمعية؛ أي أن اﻹنسان هو محصلة بيئية (بعناصرها كافة)، وأن شخصية اﻹنسان هي محصلة التفاعل بين جميع العوامل الذاتية والبيئية.
  • إن الخدمة الاجتماعية، وفي الوقت الذي ترفض فيه السلوك غير الاجتماعي، تؤمن بضرورة فهم هذا السلوك فهماً عميقاً ودقيقاً، وبالتالي لا بد من فهم عوامل الانحراف من أجل علاجها علاجاً جذرياً، وذلك لحماية المنظومة الاجتماعية بما فيها الحدث نفسه.
  • إن العقاب ليس هو الهدف النهائي، ولكن الهدف الحقيقي هو (اﻹصلاح) وإعادة الحدث الذي ارتكب السلوك غير الاجتماعي إلى المجتمع فرداً صالحاً.

المصدر: تمهيد في علم الاجتماع، بوتومور، 1981.دروس في علم اﻹجرام، أحمد توفيق، 2002.مقدمة الخدمة الاجتماعية، محمود حسن، 1979.


شارك المقالة: