مناهج التحليل في دراسة الصفوة في علم الاجتماع السياسي

اقرأ في هذا المقال


مناهج التحليل في دراسة الصفوة في علم الاجتماع السياسي:

1- منهج المكانة أو الموقع:

ويركز هذا المنهج على شاغلي الوظائف والمواقع العليا في المؤسسات الرسمية، والفرضية الرئيسية التي يستند إليها هذا المنهج، هي أن أولئك الذين يسيطرون على المناصب السلطوية، هم الذين يتخذون القرارات الهامة، بينما من لا يشغلون مناصب هامة لا يستطيعون اتخاذ قرارات مؤثرة، وقد استخدام رايت ميلز هذا المنهج في دراسته للنخبة الأمريكية.

وخلص إلى أنه إذا تجرد المائة شخص الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة من المناصب التي يشغلونها في المؤسسات الرسمية، ومن علاقتهم بهذه المؤسسات، فإنهم سيتحدون في الوقت نفسه من مظاهر قوتهم وتأثيرهم، أما ما يعيب هذا المنهج فهو عدم وجود اتفاق حول تحديد المناصب الهامة، حيث ذهب بعضهم إلى أن المناصب الهامة بها السيطرة على القطاعات والوظائف الاقتصادية الرئيسية، في حين ذهب البعض إلى التركيز على المناصب الإدارية أو السياسية وغيرها.

2- منهج السمعة:

يعتمد هذا المنهج على تحديد الشخصيات المؤثرة في المجتمع، والتي تلعب دوراً هاماً وتستطيع أن تحقق إنجازات للمجتمع، وكما يعتمد هذا المنهج على مجموعات من الأفراد ذوي خلفيات سياسية يتم اختيارهم بطريقة معينة، بحيث تكون كل مجموعة أشبه بالمحلفين.

ويطلب منهم تحديد أسماء الشخصيات السياسية الأكثر تأثيراً في المجتمع محل الدراسة، والشخصيات التي تتشابه في إجابات المجموعات المختلفة تكون هي النخبة السياسية، وتوجه بعض الانتقادات إلى هذا الأسلوب، وذلك على أساس أنه أسلوب غير موضوعي في تحديد أفراد النخبة، كما أنه يقيس ويحدد السمعة ولا يحدد بالضرورة الذين يمارسون السلطة فعلاً.

3- منهج صنع القرار:

ويعرف هذا المنهج أيضاً بمنهج تحليل الحدث أو منهج المشاركة، ويستند إلى فرضية أساسية، خلاصتها أن أولئك الذين يشاركون فعلاً في عملية صنع القرار يكونون الصفوة، لأنهم أظهروا تأثيرهم ونفوذهم من الناحية الفعلية، ووفقاً لهذا المنهج فإن الخطوة الأولى الهامة هي تحديد القرارات التي تعتبر حيوية للمجتمع ككل، أما الخطوة الثانية فهي التعرف على أولئك المشاركين النشطين في صنع هذه القرارات، ووفقاً لهذا المنهج فإن الصفوة يمثلها أولئك الذين يشكلون القرار من الناحية الفعلية أو يشتركون في صنعه.

4- المنهج السلوكي:

لقد وجه التحليل السلوكي في علم السياسة اهتماماً لموضوع الصفوة ويمكن تفسير ذلك بأن السلوك السياسي للنخبة يشكل المكوّن الأول لعملية الحكم، ولذلك فإن التركيز على دراسة السلوك للصفوة يؤدي إلى إبراز وتوضيح العديد من الجوانب الهامة في النظم السياسية، وخاصة درجة الاستقرار السياسي.

حيث أن سلوك الصفوة السياسية يطرح آثاره على مستوى الاستقرار والشرعية التي يتميز بها النظام السياسي، ولعل من العوامل الهامة التي تفسر أيضاً اهتمام المنهج السلوكي بالصفوة، إن أغلب المعلومات عنها متوافرة ويسهل الحصول عليها، فقد كتب الكثير عن القادة والزعماء، بينما لا تتوافر معلومات عن الجماعات والطبقات الاجتماعية العامة.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.محاضرات في تصميم البحوث، سعيد فرح.مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: