مشكلة هروب الخادمات

اقرأ في هذا المقال


مشكلة هروب الخادمات مشكلة اجتماعية واقتصادية أصبحت شائعة في الآونة الأخيرة، إذ تقوم الخادمات بالهروب من المنازل بشكل مفاجئ دون أي مبرر مما ينعكس على وضع الأسر التي لا تتوقع ذلك، حيث تؤدي هذه المشكلة في بعض الأحيان إلى تحمل الأسرة أعباء مالية كبيرة.

مشكلة هروب الخادمات

يناقش علماء الاجتماع بعض التساؤلات حول ما يجب فعله في حالة هروب الخادمات من المنزل، فمن المؤكد عندما تهرب العاملة المنزلية فجأة، يكون من الطبيعي أن يشعر أصحاب المنزل بمجموعة من المشاعر كالغضب والتوتر، خاصة وأنهم يعتبرون مسؤولون عن مكان وجودها وسلامتها، وسوف ينتهي بهم المطاف بأعباء مالية كبيرة عندما تختفي فجأة، ومع ذلك هناك طرق يمكن من خلالها التنقل حول هذا السيناريو بدون أي ارتباك قدر الإمكان، وقد ناقش علماء الاجتماع بعض الخطوات التي يجب على الأسر اتخاذها في حالة هروب العاملة المنزلية وكيفية تقليل التكاليف المرتبطة بها:

أولاً، يجب أن عليهم أخذ خطوة إلى الوراء وتحليل خياراتهم.

ثانياً، عند ملاحظة وجود خطأ ما ولا يمكن العثور على العاملة المنزلية يمكن الاتصال بالشرطة على الفور أو الذهاب في رحلة مطاردة حول المنطقة المجاورة.

ثالثاً، ومع ذلك قد يكون من الأسهل البدء بخطوات صغيرة، كمحاولة الاتصال بالعاملة المنزلية لمعرفة ما إذا كانت قد تم توقيفها في مكان ما أو ما إذا كانت قد غادرت دون إخبار أي شخص فربما تأخرت في إحدى مهامها.

رابعاً، إذا فشلت عملية الاتصال في التقاط أي معلومة، فعليهم التحقق من متعلقاتها في غرفتها، فإذا كانوا لا يزالون هناك فمن المحتمل أنها ستعود، وإذا لم يتم العثور عليهم فستكون قد هربت، وعندها يمكن البدء في الاتصال بالسلطات، كالاتصال بوكالة التوظيف الخاصة بها أو عقد وكالة التوظيف الخاصة بهم.

خامساً، من بعد هذه الأشياء التي يجب عليهم القيام لابد من مراجعة عقد العمل الخاص بالخادمة المنزلية وإعادة تعريف نفسهم بسياسات الاسترداد الخاصة بهم، إذ هناك وكالات لا تفرض رسوم توظيف حيث لن يكونوا مسؤولين، بينما في حالات أخرى قد يؤدي العامل المنزلي الهارب إلى استرداد كامل أو جزئي، وهذه معلومات جيدة في متناول اليد عند التحدث مع الوكالة لمنع سوء التواصل أو دفع تكاليف غير ضرورية.

سادساً، بعد حصول الأسرة على المعلومات يمكنهم بعد ذلك الاتصال بوكالة التوظيف وإعلامهم بخادمتهم المنزلية الأجنبية المفقودة، وقد يكونون قادرين على المساعدة في تحديد موقعها في وكالات أخرى وكذلك الاتصال بسفارة بلدها.

سابعاً، إذا قامت الأسرة بتعيين عاملة منزلية من خلال وكالة، فعلى الأرجح ستتصل الوكالة بجميع الأطراف اللازمة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور عليها، ومع ذلك يجب عليهم أيضًا الاتصال بالمنظمات غير الحكومية مثل سفارة بلدها للتحقق مرة أخرى، حيث هناك احتمال كبير أن يكون هذان المكانان قد ذهبت إليهم، وإذا ذهبت وتحدثت إلى الأشخاص المسؤولين شخصيًا فيجب التأكد من إحضار الأدلة في حال اتهمت العاملة المنزلية الأسرة بشكل خاطئ بإساءة المعاملة.

ثامناً، يجب على الأسرة تبليغ الشرطة، فإذا فشلت الأسرة في العثور على العاملة الخاصة بهم في غضون 24 ساعة، يجب عليهم الاتصال بالشرطة وتقديم تقرير، ومن خلال القيام بذلك تثبت الأسرة بأنها أوفت بواجبات البحث الخاصة بهم وتحصل أيضًا على مساعدة احترافية في تحديد مكانها.

تاسعاً، يجب التواصل مع وزارة القوى العاملة، حيث من الضروري على الأسرة الاتصال بوزارة القوى العاملة في غضون 7 أيام من فقدان عاملة، ويمكن القيام بذلك عن طريق إلغاء تصريح العمل الخاص بها، ومن تلك اللحظة فصاعدًا يكون لدى الأسرة شهر واحد للعثور على عاملة المنزلية وإعادتها إلى وطنها، وإذا لم تعيدها إلى وطنها في غضون شهر واحد، فستفقد الأسرة نصف سند الضمان الخاص بهم.

وإذا كان لديهم إعفاء من تعويض التعويض الإضافي لتأمين الخادمة الخاص فسوف يكونون مسؤولين فقط عن أي اتفاقية مع شركة التأمين الخاصة بهم، وإذا لم يتمكنوا من العثور عليها في غضون 3 أشهر، فسوف تخاطر بفقدان السند بالكامل، ومع ذلك إذا وجدوها في غضون 3 أشهر فيمكنهم تقديم استئناف إلى وزارة القوى العاملة لاسترداد الكفالة.

عاشراً، تقبل التكاليف ولكن البحث عن طرق لتقليلها، وبغض النظر عما إذا كان سيتم العثور على العاملة المنزلية فسوف تتحمل الأسرة نفقات عديدة، وتشمل هذه إعادتها إلى الوطن في حالة العثور عليها، ودفع رسوم التوظيف المتبقية ودفع لعاملة منزلية بديلة، وفي حين إنه قد يبدو من غير العدل دفع هذه الرسوم لشخص قد هرب من دون مبرر إلا أن وزارة القوى العاملة فرضت ذلك حتى لا يكون هناك عبء ضريبي على مواطني الدول المصدرة لتلك القوة العاملة.

طرق يمكن من خلالها تقليل عبء التكلفة لدى الأسرة

بالإضافة إلى ذلك هناك طرق يمكن من خلالها تقليل عبء التكلفة لدى الأسرة والانتقال إلى بدائل أفضل في أسرع وقت ممكن، من هذه الطرق:

1- على سبيل المثال يمكن محاولة البحث عن تذاكر طيران في مواقع السفر ذات الميزانية الخصم.

2- وبما أن لديهم نافذة لمدة شهر يمكن التوفير عن طريق شراء تذكرة تاريخ مرنة.

3- بالإضافة إلى ذلك عند شراء تأمين الخادمة يمكن شراء خطة بسياسة استرداد سخية والتفكير في الحصول على تنازل عن خيار التعويض المضاد، بحيث سيوفر ذلك رسوم الاسترداد بالإضافة إلى تقليل الالتزام بالسندات.

4- يمكن أيضًا العثور على وكالة خادمات إما لديها خدمات استبدال مجانية أو استرداد رسوم التوظيف أو لا تتقاضى أيًا منها.

5- في المقام الأول يجب التأكد من معرفة ما هو العقد فيما يتعلق بالوكالة التي تسكنها ومدة الدفع مقابل الإقامة هناك أيضًا.

ما الذي يمكن القيام به لمنع مشكلة هروب الخادمات

على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لمنع عاملة المنزل من الهروب ٱلا إنه يمكن للأسرة اتخاذ تدابير لتقليل مخاطر حدوث ذلك، ويكون من خلال ما يلي:

1- من خلال معاملتها باحترام وتقليل سوء التواصل.

2- إعطائها الطعام والسكن المناسبين.

3- ودفع أجرتها في الوقت المحدد.

ومن الصعب تحديد سبب هروب عاملات المنازل بالضبط، ويعتقد بعض علماء الاجتماع أن العمال المنزليين الأجانب ببساطة لا يرغبون في العمل أو أنهم بالغوا في مهاراتهم مع التقليل من أعباء العمل، وفي الوقت نفسه تشير المزيد من الأدلة الملموسة إلى هروب الكثير من عاملات المنازل بسبب الانتهاكات، ومهما كانت الأسباب إذا اُتخِذت الاحتياطات وتم التعرف على ما يجب فعله في حالة حدوث الهروب، يمكنك تقليل التوتر والارتباك الذي يصاحب ذلك.

أسباب مشكلة هروب الخادمات

من أهم القضايا التي تواجه المجتمع بما يخص القوى العاملة الأجنبية هي ظاهرة هروب الخادمات الهاربات، حيث تشير الأرقام المنشورة إلى أن هناك 89 بالمائة من معظم الخادمات اللاتي يهربن هن من إندونيسيا وسريلانكا والفلبين.

تساهم العوامل المتعددة الأوجه في هذه المشكلة، فمن وجهة نظر الخادمات الهاربات فإن بيئة العمل غير ملائمة تمامًا وتتميز بالإرهاق وسوء المعاملة من قبل أفراد الأسرة والظروف المعيشية السيئة داخل منزل الكفيل والأجور المنخفضة جدًا التي لا تُدفع بشكل منتظم أو في الوقت المحدد وأيضًا التحرش الذي يؤدي في بعض الحالات إلى حمل الخادمات.

باختصار، تقول الخادمات إنه عندما تُحرم من كرامتهن وحقوقهن الإنسانية الأساسية، لن يكون أمامهن خيار سوى الهرب.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: