مقارنة الحضارة بين أرنولد توينبي وابن خلدون في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


مقارنة الحضارة بين أرنولد توينبي وابن خلدون في علم الاجتماع:

يعد ابن خلدون من أهم المؤرخين وعلماء الاجتماع وواضح المقدمة المعروفة بمقدمة ابن خلدون وكان لفلسفة ابن خلدون دور في فهم توينبي للتاريخ، واتضح تأثر توينبي بابن خلدون من خلال النقاط التي التقيا بها، وقد أشار توينبي إلى أنه أفاد من ابن خلدون واتضح ذلك من خلال ذكره في مواضع عدة في كتابه دراسة التاريخ.

حيث رأى أن ابن خلدون وضع فلسفة التاريخ، وهي عمل اتقنه عقلية عظيمة في أي زمان ومكان، فقد اعتبر ابن خلدون التاريخ حقل تجارب، ومجالاً للنظر والتفسير، والتأكيد على بيان فوائده فقال، أعلم أن في التاريخ مهارة غزيرة المذهب، كثيرة الفوائد، أيضاً فسر العلاقة الجدلية التي تصل الإنسان بتاريخه ومجتمعه وأهمية الاجتماع الإنساني للفرد.

استند ابن خلدون في استنتاجاته على دراسة للحضارات العديدة، ويعتبر ما قاله ابن خلدون بمثابة المفهوم الرئيسي ﻷرنولد في دراسة التاريخ، حيث كانت آراءه تشبه آراء ابن خلدون في مراحل التاريخ وغايته.

والتاريخ في رأي ابن خلدون هي عبارة مجموعة من الدول تتماشى كل منها في حلقات متتالية، وتتفق هذه الدول في مراحلها المتنوعة وأعمارها، تقوم الواحدة على أنقاض الأخرى.

المدينة عند ابن خلدون وأرنولد توينبي:

ويرتكز المفهوم الرئيسي عند آرنولد على المدينة أو المجتمع مقابل لمفهوم الدولة عند ابن خلدون، وكذلك المدنيات الباقية حتى اليوم عند توينبي هي إما أنها قامت بالمرور أو لا تزال بمراحل شبيهة ببعضها، وهذا هو نفسه المعنى عند ابن خلدون عندما قال، الدولة تتشابه في مراحلها المتعددة، وأعمارها وتقوم الواحدة على أنقاض الأخرى.

استند ابن خلدون في دراسته للحضارات التي كانت قائمة كحضارات الفرس، والسريان، والقبط، والروم، والعرب وغيرها، بتقديم استنتاجات على أن التكوين لا يزال يعلو في سلم التدرج، ويدرك أن آرنولد رأى بابن خلدون في البدء الرئيسي لجزء الدراسة التاريخية، ويعني هذا المبدأ الحضارة بأكملها كوحدة للدراسة التاريخية.

لقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أن البدو هم المقتصرون على المهم فقط، وأن الحضر هم الذين يهتمون بحياة الإسراف والكمالية، ويوضح هنا الاختلاف بين أهل البدو وأهل الحضر، وهنا انسجام في هذه الفكرة بين ابن خلدون وتوينبي، وبالرغم من ذلك التوافق بينهما، فقد كان هناك اختلاف في نقطة حول تغير المجتمعات البدائية إلى حضارية.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: