مقاومة حنظلة بن صفوان الكلبي لثورة الأمازيغ

اقرأ في هذا المقال


وصول حنظلة بن صفوان الكلبي للقيروان

عند وصول حنظلة بن صفوان الكلبي إلى القيروان قام مباشرة بإرسال سلاح الفرسان لصد تقدم عبد الواحد ووضع الجزء الأكبر من قواته جنوبًا، واستطاع هزيمة عكاشة في معركة حامية الوطيس وقام بأسره، عانى حنظلة من الكثير من الخسائر وكان هناك احتمالًا مؤسفًا لوجود جيش كبير من عبد الواحد، ذُكر أنه حوالي (300000) مقاتل، وكان من  أكبر الجيوش الأمازيغية.

قيل إنّ حنظلة قام بتسليح كل سكان القيروان لتقوية صفوفه ودعم جيشه، قبل أن ينطلق مرة أخرى، وكانت مواجهة وحرب حامية الوطيس، استطاع حنظلة بن صفوان هزيمة الجيش الأمازيغي الكبير لعبد الواحد الهواري في مايو (742) خارج القيروان.

سقط ما يقرب من (120.000-180.000) من جيش البربر، بمن فيهم عبد الواحد، في ساحة المعركة في تلك المواجهة الواحدة، لإنقاذ إفريقيا من التمرد الأمازيغي، وجه حنظلة انتباهه إلى الأندلس (إسبانيا)، حيث اندلعت حرب حقيقية بين الجند السورية، بين العرب الأندلسيين والوافدين (تم إرسال بقية القوة العسكرية إلى إفريقية عام (741)

في أوائل عام (743)، أرسل حنظل بن صفوان ابن عمه أبو الخطار بن درار الكلبي نائبا له إلى قرطبة، وتولى حكومة الأندلس وحل النزاع، في عام (743-44)، كان حنظلة منشغل بطرد الثورات المتفرقة في المناطق النائية لإفريقية، ولم يكن لديه وقت طويل أو لا وقت للتركيز على استعادة الأقاليم الغربية للمغرب وإعادة الأمازيغ إلى الحكم الأموي.

ذُكر أنّه تمكن من استعادة بعض المدن الساحلية مثل طنجة، من أجل الخلافة الأموية، ومن الجدير بالذكر أن جزء كبير من أراضي المغرب وغرب الجزائر بقيت تحت حكم سيطرة الحكام القبليين البربر المستقلين، في عام (744)، أقامت قبائل مصمود البربر علانية دولة مستقلة في (744)، اتحاد برغوات، بمعتقداتهم “النبوية” والتوفيقية.

تنازل حنظلة بن صفوان الكلبي عن القيروان

بعد الاضطراب الذي حدث بعد وفاة الخليفة هشام في (743) لم يتمكن حنظلة من الحصول على مزيد من المساعدة من الشرق، استغل النبلاء المحليون الفرصة من أجل السيطرة على السلطة، ثاروا في الحاميات الإفريقية ضد حاكم الأمويين، في أواخر عام (744) أو أوائل عام (745)، ثار عبد الرحمن بن حبيب الفهري، سليل سلالة الفريد الشهيرة، في تونس وأعلن نفسه حاكمًا لإفريقية.

على الرغم من مواجهة حنظلة بن صفوان للثورات ورغبته في الحفاظ على استقرار الدولة الأموية إلاّ أنه أقر بأن شمال إفريقيا شهدت ما يكفي من الحرب وسفك الدماء وقررت التنازل عن العرش بدلاً من القتال، عاد إلى دمشق في فبراير (745)، تاركًا عبد الرحمن بن حبيب الفهري يحكم القيروان.

ويروي بعض المؤرخين أنه عند رحيل حنظلة بن صفوان عن افريقيا حلت لعنة عليها فقد تعرضت إفريقيا لجفاف حاد بعد ذلك بوقت قصير وستقع في العديد من الاضطرابات في العقود القليلة القادمة.

المصدر: فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969). الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرى.الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: